حزب المعارضة الرئيسي يقاطع التصويت لانتخابه
أصدر الجيش التركي تحذيرا ضمنيا لحزب العدالة والتنمية الحاكم عقب الإعلان عن ترشيح وزير الخارجية
عبد الله غل لرئاسة الجمهورية، وجدد تمسكه بأن يكون رئيس البلاد علمانيا.
من جانبه أعلن حزب المعارضة الرئيسي مقاطعته للتصويت الذي يبدأ الجمعة في البرلمان لاختيار الرئيس الجديد. وكان غل بعث برسالة اطمئنان متعهدا بالعمل وفق المبادئ العلمانية في البلاد في حال انتخابه رئيسا لتركيا.
ولدى سؤاله عن ترشيح عبد الله غل -ذي الجذور الإسلامية- لمنصب الرئيس قال نائب قائد القوات المسلحة التركية الجنرال أرجون سايجون للصحفيين "يتعين أن يكون الرئيس المقبل مرتبطا بالمبادئ الرئيسية للجمهورية التركية التي عرفها الدستور، العلمانية والدولة الاجتماعية والديمقراطية، ويتعين أن يجسد ذلك في أفعاله".
من جانبه قال حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة في البرلمان التركي إنه سيقاطع الانتخابات الرئاسية التي ستجري دورتها الأولى يوم الجمعة القادم.
وقال نائب رئيس حزب الشعب مصطفى أوزوريك للصحفيين "لن يشارك حزبنا في التصويت، لأنه لم يتم اختيار المرشح ضمن مقاربة تصالحية". جاء هذا التصريح عقب لقاء جمع رئيس الحزب دينيز بايكال ووزير الخارجية عبد الله غل.
وأشار أوزوريك إلى أن حزبه سيطعن بالانتخابات أمام المجلس الدستوري في حال تمت الدورة الأولى دون مشاركة 367 نائبا على الأقل، وهو النصاب المطلوب وفق حزب الشعب ليتم انتخاب الرئيس في الدورتين الأوليين.
ترشيح غل
http://www.aljazeera.net/mritems/ima...88731_1_23.jpg
يعتبر عبد الله غل (يسار) الذراع اليمنى لرجب طيب أردوغان
(الفرنسية)
وعقب إعلان ترشيحه تعهد غل بالعمل وفق مبادئ النظام العلماني في البلاد في حال انتخابه رئيسا لتركيا. كما وعد في تصريحات للصحفيين باحترام "التباينات" في المجتمع التركي والعمل على تحقيق وحدة الأمة.
ورغم هذه التصريحات طالب باحترام قرار زوجته ارتداء الحجاب قائلا "إنه قرار شخصي وحق فردي وعلى الجميع احترامه".
وستصبح في حالة انتخابه رئيسا لتركيا أول سيدة أولى محجبة تدخل قصر الرئاسة التركي، رغم أن الحجاب محظور في الإدارات الرسمية والجامعات في بلد يدين معظم سكانه بالإسلام. وترى المؤسسة العلمانية وبينها الجيش في الحجاب رمزا واضحا على تدخل الدين في السياسة.
وسبق أن أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان -في كلمته أمام الكتلة النيابية لحزبه التي أعلن فيها ترشيح وزير خارجيته- أن عبد الله غل سيكون رئيسا "محايدا" يحترم مبادئ تركيا الحديثة التي أرساها مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك.
وبإعلان هذا القرار المنتظر منذ أشهر صفق البرلمانيون وقوفا لغل (56 عاما) –الذي يوصف بأنه الذراع اليمنى لأردوغان- وقام بعض النواب بتهنئته.
ومن المؤكد أن غل سيصل إلى الرئاسة لأن حزبه يملك الغالبية المطلقة في البرلمان (353 مقعدا من أصل 550) منذ العام 2002.
وبهذا الإعلان يكون أردوغان (53 عاما) تخلى عن ترشيح نفسه للمنصب بعدما أبقى حالة ترقب حول طموحاته الرئاسية التي عارضتها بشدة الأوساط العلمانية خشية أن يقوم ما اعتبروه خطوة نحو "أسلمة تركيا" في حال تسلمه الرئاسة.
وأثار احتمال ترشح زعيم الحزب أردوغان للرئاسة تعبئة في صفوف العلمانيين الذين تظاهروا بكثافة الأسبوع الماضي في أنقرة لمنعه من الترشح والتأكيد على الهوية العلمانية لتركيا.
وينتخب الرئيس التركي لولاية واحدة من سبع سنوات، ويعتبر هذا المنصب فخريا إلى حد بعيد، وتنحصر صلاحياته في إصدار القوانين والقيام بتعيينات في مناصب أساسية بالإدارة الحكومية.
