قصف لبناني بالأسلحة الثقيلة لمواقع "فتح الإسلام"
استخدم الجيش اللبناني اليوم الاثنين الأسلحة الثقيلة في قصفه لمواقع جماعة "فتح الإسلام"، في محيط مخيم "نهر البارد" للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة طرابلس، بعد هدنة لم تصمد أكثر من ساعة، ما أسفر عن تضرر عدد كبير من المدنيين الأبرياء، في ثاني يوم للمواجهات التي تعد الأسوأ بشمال لبنان منذ أكثر من 20 عاماً.
وشُوهدت سحابة كثيفة من الدخان الأسود تغطي سماء المنطقة، التي استهدفها القصف الذي استخدم فيه الجيش اللبناني أسلحته الثقيلة، كما سُمع دوي الانفجارات القوية في أرجاء المخيم.
من جانب آخر، ذكر مسؤول في الأمم المتحدة بالعاصمة البريطانية لندن، أن أفراداً من بين طاقم اوكالة "الأونروا" للاجئين العاملين في مخيم "نهر البارد"، أصيبوا خلال تلك الاشتباكات، إلا أنه لم يحدد عدد المصابين.
وتقول "أونروا" إن أكثر من ثلاثة آلاف لاجئ مسجلين لديها يعيشون في المخيم، الذي يشهد مواجهات طاحنة بين قوات الجيش والأمن الداخلي اللبناني من جانب، ومسلحي "فتح الإسلام" على الجانب الآخر، وإن عددا كبيرا من الأبرياء سقطوا ضحية هذه المواجهات.
إلى ذلك، قال أبو هاشم ليلي، مسؤول اللجنة الشعبية في مخيم نهر البارد، أن الوضع الإنساني لسكان المخيم في ترد، جراء شح المواد الغذائية وانقطاع المياه والخدمات الصحية بسبب التوتر الأمني.
وأوضح أن خمسة من سكان المخيم قتلوا في تجدد القصف، الذي أدى لتضرر عدد من مساجد المنطقة، وناشد إرسال سيارات الإطفاء والإسعاف لتقديم المساعدة إلى الجرحى في المخيم.
ويتهم مسؤولون لبنانيون سوريا بالوقوف خلف جماعة "فتح الإسلام"، إلا أن دمشق نفت مراراً أي صلة لها بتلك الجماعة.
وقالت النائبة بالبرلمان اللبناني ووزيرة الشؤون الاجتماعية، نائلة معوض: إن الجماع ذات ميول سورية، و"تتلقى الأوامر من هناك."
وذكر وزير الشباب والرياضة اللبناني، أحمد فتفت، أن المجموعة المسلحة المذكورة حاولت نهب مصرف أمس الأحد، وأضاف: "حاولت (الجماعة) السيطرة على عدة مواقع أمنية في إطار مخطط لتنفيذ عملية أمنية كبرى."
