.................................
كشف معرض الكومبيوتر الاوروبي السنوي (ECTS) الذي عقد أخيرا في العاصمة البريطانية لندن، عن فجر العصر الجديد لبرامج ألعاب الكومبيوتر، التي لم تعد كما كانت في بداياتها حكرا على الأطفال والمراهقين فحسب، بل توسعت دائرة مستخدميها لتشمل الجميع بغض النظر عن الجنس أو العمر وذلك بفضل التطوير التقني المذهل لها. فمع أن الفئة الرئيسية لمستخدمي برمجيات ألعاب الكومبيوتر هي من الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و25 عاما، كشفت دراسة أمريكية حديثة عن أن قائمة زبائن الألعاب تضم فئات متنوعة من بينها كبار الموظفين وحتى ربات البيوت، وأن 49 في المائة من البالغين الذين يستخدمون هذه النوعية من البرمجيات في الولايات المتحدة هي من النساء. وأصبح البعض يرى في ألعاب الكومبيوتر ظاهرة حضارية تميز المجتمعات، ويدللون على ذلك بحقيقة أن منتجي الألعاب الناجحين هم الذين يدرسون طبيعة المجتمع الذي يرغبون بتسويق برامجهم فيه، اذ أثبتت الدراسات أن الألعاب التي تشتهر وتحقق مبيعات مرتفعة في الولايات المتحدة أو أوروبا قد تكون مختلفة تماما عن تلك التي تشتهر وتنتشر في اليابان، فالاختلاف بين الحضارات نشأ عنه اختلاف في الميول والاتجاهات والقيم وحتى الحاجات، مما جعل استمرار بقاء مطوري الألعاب وناشريها يعتمد بالأساس على التخطيط الدقيق وتصميم الألعاب بحيث تستهدف تحقيق الأهداف التي تعكس حاجات واتجاهات السوق الذي سيبيعون فيه منتجاتهم.
ألعاب الكومبيوتر وتنافست في معرض ECTS المئات من الشركات المتخصصة بكل ما يتعلق ببرمجيات ألعاب الكومبيوتر على ابراز افضل ما لديها من منتجات جديدة. ولم تتوقف العروض على ألعاب الكومبيوتر التقليدية التي تعتمد على المعارك واطلاق النار، وهي أكثر الألعاب انتشارا، بل شملت البرامج التعليمية والاستراتيجية، وتلك الموجهة للأطفال من جميع الأعمار. كما شكل المعرض فرصة لشركات أخرى لطرح خدمات ومنتجات مساندة ذات علاقة. فقد قدمت مجموعة من الشركات ما توصلت اليه من أدوات تساعد في كتابة برامج ألعاب الكومبيوتر بجميع أنواعها، ومن بينها ألعاب الواقع الافتراضي، والألعاب الثلاثية الأبعاد. وبالاضافة الى الخدمات الاستشارية والتسويقية قدمت شركة «فينوميديا» الألمانية خدمات اعلان متخصصة للترويج لمن لديه لعبة جديدة، وخدمة أخرى لترجمة الألعاب الى لغات أوروبية مختلفة، بما يشمل النص والمؤثرات الصوتية. ولأن برمجيات الألعاب تتعرض أكثر من غيرها لأخطار القرصنة، قدمت مجموعة من الشركات وسائل وأدوات لحماية هذه البرمجيات من النسخ غير المشروع، من بينها برنامج «سيكيوروم» الذي يضيف مفتاحا الكترونيا للبرنامج على القرص المدمج الذي يحويه، بحيث يحول البرنامج نفسه الى رموز لا يمكن قراءتها، وعند كل مرة يتم فيها تشغيل البرنامج يتم التأكد من وجود المفتاح، وعندما يجده يفك ترميز البرنامج بحيث يعمل بطريقة اعتيادية، ويتميز هذا المفتاح بعدم امكانية نسخه أو كسره. وشهد المعرض كذلك عرض مجموعة متنوعة ومحدثة من أدوات وأجهزة التحكم بالألعاب، والتي توفر راحة أكبر لمستخدمها، ويشمل ذلك عصي التحكم، وتلك التي تأتي على هيئة مقود سيارة التي تهتز بيد مستخدمها كالمقود الحقيقي. وهناك جهاز جديد على هيئة لوحة تزحلق (Skate board) يتيح لمستخدمه الشعور بالتزحلق بالشوارع أو ركوب أمواج البحر دون أن يغادر منزله. أما أكثر الأجهزة اثارة فهو «فيرتشوال رينغ» أو الحلبة الافتراضية، والذي وصفته الشركة التي تنتجه بأول لعبة كومبيوتر تتيح للاعبها حرق السعرات الحرارية أثناء اللعب، اذ يمكن وصل جهازين منهما ببعضهما، ثم يقف اللاعب بنفسه وسط أعمدة تلتقط حركته بحيث تحولها الى حركة لشخصية رسومية على شاشة الجهاز، وعندما تبدأ اللعبة، وهي عادة ما تكون لعبة قتال، سيوجه اللاعبان ضرباتهما لبعضهما البعض في الهواء كل وهو واقف على جهازه، أما الشخصيتان الرسوميتان فستظهران وكأنهما تتصارعان فعلا. الشركات الكبرى وركزت شركة «انتل» من خلال جناحها الكبير في المعرض على أن أجهزة الكومبيوتر الشخصية التي تعتمد على منتجاتها الالكترونية، والتي يأتي في مقدمتها معالجات «بنتيوم 3»، هي الأفضل لاستخدام برمجيات الألعاب الحديثة التي أصبحت تتطلب الكثير من مصادر الأجهزة، كما عرضت تقنياتها المستخدمة في أتمتة المنازل. أما مايكروسوفت فقد ركزت على تسويق العدد الكبير من برمجيات الألعاب التي تنتجها بالاضافة الى أدوات الألعاب المساندة، كعصي التحكم وغيرها، الا أنها لم تتمكن كذلك من عرض جهاز ألعابه الجديد الذي صمم على شكل حرف X.
أما الشركات المتخصصة فقد أبلت بلاء حسنا من خلال أجنحتها الضخمة، وبالذات «سوني» التي تنتج «بلاي ستايشن 2» و«ننتندو» التي لم تستطع أن تعرض أي نسخة من جهاز «غيم كيوب» الجديد، الا أنها استطاعت عرض جهاز «غيم بوي أدفانس» اليدوي. الجيل الجديد وبفضل عصر الانترنت وعصر الهواتف الجوالة، بدأ جيل جديد من الالعاب بالظهور، وفي مقدماتها ألعاب الانترنت الجماعية، اذ عرضت العديد من الشركات ألعابا جديدة مخصصة يمكن أن ستشارك فيها أعداد كبيرة من المستخدمين بغض النظر عن مواقع وجودهم الجغرافي، كما ظهرت شركات تقدم خدمات تحويل البرمجيات العادية الحالية الى برامج انترنت جماعية لمن يرغب بذلك من الشركات. أما بالنسبة للهواتف الجوالة فقد استغلت شركات الاتصالات بدء انتشار تقنية بروتوكول التطبقات اللاسلكية «واب» للترويج لألعاب جديدة يمكن ممارستها أثناء التحرك من خلال الهاتف الجوال، كما أكدت موتورولا على أن تقنية GPRS التي تتبناها هي التي يمكن استخدامها منذ الآن لاستخدام الهواتف للعب. وعرضت شركة «بانداي» اليابانية جهاز اللعب اليدوي «موبايل ووندر غيت» الذي يتيح اللعب التفاعلي من خلال الانترنت، بالاضافة الى استعراض مواقع معينة في الشبكة العالمية، واستخدام البريد الالكتروني، وذلك من خلال وصله بالهاتف الجوال. كما شهد معرض العام الحالي توزيع الجوائز على أفضل المنتجات، حيث فاز جهاز «بلاي ستايشن 2» بجهاز ألعاب عام 2000، و«3dfx فودو» بأفضل جهاز بتقنية الكومبيوتر الشخصي لهذا العام، أما أفضل لعبة لأجهزة الألعاب فكانت «بيرفيكت دارك»، وأفضل لعبة للكومبيوتر الشخصي لهذا العام فكانت «ديابلو 2». وفازت «انكارتا» بجائزة أفضل برنامج مرجعي. ومنحت شركة «هافاز» جائزة أفضل ناشر. أما أفضل لعبة في معرض ECTS فكانت «ماريو كارت أدفانس»، التي فازت كذلك بجائزة أفضل لعبة جماعية في ECTS وجائزة أفضل لعبة لجهاز محمول في ECTS.
وفازت «غران توريزمو 2000» بجائزة أفضل لعبة عرضت في المعرض لجهاز «بلاي ستايشن»، و«زيلدا: مايوراس ماسك» بجائزة أفضل لعبة عرضت في المعرض لجهاز «نينتندو 64». و«جيت غريند راديو» بجائزة أفضل لعبة عرضت في المعرض لجهاز «دريمكاست».
