مسكتُ قلمي وخططتُ به سطوراً لا أدري ما كنهها وإلامَ ترمز ...
تركتُ القلمَ ينسجُ صوراً مرئيةً وغير مرئية ..
تركتهُ يستجمعُ قوىً بعثرتها الرياح ..
تركته يُلملمُ أوراقاً .. فِكَراً .. عيوناً مترقِّبَة ..
تركته يحاور الريح .. يجادل العواصف .. يخاطب القيم والمباديء .. ويُلملم شعث الأفئدة ..
إلا أن ..
القلم هوى وجف حبره بل تساقط كالدموع المنهمرة الباحثة عن وطن .. الباحثة عن الإنسانية
الباحثة عن النور .. الباحثة عن عبق الكلمات .. الباحثة عن خطوط الأمل وترانيم البلابل ..
الباحثة عن ورق أبيض لم يُدنسهُ سواد الظلم ولم يتمزق على عتبات الزمن ..
هوى القلم ..
هوى القلم تاركاً وراءه خيوطاً متشابكة لا معنى لها ولا حتى رمز .. تاركاً كمّاً من العَبَرات
والذكريات و الحماقات , و مكرٍ وأخرى ندم ..
وأخرى تصفيق ذاتي لما كان وإلى ما آل إليه مصير الذات ...
تصفيقٌ تصفيقٌ تصفيق ..ولا يسمع صداه الا تلك الكلمات العابرة بداخل الوجدان ..
ويا لها من كلمات ذات رنين فتّان !!.. وإذا بها ليست سوى كلمات .. عبرات .. ..
.. علبة ألوان ..
