بماذا استدل الشيعة لنفي التحريف عن كتاب الله؟
بماذا استدل علماء الشيعة لنفي التحريف عن كتاب الله؟
قبل التعرض لذكر الادلة التي استدل بها علماء الشيعة أحٌب ان انبة اخواني الاعزاء الذين يقرأون هذه الكلمات من جميع المذاهب الاسلامية ان غرضي من ذلك مع ان المسالة في غاية الوضوح وان الشيعة ليس لهم قرآن غير هذا القرآن الذي بين ايدي الناس
اقول ان غرضي من ذلك هو رفع شبهة قد تختلج في ذهن البعض وحاصل الشبهة هي:
ان علماء الشيعة انما اجمعواعلى نفي التحريف عن القرآن تقية وليس اعتقاداً ولكن هذه الشبهة سوف تندفع اذا علمنا ان هؤلاء العلماء لم يكتفوا بذكر الفتوى فقط بل هم استدلوا بادلة قوية قطعية محكمة لا سبيل لدفعها ولا تعارضها اخبار الاحاد او اخبار يمكن توجيهها وان لم يمكن ذلك فيضرب بها عرض الحائط لمخالفتها الادلة القطعية ولذا لو ذهب شاذ من الشيعة الى خلاف هذه المسالة فان اول من يدينة على ذلك هو الدليل
فاذا عرفت ذلك نقول:
لقد استدل علماء الشيعة بعدة ادلة على نفي التحريف ويمكن تقسيمها الى ثلاث اقسام
أ- الادلة من القرآن
ب- الادلة من الروايات الشريفة
ج- الادلة العقلية
وقبل ذلك نقول انه قد يقال:
انه لاسبيل الى الاستدلال بالقرآن لان الاية التي يستدل بها قد تكون محرفة وقد لا تكون من القرآن فكيف يستدل بها على نفي التحريف
والجواب واضح على هذا الاشكال وهو ان محل النزاع في مسألة التحريف هو في النقصان وليس في الزيادة والقائل بالتحريف لا يقول الا بالنقيصة فهو يعترف بان الايات المستدل بها على نفي التحريف تكون من القرآن وليست محرفة
ونقول بعد ذلك اما الادلة القرآنية فهي:
1- قوله تعالى:وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين بديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد
وهي تدل على عدم وقوع النقصان فيه لانه من الواضح ان وقوع النقصان من مصاديق الباطل والايه تنفيه نفيا مطلقاً
2- قوله تعالى:إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون
وهي تدل بشكل واضح على عدم وقوع النقيصة فيه والا لا يكون محفوظاً
وتوجد ايضاً ايات اخرى يمكن الاستدلال بها على المطلوب ذكرها علماء الشيعة في كتبهم فراجع.
اما الروايات فهي على عدة اقسام
القسم الاول: الروايات الوارادة عن اهل البيت والتي تنص على وجوب عرض الخبرين المتعارضين على القرآن فما وافق القرآن اخذ به وما عارضه فانه يضرب به عرض الحائط وهي كثيرة في كتب الروايات عند الشيعة فهذه الاحاديث تدل على ان القرآن مصون عن الزيادة والنقيصة والا كيف يكون مرجعاً تعرض عليه الاحاديث المتعارضة
القسم الثاني: حديث الثقلين الذي يتمسك به الشيعة لاثبات حقانيه المذهب الشيعي وانه هو الفرقة الحقة والمذهب الحق وهذا الحديث متواتر رواه جمهور علماء المسلمين وهو ينص على وجوب التمسك بالقرآن واهل البيت وقد اثبت الشيعة بهذا الحديث عده امور منها صيانة القرآن عن التحريف ووجوب التمسك باهل البيت وعصمتهم وبقاء الامامة واستمرارها
ولذا يعتبر الشيعة هذا الحديث المتواتر من اقوى الادلة على صيانة القرآن من التحريف
القسم الثالث وهو مجموعة كبيرة جدا من الروايات الواردة عن اهل البيت والتي تامر الناس بالرجوع الى القرأن واستنطاقة وهي دالة ايضا على صيانة القرآن من التحريف بشكل واضح
القسم الرابع وهي مجموعة من الروايات التي تتحدث عن ثواب قراءة القرآن وسوره المباركه فلو كان القرآن محرفا فلا مجال للعمل بهذه الروايات
وهناك اقسام اخرى ذكروها في كتبهم فلاحظ.
اما الادلة العقلية:
1- ان عناية المسلمين بجمع الكتاب وحفظه وظبطه قراءة وكتابة يوجبرحصول القطع للانسان بعدم تطرق التحريف لهذا الكتاب العزيز
2- ان القران معجزة النبي الخالدة ودليل خالد لصدق نبوته وهو خاتم الانبياء وهو يقتضي سلامة القرآن من أي تحريف يخل باعجازه
3- تواتر القرآن بهذه الهيئة الموجودة بين ايدينا فانك لا تجد في التاريخ الاسلامي كله ً قرآنا غير هذا القرأن الموجود بين ايدينا
هذا والذي يزيدك يقينا هو اجماع الطائفة على ذلك الا الشاذ منهم الذي عرضت له شبهة في ذلك والا كيف يوجب في الصلاة قراءة سورة كاملة غير الفاتحة في الركعة الاولى والثانية فالشيعة اولى من غيرهم بعدم القول بالتحريف
ونعوذ بالله من الشطط في القول والفعل.
