السعودية تسعى لمصالحة في لبنان على غرار اتفاق مكة
كشفت مصادر سياسية لبنانية، أمس الاثنين، النقاب عن اتصالات مكثفة؛ يجريها السفير السعودي بلبنان "عبد العزيز خوجة" مع مختلف القوى السياسية اللبنانية ؛ للتوصل إلى اتفاق مبدئي يمكن في ضوئه دعوة قادة المعارضة والأكثرية للاجتماع في السعودية؛ لإبرام اتفاق مصالحة على غرار "اتفاق مكة" الفلسطيني .
وأشارت قناة " الجزيرة" الفضائية إلى أن السعودية لم توجه حتى الآن دعوة رسمية إلى الفرقاء اللبنانيين لزيارتها ؛ ترقباً لإتفاق مبدئي بين الزعماء اللبنانيين ،على بنود تسوية شاملة للأزمة السياسية المحتدمة في لبنان منذ عدة أشهر .
وأوضحت القناة أن قادة المعارضة اللبنانية ، والذين فوضوا رئيس مجلس النواب ـ نبيه بري ـ للتفاوض نيابة عنهم ، يريدون الحصول على تعهد من قوى الأكثرية بالموافقة على تشكيل حكومة وحدة وطنية، تمثل فيها المعارضة بالثلث الضامن ، قبل إعلان موافقتهم على الذهاب إلى المملكة السعودية .
وكانت أجواء من التفاؤل قد سادت الساحة اللبنانية اليوم، بإمكانية التوصل لحل للأزمة السياسية إثر اللقاء التاريخي الذي جمع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.
وعقد السفير السعودي اليوم سلسلة محادثات، شملت رئيس الجمهورية إميل لحود ،ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة.
وقال خوجة عقب اجتماعه بالسنيورة: إن "الأجواء ايجابية جدا" ، معربا عن أمله بالوصول إلى حل قبل القمة العربية ،المقرر انعقادها في 28 و 29 مارس في السعودية.
وأضاف " إذا وافق القادة اللبنانيون على التفاهم ؛ فستكون المملكة السعودية "حاضرة لاستضافتهم في اجتماع يساعد على حل الأزمة".
من جانبه ، أكد مصدر لبناني رسمي طلب عدم الكشف عن اسمه ،أن مهمة خوجة تقضي بـ"عرض التفاهم السعودي الإيراني" بالتوصل لحل للأزمة اللبنانية.
وأفادت معلومات صحفية بأن العاهل السعودي الملك عبد الله والرئيس الإيراني أحمدي نجاد تفاهما على صيغة لحل الأزمة اللبنانية ، بدون أن تُعرف بعد حيثيات التفاهم بدقة.
لكنها أوضحت انه يقوم على مبدأ التلازم والتزامن بين حل ـ المسألتين الخلافيتين الرئيسيتين بين الموالاة والمعارضة ـ : قضية المحكمة ذات الطابع الدولي في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، وقيام حكومة وحدة وطنية.
