خواطر و نثر العطس الفصيح في الزمان المليح !

ماذا يعني أن تعطس في زمن كهذا.. أن تعطس فهذا يعني أن صدرك متخم بسحابات من القار والغبار، العطس الفصيح هو تمرد وحركة جريئة تقوم بها ضد أنماط من التنفس الرتيب..هذا اكتشافي الخاص.
وقد يساء فهم الشخص العاطس من لدن جمهرة غير العاطسين.. هؤلاء الذين يتنفسون بخجل واستحياء وكأنهم يسرقون حصتهم من الأوكسجين، هذه السلعة الوحيدة التي لا تشملها ضريبة المبيعات، مع أنهم في اليابان أقاموا مقاه خاصة يسمونها بارات الأوكسجين، تجلس في البار وتطلب عبوة أوكسجين بطعم النعناع أو الفراولة، وتعود إلى بيتك كأي كائن محترم لا يتعرض للبهدلة من زوجته التي كانت تلعنه وتلعن العيشة التي جمعتها بذلك الذي يعود لبيته في آخر الليل، وأنفاسه كرائحة محرقة اختلطت فيها روائح التبغ بالبصل بالكحول الرخيصة بالحكي المحروق... يدخل بيته في بدايات الصباح، يحبس رغبة عارمة انتابته بالعطس ولا يجرؤ.. يكبتها ويكاد يختنق مع أنه كان في سهرته مع أصدقائه من رفاق السوء أنفسهم، الأكثر حماسة وتنظيرا لأهمية العطس صحياً وأيديولوجياً، ولكنه تعرض للشتم من قبل الأصدقاء عندما عطس عطسة قوية فوق الطاولة التي تناثرت عليها علب الحمص والفول ، بطبقة ندية من رذاذ العطس، ولكنهم أكملوا العشاء على مضض وقرف لأن الجوع كافر بعد أن نعتوه بأنه أبو الكفار...ولكن أحدهم داعبه بقوله: يعني عطسة قوية كهذه ممكن أن تثقب الأوزون.
ضحكوا وتناسوا الأمر، ولكنهم اتفقوا على مناقشة أفكاره عن العطس في ندوة أخرى يتم التحضير لها بتأنٍ وعمق، مع احتفاظه بحقوق الفكرة مثل أن تكون عنوانا لرواية أو مقال كهذا، ولكنهم اتفقوا قبل نهاية السهرة على :أن المواطن الذي يعطس هو مواطن صالح"!
وأقسموا على كتمان الفكرة فيما بينهم خشية أن تتسرب إلى أحد المرشحين، فيستغلها شعارا فذا لم يسبقه إليها أحد في حملته الانتخابية القادمة عن دائرته التي تسمى بـ "حي الفرافير".