القحطاني وزوجته محتجزون بأمريكا !

مواطن سعودي يتحدث عن مرارات الاعتقال الأميركي






ميامي: «الشرق الأوسط» والوكالات
اجتر المواطن السعودي زهير القحطاني (31 عاما) بعضاً من مرارات يعيشها الى اليوم منذ اعتقاله في 18 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي على خلفية احداث 11 سبتمبر (ايلول) الماضي.
ويقول القحطاني وهو يجلس في مكتب للزوار ضيق جداً بمركز للاعتقال بضاحية كروم انه لو اعطي خياراً لوطن يعيش فيه غير وطنه قبل احداث 11 سبتمبر لقال وبملء الفم واختار اميركا، ولكنه وبعد المعاناة التي يعيشها الى اليوم لا يريد البقاء هنا الآن ولو ليوم واحد، لأنه يريد ان يجمع شمله بزوجته ويرحل الى السعودية، مضحياً بالآمال التي جاءت به لدراسة الطيران واحترافه.
وقد ظل القحطاني ولأكثر من 6 اسابيع، ومنذ اعتقاله مع زوجته السورية (30 عاما) يتنقل من مركز اعتقال الى آخر وبين السجون في مقاطعة فلوريدا لمجرد انه تجاوز المدة المحددة لاقامته في تأشيرة دخوله. ويشار هنا الى ان القحطاني واحد من مئات الشرق اوسطيين من الرجال والنساء الذين تعتقلهم سلطات المباحث والجوازات على خلفية لهاث المحققين في اميركا لجمع المعلومات حول تفجيرات 11 سبتمبر الماضي. وهناك الآن اكثر من 600 رجل وامرأة من رعايا الدول الاسلامية رهن الاحتجاز بمخالفات لقوانين الهجرة وتهم اخرى لا تمت للارهاب، فيما تريد السلطات الاميركية استجواب 5000 آخرين من الاميركان ذوي الاصول العربية.
ويروي القحطاني الذي انكر اي صلة له بالارهاب في مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس» واقعة الاعتقال بقوله انه فوجئ صباح 18 اكتوبر الماضي وهو يهم بفتح مستودع للمواد الشرق اوسطية لحساب صديق بثلاثة رجال من المباحث والجوازات يقفون الى جانبه ليسألوه بعد ذلك عن تدريباته كطيار، ويطلبون حواز سفره ثم يقتادونه الى بيته بعد ان قيدوا يديه وهناك اجروا عمليات تفتيش وجدوا خلالها انه وزوجته قد حضرا لأميركا في اغسطس (آب) 2000 بتأشيرة زائر مدة عام، وحين اكتشف المحققون تجاوزهما لفترة الاقامة المسموحة حرروا اجراء اعتقاله وزوجته في نفس اللحظة.
من جهتها تعلق روندا جيلفمان محامية الزوجين ان المحكمة اقرت الافراج عنهما بكفالة قدرها 10.000 دولار لكل منهما، ولكنها فوجئت بالمحكمة تلقي قرار الضمانة بعد 4 ايام، وتقول روندا انها لم تشهد خلال عملها في مهنتها طوال 12 عاماً إقدام محكمة على الغاء قرار الافراج بالكفالة. فيما تعذرت روندي جيرمين بادارة الجوازات بحاجتها لقراءة الحالة ورفضت التجاوب مع المحادثات الهاتفية حتى تتمكن من التعليق على ايضاحات محامية الزوجين، وكذلك رفض مسؤول بالمباحث الاتحادية مجرد التعليق.
ويبدو القحطاني على دراية بدوافع التحقيق لأنه حصل على دورات تدريب على الطيران بفلوريدا للحصول على رخصة طيران تجارية. ويقول القحطاني في هذا الصدد ان المحققين قد وجدوا في منزله صورة لطائرة ركاب سعودية وقد استجوبوه حول الدوافع. كما وجد المحققون في كراسة العناوين الخاصة به اسم صديق وهو طيار سعودي يشارك بالاسم فقط اسم احد المتهمين باختطاف الطائرات في احداث 11 سبتمبر. ويقول القحطاني انه احاطهم في اجابته بوجود اكثر من 1000 مواطن سعودي يحملون الاسم نفسه في بلاده.
ويضيف القحطاني ان المحققين سألوه ايضا عن الفلسطيني مازن النجار وهو المهندس السابق بجامعة جنوب فلوريدا والذي ظل هدفاً للتحقيقات الاميركية منذ منتصف التسعينات.
ويشار هنا الى ان النجار قد قضي 4 سنوات رهن الاحتجاز لدى سلطات الجوازات بحجة الأدلة السرية، ولم يوجه له الاتهام، وافرج عنه في ديسمبر (كانون الاول) 2000 واعيد اعتقاله في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وصدر في حقه قرار بالترحيل ولكن محاميه استأنفوا لدى المحكمة العليا لارجاء قرار الترحيل.
وتقول حيثيات التحقيق مع القحطاني انه دفع مبلغ 200 دولار للنجار لقاء ترجمة شهادة الثانوية التي يحملها القحطاني من العربية للانجليزية. والنجار مترجم مجاز بشهادة، ويتولى ترجمة وثائق محكمة مقاطعة هيلزبوروه، ويقدم خدماته في الترجمة بصفة منتظمة.
ويقول القحطاني اخيراً انه طلب من زوجته بعد رؤيتها خلال جلسة سماع بالمحكمة ان لا تستغرب الاعتقال الذي تواجهه لاول مرة في حياتها بسبب احداث 11 سبتمبر فيما لا يعرف هو لنفسه سجلاً جنائياً سوى بعض المخالفات المرورية، ويختتم قائلاً: زوجتي لا تصدق انها معتقلة، وانا لست مجرماً، فلماذا ابقائي رهن الاعتقال طوال هذه المدة.

http://www.aawsat.com/pcdaily/04-12-2001/news/20.html