(>}{ فلسطـــــــــــائيل }{<)
هذه مقالةٌ قديمة .. من أوراقِيَ القديمة .. وجدتها في حقيبةٍ قديمة .. في خزانتي القديمة .. وأنا جديدٌ منذ زمن في كتابتي .. ولا يؤخذ القديم على الجديد :)
فلسطـــــــــــائيل
حقاً .. لم أَعُدْ أدري كَيفَ أرسُمُ تلك الخريطة .. فمنذ سنينَ طويلة .. والكلُّ يَتَجَنَّبُ رسمها .. قد يرسمون الخليج العربي ويَحدُّونهُ بِدُوَلِهِ ويبنون فوقَهُ صرح الرافدين .. وبجانبه صهباء سوريا .. وجعيتا لبنان .. وجرش الأردن وبترائها .. ثم يتركون ثغرة كبيرة .. بعدها يَضُخُّونَ ماء الحياة في البحرين الأحمر والمتوسط .. ويعتزُّون بكون الأهرام لا زالت عربية بعد ذلك .. ثمّ ينْخَرطونَ بعدها في بعض المغرب العربي .. ويلقون التحية على أختا مصر ..
فكّرتُ في يومٍ .. من أيامي المبعثرة .. لِمَ لا أرسُمُ الخريطة بنفسي .. أحضرتُ ورقةً .. وجِئْتُ بقلمي البنفسجي الحبيب .. ورسمتُ كل الحدود .. وقُمتُ بتحديد العواصم .. والعملات .. واللغة .. حتى أني كُنتُ أجد الأناشيد العربية .. وأنشدها نشيداً نشيداً .. ووالله أني عشقت نشيد مملكة الكعبة .. ودمعت عيناي في نشيد اليمن .. وأحسست بكبرياء الفصحى في الكويتي ... و ..
وعندَ تلك الثغرة .. طَفَحَ قلمي البنفسجي الغالي .. وخَرَّ حِبرُهُ منه باكياً على جهله .. واسودَّتْ تلك الثغرة البيضاء .. التي كانت عبارة عن مجموعة كبيرة من الخطوط المتداخلة .. اتضح من الحبر بعدها أنها ليست إلا ثغرة .. ثغرة في الوطن .. من زمن السقوط ..
يا لهذه الاصطلاحات الفلسفية المعقدة .. (( لن أسقط .. لن أسقط )) .. راوَدَتْ ذهني .. وأَخذَتْ تتخَبَّطُ في جدار خلايا الدماغ الرمادية طويلاً .. قُمْتُ من فوري أبحثُ عن أطلسٍ في البيت .. فوجدتُ اثنان .. فتحتُ أوَّلهما .. وكانت عيناي تتربَّصُ للمفاجأة .. ولكني وجدتها دولة الإسلام وعاصمة الدين الثانية و .. مازالت السعادة تغمرني حتى رأيتُ الأطلس الآخر يحتجّ .. ويقفزُ في يَدَيَّ لأجِدَ فيه نجمةَ داوود .. تتلألأ .. احترت حينها .. وقلت لنفسي : لعلَّ دار النشر الأشهر والأصدق تحكم ..
فيا لأعجوبة الدنيا .. كانت دار نشرٍ واحدة .. لحظة .. إنها طبعتان (( أمل )) .. الطبعة الأولى .. والطبعة الأولى مكرر !!!!! (( مات قبل أن يولد الأمل)) ...
* * *
أسعفتني الذاكرة حينها برقم الهاتف الخاص بمعلم التاريخ والجغرافيا .. أحضرتُ الهاتف .. وطحنتُ أزرارهُ بأصابع يدي .. واللهفة تضمُّني تكسرني تُمزِّقُني .. وبعد التحية :
(( أردتُ سؤالك معلمي .. عن خريطة العالم .. النقطة المجهولة عند خط طول كذا .. ودائرة عرض كذا .. ماذا تُسمُّونها )) .. انقطع الاتصال .. ولسذاجتي أظنُّ حتى الآن أنه انقطع عن غير قصد ...
استمر الأمر بعدها لأربعة شهور .. أو ما يقارب ذلك .. وكانت هي إجازة الصيف حيث عكفتُ فيها على البحث وفكّ الرموز والسعي وراء لقمة المعرفة .. وكان مصروف الجيب كلّه يُنفقُ على الأطالس والمراجع التاريخية ومقتطفات عن البروتوكولات .. وهَلُمَّ جرّا
حتى أن أهل البيت صار يلقبني بمؤرخ القرن الـ 21 ..
انتهى الصيف .. وها قد بدأ عامنا الجديد .. ومادة الجغرافيا تتابعني وأتابعها .. هذا هو معلمها الجديد .. تنتهي الحصة الأولى له هذا العام .. والواجب :
(( ارسم خريطة للوطن العربي محدداً عليها العواصم و..و ))
اكتظت وجنتاي حينها بهواء الفخر والزهو .. وقد نَفَشْتُ ريش الكبرياء في جسدي .. أنشدتُ سنفونية العزم على زَيْزَفُونِ التصميم .. ويمرُّ يومي ذاك .. ويَهلُّ الذي يتلوه .. وأدلفُ من بوابة المدرسة .. وأنا أحملُ في يدي ورقة كبيرة .. ومجلد .. يشبه في شكله الكتاب الأخضر !!!
عرضتُ كل ذاك على أستاذِيَ الغالي .. بعد ما علمتُهُ بأن كل طلاب الفصل قد تركوا الثغرة بيضاء .. بلا تفصيل أو أسماء .. ليملأها المعلم بدماء قلم التصحيح .. قدّموا خرائطهم واحدةً تلو الأخرى .. وجاء دوري .. لأجد ألوان الفراعنة التي لم نعرفها بعد تنفجر في وجهه المُشْطاط .. ووجهه المسكين أعلن استسلامه لقنبلة الغضب الانشطارية .. فُصِلتُ فصلاً نهائياً من المدرسة .. فكانت العاصمة : تل القدس .. وكانت الجنسية : متردد و .. وكانت دولة الخربشة هي ..
ستعود أحبتي ستعود
شويعر
رد: (>}{ فلسطـــــــــــائيل }{<)
اللهم اعدها لأهلها عاجلاً غير آجل ..
أما عن مانثرت من كلام كما يقال فيه بلهجتي العامية "كبير" مع كسرة في الكاف ومطة في الياء محفوفةٌ بأصوات الحماس فقد يؤخذ كمثال على أن قديمك هو من باب قديم التراث ومن باب قديم التحف التي تزداد قيمتها مع الوقت.
اعجبني طرحك كثيرًا في هذه الخاطرة مع مافيها من معاني رائعة .. لكن اتردد في استخدامك لكلمة "ثغرة" هل هو في مكانه؟ ولعل تعلقي في مصطلحات الحاسوب من باب "الثغرة" التي يدخل منها كل فايروس وكل ملف تجسسي .. هو سبب في هذا التردد.
ولعل هاتف الأستاذ قد انقطع بغير قصد :D .. هذا من باب أن تصرفاتنا الجبانة قد ذهبت هذه الأيام إلى حيز الحركات اللاارادية وفي الجزء اللاواعي من العقل .. فاصبح الجواب على سؤال: تسب الحكومة؟؟ لا لا .. من غير أن تحس حتى بأنك قد اجبت على السائل :).
شكرًا لك أخي أمجد على مانقرأ لك
يعطيك العافية وبالتوفيق
بدر
رد: (>}{ فلسطـــــــــــائيل }{<)
أعجبتني المقدمة قبل العنوان وأشك كثيراً أنك تقصدها ولم تأتِ عبثاً فإن كانت كذلك فأشاركك بقول بلاجيوس : "الرجال لا يرثون الخطيئة الأولى" !
ربما مشكلتنا فعلاً أننا نراها ثغرة فلا نعطيها المنزلة اللائقة بدولة بها إخوان لنا .. أو دعك من هذا فلننظر إلى أنفسنا فكل منا ينظر تحت أقدامه ويقول قد أمنت نفسي وهذا يكفيني ولا يعرف أنه بعيد كل البعد عن الأمان .. لا نملك أي خبرة استراتيجية حتى وربما كان "ديان" صادق حين قال العرب لا يقرؤون ..
أبتسم كثيراً عندما أتذكر قول السباعي : " إن اليهود الذين فرقهم الله فى الأرض شيعاً .. قد فرقوكم شيعاً .. إن اليهود الضالين .. قد أضلوكم .. إن اليهودالجبناء .. قد جعلوا منكم جبناء .. يا أمة العرب .. يا أمة الخطب "
هناك مثل فرنسي يقول "إن أجمل إمرأة لا تستطيع منحك سوي ما عندها .. لا أكثر" .. بدأت أشك أن هذا هو كل ما عندنا .. وإن كنا لا نوصف بالجمال مطلقاً ..
عذراً على المداخلة المتداخلة الأفكار المغرمة بالاقتباسات ..
لا تحرمنا جديدك .. لا حرمك الله مما حباك من موهبة ..
في حفظ الله تعالى
رد: (>}{ فلسطـــــــــــائيل }{<)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Mr.FMZ
اللهم اعدها لأهلها عاجلاً غير آجل ..
آمين .. يا رب العالمين
اقتباس:
قديمك هو من باب قديم التراث ومن باب قديم التحف التي تزداد قيمتها مع الوقت
:bigeyes: أَوَ لا ترى أنك بالغتَ في حقي عزيزي .. :) بارك الله فيك .. أحبذ النقد لذا دعنا نشرع في الثغرة ..
والثغرة عزيزي .. هي كما أعربتَ تماماً .. ثغرة تمرِّر الفيروسات :(
وها هي بوشريكا تستفحل الاحتلال - السلمي - في الكويت والسعودية وبغداد وقريباً لبنان .. فما لنا - بيتاً - تبقى ..
الثغرة عزيزي .. تزوجت من خمول أمتنا .. وأنجبت ثغراتٍ أُخرَيات
اقتباس:
هذا من باب أن تصرفاتنا الجبانة قد ذهبت هذه الأيام إلى حيز الحركات اللاارادية وفي الجزء اللاواعي من العقل .. فاصبح الجواب على سؤال: تسب الحكومة؟؟ لا لا .. من غير أن تحس حتى بأنك قد اجبت على السائل :).
صدقت .. هكذا صار حالنا
ذاك الخمول الذي عقد قِرانَهُ بالثغرة الأولى :(
بارك الله فيك أخي ..
شويعر
رد: (>}{ فلسطـــــــــــائيل }{<)
الخاطرة : هي ألمٌ يخونه التعبير .. ينفض عنه الدماء بشراسة .. ويلطِّخُ به الحقائق .. والأكاذيب
وهذا ما كان ببساطة :)
فالألم داخلي الذ اعتصر واعتصر .. أراد نفث غبار الاحتقان عن صدره
فتخلف عقلياً عن تذكر من يحب .. في الموطن الذي يحب .. عن الأرض التي - والله - يحب
أدافع - ها أنذا - عن بنت فكري فهي لا تقصد نفي عمالقة فلسطين .. لأنها عنهمُ تتحدث
ولكنما كما قلتُ .. الألم يجعلها تخون التعبير
فلتنظر لردي السابق .. وقل لي أين الأمان
نعم .. نعم بعيدٌ كلَّ البعد
أمةُ خُطَبٍ نحنُ فعلاً .. لا نملك إلا ألسنةً من حطب .. تحجرت تفطرت من الحديث ونابها منه ندب ..
جميلةٌ الردود المفعمة بالاقتباسات .. على أن تصيب هامتها الكمال في ترتيب الفكر
وقد اقتربت كثيراً من كمال الاقتباس .. لولا اقتباسة المرأة ;)
ملحوظة ( لسيد الملاحظات ) : جديدي لم يعد مُلكاً لي .. صار بيد من تعلَّق بهم الفؤاد ;)
لا بخسك أحدٌ حقَّ قرائتي :D
شويعر
رد: (>}{ فلسطـــــــــــائيل }{<)
موضوع متميز عن باقي المواضيع
جميل أن يطرح مثله في هذا المنتدى
أرجو الله أن يعيد الحق لأصحابه
وسيعيده بإذن الله
آآآآآآآمين
رد: (>}{ فلسطـــــــــــائيل }{<)
أجدني صغيرة جدا لأرد في خاطرة ذات معان كبيرة كخاطرتك ...
أسلوب رائع ...يميل إلى الأسلوب القصصي ...
أعجبني العنوان الغريب والسرد ...
والنص السالم من الأغلاط الإملائية المزعجة ..
دمت بخير ...
رد: (>}{ فلسطـــــــــــائيل }{<)
الأخت / لحن
آمين آمين
أدعو الله يحقق لنا النصر
نص قديم قديم كما قلت
:)
شويعر
رد: (>}{ فلسطـــــــــــائيل }{<)
دمتِ روزا
دمت على صفحاتنا لتشرقيها دوماً
ودامت لمستك الزكية
وأنت لستِ إلا أكبر من أن تردي على مقالةٍ قصصية
كهذه
أنقى تحية
شويعر
