تعليقي الشخصي على قصة Splinter Cell Double Agent

السلام عليكم :)

كما تعرفون فقد كتبت سابقا مراجعة للجزء الجديد من لعبة التسلل والغموض Splinter Cell: Double Agent [معليش ما بحط الرابط للمراجعة لانه ممنوع حسب الانظمة] وكما نعلم هذا هو الجزء الأول بالسلسلة الذي قام بعلاج مشكلة افتقار قصة ذات طابع هوليوودي وغامض في محاولة لطرح منافسها Metal Gear Solid ... فهل نجحت في ذلك؟ سأقوم في هذا الموضوع بطرح القصة بشكل سريع ثم سأضع تعليقي الشخصي في هذا الأمر. مع أخذ الملاحظة بأن هذا الانتقاد مخصص لنسخة الـXbox. وقد لاتتفق في بعض الوقائع مع نسخة الـX360 بسبب حصره بعض محتويات اللعبة.

تبدأ القصة بسام فيشر في مهمة كأي مهمة من الأجزاء السابقة في عملية بحث وجمع معلومات من مصنع يقوم بأنشطة مجهولة بجزيرة Iceland بجانب زميل مساعد من CIA يدعى هشام حمزة الذي يبدو من أصول عربية. بعد أن يقتحم سام المصنع ويقوم بإرسال بعض المعلومات ستلغى المهمة بشكل مفاجئ من قبل الكولنيل لامبرت الذي سيأتي شخصيا بطائرة لأخذ سام ليعلمه فقط بخبر سيء ألا وهو وفاة ابنته بحادثة سير من قبل سائق مخمور.

بعد هذه العملية بزمن , وافق سام على القيام بأخطر مهمة قبل بها على الإطلاق وهي أن يلعب دور عميل مزدوج , فبعد فقدان ابنته لم يعد أي شيء يشكل خطر واهتمام للعميل سام. على سام أن يتقمص حياة الإجرام والشوارع لكي يلقى بالسجن بالقرب من عضو بمنظمة إجرامية تدعى John Brown's Army او اختصارًا بـJBA. من هذه النقطة تبدأ القصة الفعلية حيث ستمر بمواقف تحتاج إلى أن تقرر ماذا تفعل , ومالذي ستفعله سيغير بعض ظروف المهمة التالية , بالطبع سيكسب سام ثقة عضو الـJBA الذي يدعى جايمي وسيستطيعان الهروب معا وسيطالب جايمي بتجنيد سام من آيمايل رئيس منظمة JBA. في الوقت الذي تواجد به سام بتلك القاعدة يكتشف بريد إلكتروني يحتوي على معلومات من أحد أعضاء JBA ياغر , وستقرر اذا ما أردت أن ترسل المعلومات إلى منظمتك سيتم إعتقاله والتحقيق معه وإذا أرسلتها إلى JBA سيقوموا بقتله وإلقائه بالنهر. فيما بعد سيقوم لامبرت بالتظاهر أنه تاجر أسلحة لكي يزود سام بأدواته المعتادة وسيقوم سام بعملية سطو على قطار محمل بالمال والذهب لكي تستطيع الـJBA بهذا المال شراء الزئبق الأحمر الذي تم تطويره بواسطة مصنع Iceland الذي كان به سام قبل هذه الأحداث , حيث أن الزئبق الأحمر عبارة عن قنبلة ذات نطاق تفجير واسع وبإمكانه تفجير مدينة كاملة. لتجربة القنبلة سيقوم آيمايل بإرسال سام إلى سفينة تقوم برحلة سياحية ليزرع القنبلة بمساعدة إينريكا وهي عضوة بمنظمة JBA أيضا. مرة أخرى سيكون لديك الخيار لإنجاح المهمة أو إخفاقها الذي سينتج تعرض سام وزميلته للضرب من قبل آيمايل. بعدها سيرسل سام إلى ناقلة زيت روسية بهدف الإستيلاء عليها وسيتعرض لخطر تفجير الناقلة من قبل الكابتن الروسي المجنون. بعدها سيقوم آيمايل بعقد صفقة شراء الزئبق الأحمر بفندق مع تجار الذين يبدوا أنهم عربيين وسيحضر معه سام بشكل سري , ستلغى الصفقة في البداية وسيأمر آيمايل سام لمعرفة السبب وسيفاجأ سام بزميله السابق هشام محبوس كرهينة لدى أصحاب الصفقة (العرب). آيمايل سيخبر سام أن يقتله وسيكون لك الأمر أن تقتله أو تطلقه. وعودة إلى قاعدة الـJBA سيكتشف سام أن لامبرت قد أخذ كرهينة واقتراب موعد إطلاق قنبلة الزئبق الأحمر وسيترك لك الخيار في فضح لامبرت كعميل لوكالة الأمن القومي NSA أو زرع معلومات خاطئة تدل على غير ذلك. بنهاية اللعبة سيفتضح سام على أنه عميل مزدوج وستقوم بقتل جميع أعضاء JBA باستثناء إنريكا التي ستقع في حبه وستساعده قليلا ً لكن بالنهاية ستقتل من قبل أحد عملاء مجموعة سام الخلايا الشائكة وسيقوم سام بقتله وسيقسم بالإنتقام للمسؤول ويليامز الذي يرأس سام ومجموعته.

رغم التغير في مجرى القصة الرئيسي , فالقصة لا تزال تفتقر إلى الغموض والإثارة كما في ألعاب التجسس والمغامرات , ففي البداية النظام التي تعتمد عليه القصة (نظام الولاء) الذي يعطي اللاعب حرية التصرف في اختيار طريقته لإنهاء المهمة ليس له تأثير كبير على القصة , ففي قتلك لزميلك هشام أو الإفشاء عن لامبرت لن يزيد من القصة غموض وإثارة إنما ستعرض نتائج متوقعة أو ستسهل عليك بعض الأمور بالمهمة التالية. أيضا كثرة الشخصيات أو المنظمات لن تزيد من اللعبة غموضا وتحسن إذا ظلت هذه الشخصيات مجرد أسماء تملي عليك ماتريد وتكون فقط سببا لحدوث مهمة. أيضا بسبب وضع نظام الولاء لم نشهد أي تعمق في شخصية سام أو أي ردود فعلية دراميتيكية , ففي بداية اللعبة عندما تموت ابنة سام جعل الكاتب من هذا الحدث فقط سببا ليصبح عميل مزدوج ولم تكن هناك لحظات ذكرته بموت ابنته أو أي تطور بتعامل سام مع الآخرين سوى مظهره الجديد الذي يبدو ذو طابع خشن وشرس , وبنهاية اللعبة ستقتل صديقته إينركا ولم يكن المشهد بتأثير كبير إنما حدث ببساطة وشكل سريع مع سام يندد بالإنتقام لوكالته بالجزء القادم.

ومن منظور آخر , القصة لا تزال تسير على نفس محور سلسلة سبلنتر سيل , تظهر مجموعة إرهابية لها علاقات مع عرب آخرون لتفجير الولايات المتحدة , إنما هذه المرة الجماعة الإرهابية أميركية و المادة المتفجرة ليست نووية بل مصنوعة من الزئبق الأحمر. مع توسع بنهايات القصة حيث إذا سمحت للإرهابيون إتمام عملياتهم ستضرب مدينتي ناشيفلا و لوس أنجلس وستشاهد ذلك (كما هو معتاد) من مذيع أخبار يروي لك الأحداث بشكل إعلامي ممل. فحدث مثل هذا يحتاج إلى إخراج سنمائي وإظهار ماسببه الإنفجار للناس ومآسيهم وليس نشرة أنباء تملي علينا أرقام الضحايا وتعليقات سياسية غير مهمة على الإطلاق.

إذا وكما يبدو سبلنتر سيل لاتزال تحتاج المزيد لأن تتحسن في إعداد قصة أكثر تشويقا وغموضا , فلو استعرضنا منافسها الكبير ميتل جير سولد فسنرى أن ميتل جير تتفوق بشكل خارق ولا يمكن المقارنة بينهما من ناحية القصة بغض النظر عن وجود عناصر خيالية خارقة للواقع باللعبة , فأحد عناصر تفوق ميتل جير هو تواجد كل الشخصيات في حدث واحد فقط , فيمر البطل بجميع الشخصيات ويتفاعل معهم ويطور ويعكس شخصيته الداخلية عليهم وتتوسع العلاقات بشكل أفضل , كما أن القصة الرئيسية من تهديد لسلاح نووي يتطور أكثر من ذلك وتكتشف وجود دوافع أكبر كوجود حكومة سرية تفرض سيطرتها على العالم متبع بغموض يزيل ويزداد كلما اقتربت من نهاية القصة. وأيضا لدينا السلسلة الثلاثية لعبة Thief التي هي شبيهة بشكل كبير بسبلنتر سيل إلا أن قصتها أكثر تشويقا منها بسبب الأحداث المفاجئة و والتعمق بشخصية اللعبة بشكل رئيسي.

بالرغم من هذا كله , يبدو أن الجزء القادم الحصري للـX360 سيقدم قصة تتمحور على سام أكثر مع رئيسه السابق ويليامز وقد نلاحظ تفوق على الأجزاء السابقة وهذا كله بيد كاتب السلسلة توم كلانسي.

أرجو أن أعجبكم الموضوع وهو ليس موجه لإثارة المشاكل ضد عشاق السلسلة فهذا رأيي الشخصي وأنتظر آراءكم حول قصة اللعبة بشكل عام وشكرا على مروركم :)