لأنك امرأة عاملة قد لا تجدين وقتاً للوقوف بالمطبخ لإعداد وجبة طعام شهية ، لذا تعتمدين على الوجبات السريعة الجاهزة ، أو تفضلين والوجبات المكون من مكرونة ولحوم لسرعة تحضيرها ، ولكن هل تعلمين أن نوعية الطعام التي تتناولينها تؤثر على حالتك المزاجية أنت وزوجك ، وتؤثر على معدل إنتاجك في العمل؟!
هذا ما تؤكده الدرسات العلمية والباحثون ، حيث أفاد د. هانجر فورد رئيس المركز الطبي في سانتا بربارا بكاليفورنيا في دراسة أشارت نتائجها إلي أن نقص بعض العناصر الغذائية المهمة للجسم وراء سوء الحالة المزاجية للزوجين وزيادة المشاكل بينهما .
ويتابع حديثه قائلا: جاء لزيارتي زوجان يعانيان من مشاكل نفسية وجسدية لم يتمكنا من تحديد أسبابها, فالزوجة كانت تعاني من اكتئاب شديد, في حين كانت شكوى الزوج أنه سريع الغضب يثور لأتفه الأسباب لذلك كثيراً ما تنشب بينهما الخلافات .
http://i193.photobucket.com/albums/z270/wa-ah/-4.jpg
حين سأل د.هانجر فود الزوجين عن نوعية طعامهما ، وجدت كالعادة أن هناك نقصاً شديداً في كثير من العناصر الغذائية المهمة فالزوجة تحتسي الكثير من القهوة المحلاة بكمية كبيرة من السكر في حين يلتهم الزوج كميات وفيرة من الكيك والحلوى.
في النهاية طلب د. هانجر فورد من الزوجين تغيير النظام الذي يتبعانه في غذائهم فيمتنعان عن تناول السكر والأغذية التي تحتوي علي الدقيق الأبيض والإقلال من شرب القهوة وخلال أيام كانت النتيجة رائعة فقد عادت علاقات الود بينهما بصورة واضحة ، والفضل في ذلك يرجع إلي عدم الإفراط في تناول السكريات ومكونات الدقيق الأبيض.
تبحث الدراسات الجديدة عن الروابط بين كيميائية الطعام و كيميائية الدماغ . فالدماغ هو عضو جسدي تماماً مثل أي عضو آخر. وهو يتألف من الدهون التي تناولها ، فـ 20% من الدماغ هو عبارة عن كتلة جافة مؤلفة من الأحماض الدهنية الأساسية ( أحماض أوميجا 3 وأوميجا 6 ) المشتقة مباشرة من غذائنا . بالإضافة إلى ذلك تتألف الناقلات العصبية أي المواد الكيميائية التي ترسل المعلومات من خلية عصبية إلى بقية الخلايا من أحماض أمينية يشتق معظمها أيضاً بطريقة مباشرة من الطعام .
لكن المسألة ليست بسيطة بحيث يجوز القول إنه يمكنك تناول هذا النوع من الطعام للشعور فوراً بارتفاع المعنويات ، على رغم تأكد العلماء من وجود مواد غذائية معينة مرتبطة بحالات عقلية . فنحن نأكل أحياناً أطعمة قد تمنعالجسم من الاستفادة من المواد المغذية " الجيدة " كما يجب ، أو قد تدفع الجماع إلى إطلاق ناقلات عصبية تجعلنا نشعر بالراحة لوقت قصير ثم نعود نشعر بالإحباط والتوتر . والمؤسف أن هذه الأطعمة الأخيرة تشمل القهوة والشاي والشوكولا .
أما الدكتور عبدالحميد محمود أخصائي التغذية العلاجية والصحة العامة بمصر ، فيؤكد أن الدراسات الحديثة أثبتت أن ما يتناوله الإنسان من طعام أو ما لا يتناوله قد يكون له أثر سلبي علي صحته النفسية والجسدية , فعلاج بعض الأمراض التي تفشت في هذا العصر وعلي رأسها الاكتئاب الذي أصاب ملايين البشر ينصح بتناول الأطعمة المليئة بالكربوهيدرات والمنخفضة البروتين والتي تتوفر في التونة والفاكهة بمعظم أنواعها والخضروات الطازجة وينصح مريض الاكتئاب بالبعد التام عن الأطعمة المليئة بالسكريات لأن ارتفاع السكر في الدم قد يعقبه انخفاض حاد وهو ما يزيد من مشاعر الاكتئاب لعلاج الاحساس الدائم بالارهاق الذي يصاحب العديد من الرجال والنساء خاصة العاملين منهم.
ويرى أخصائي التغذية أن الحل يكمن في إتباع نظام غذائي يعتمد علي إفطارصحي مكوناً من اللبن والقمح "سواء البليلة أو الكورن فليكس" وبعض الفاكهة التي تحتوي نسبة عالية من فيتامين ( ج ) مثل البرتقال والكانتلوب والفراولة ، كما ينصح بتناول الأطعمة التي يرتفع بها نسبة البروتين كالتونة والدجاج والبيض ولا ينصح بتناول وجبة دسمة واحدة بل بتوزيع الطعام علي خمس وجبات حتي يستمد الجسم الطاقة منها علي مدار اليوم دون أن تسبب الوجبات الثقيلة قلقا للمعدة.
ولتجنب القلق والتوتر المصاحب لفترة ما قبل الدورة الشهرية عند النساء ينصح الدكتور عبدالحميد محمود بتناول كميات كبيرة من فيتامين ب 6 في تلك الفترة وهي متوفرة في أطعمة مثل البطاطس والسبانخ والموز وفيتامين ب12 المتوفر في اللحوم الحمراء والسلمون ، ولمقاومة عوامل تقدم السن ومكافحة الضرر الذي يصيب الشعر والبشرة ينصح بتناول المكسرات خاصة اللوز والاسماك بصفة عامة كما ينصح بتناول الدجاج والبقول والخضار بأنواعه لأنها مصدر ممتاز للبروتينات التي تساعد علي تقوية جهاز المناعة في الإنسان بصفة عامة وتقوية الذاكرة خاصة لكبار السن.
حتى فى حالات نزلات البرد فيأتى علاجها والوقاية منها بعدم الإعتماد على الأدوية قدر تناول الطعام الصحي والذي يحتوي علي نسبة عالية من فيتامين ج مثل الحمضيات بأنواعها "برتقال ليمون ويوسفي" بجانب البصل والتوم الذين يعتبروا من العوامل المساعدة علي تقصير فترة المرض والوقاية منه.
بالإضافة إلى أحماض أوميجا 3 ، يبدو أن التريبت وفان وحمض الفوليك يؤديان دوراً مهماً في المزاج . فالتريبتوفان ، بحسب مجلة "لها" ، هو حمض أميني يؤثر في مستوى السيروتونين علماً أن المستوى المنخفض من السيرتونين يرتبط بالمزاج السيء . أما حمض الفوليك فيعمل على تخفيض مستويات حمض الهوموسيستين الأميني ، المرتبط بالاكتئاب وبأمراض أخرى مثل السكتة الدماغية وأمراض القلب .
قد يبدو تناول المكملات أمراً جيداً ، لمجرد التأكد من حصول الجسم على المقادير الصحيحة من المواد المكملة أمراً جيداً ، لمجرد التأكد من حصول الجسم على المقادير الصحيحة من المواد المحسنة للمزاج، لكن العلماء لا يجمعون على هذا الرأي .
قد لا تستطيع نوعية الطعام معالجة العصبية أو الحزن وحدها ، ولكنا نقترح عليكِ بعض الوجبات التي تساعدك على التخلص من التوتر والخروج من حلقة التشاؤم بصورة أسرع ، لذا إليكِ بعض الوجبات التي ينصح بها الأطباء من أجل جسم سليم وعقل سليم .
* السلمون مع سلطة : الأفوكادو والخس الروماني وبذور وبذور دوار الشمس ، إضافة إلى البطاطس المسلوقة أو المشوية وسلطة التوت أو الفراولة مع اللبن .
فالسلمون يزود الجسم بأحماض أوميجا 3 ، و السيلينيون وحمض الفوليك ، والزنك ، والفيتانمينات B1 وB3 وB6 وB12 .
أما سلطة الأفوكاودو فتعزز مستويات حمض الفوليك ، والمغنزيوم ، والسيلنيوم ، والتيروسين ، وكذلك الفيتامينات B1 وB3 وB5 وB6 وC . من جهتها ، تحتوي البطاطس على الفيتامين B6 إضافة إلى المغنسيوم والزنك والتريبتوفان والفيتامينان B5 وC .
* كاري الدجاج مع الأرز البني والموز.
تحتوي المكونات الرئيسية في هذه الوجبة على التريبتوفان ، إضافة إلى الزنك وحمض الفوليك والتيروسين كما يحتوي الأرز على السلينيوم والماغنسيوم فيما يحتوي الموز على التيروسين.
* إذا أخفقتِ في الحـلول الأخرى يمكنك اللجوء إلى ألواح المكسرات المغلفة بالشيكولا الكفيلة برفع مستويات المغنسيوم لمحاربة القلق، والتوتر ، والعصبية والأرق .
تغلبي على سوء حالتك المزاجية بالطعام ، فالعلماء أثبتوا أن لكل حالة مزاجية أكلة مكعيبنة تحتوي على فيتامين بعينها تساعد على التخلص من الشعور السلبي .
* القلق : ربما يعود إلى نقص المغنسيوم أو حمض الفوليك. والواقع أن أفضل مصادر للمغنسيوم هي المكسرات والخضروات ذات الأوراق الخضراء ، فيما يتوافر حمض الفوليك بكثرة في الخضروات ذات الأوراق الخضراء ، والمكسرات ، والبقول ، والأرز الأسمر ، والخبز الكامل الحبوب ، والبرتقال والموز.
وفي حال الشعور بالتوتر ، ينصح بتعزيز مستوى الفيتامين B6 من خلال تناول الأسمر والموز والدجاج والحمص .
* العصبية : يمكن معالجتها برفع مستويات السلينيوم ، علماً بأن هذه المادة متوافرة في السلمون وبذور دوار الشمس وجوز البرازيل .
* قلة التركيز : يمكن تحسينها بواسطة فيتنامين B1 الموجود في حليب الصويا ، والشوفان ، والأرز الأسمر ، والعدس ، والسلمون ، والملفوف، والبروكلي، والسبانخ ، ومجموعة منوعة من المكسرات بما في ذلك جوز البرازيل والبندق والصنوبر .
* هفوات الذاكرة : قد تعزي جزئياً إلى انخفاض مستويات أوميجا 3 ، أو الفيتامينات B5 أو B6 أو B12 . ويمكن الحصول أساساً على كمية جيدة من أحماض أوميجا3 عند تناول السمك الدهني ، والجوز وبذور الكتان . أما الفيتامين B5 فهو موجود في الشوفان والأرز الأسمر ، والخبز الكامل الحبوب ، والفراولة ، والتوت ، والبروكلي والقنبيط. أما الفيتامين B12 يتوفر في معظم أنواع اللحوم ، وكذلك البيض ، والحليب ، والسلمون ، وخلاصة الخميرة .
" الاكتئاب : مرتبط مبدئياً بانخفاض مستويات أحماض أوميجا 3 والسيلينيوم والتريبتوفان الموجودة في لحم الدجاج والحبش الهبر ، والحليب ، والبقول ، بالإضافة إلى ذلك يرتبط الاكتئاب بانخفاض مستوى حامض جاما أمينوبوتيريك ( الموجود في الحبوب الكاملة ) ، والفيتامين C ( الموجود في العديد من أنواع الفاكهة والخضار ) ، والتيروسين ، والسيلينيوم ، وحمض الفوليك ، والمغنسيوم ، والزنك والفيتامينين B3 و B.
* غياب الحافز للعمل : يرتبط بانخفاض مستوى الزنك ( الموجود في المحار وبلح البحر ، واللوز والجوز والكاجو والحمص والفاصوليا ، والبروكلي ، وجبنة التشيدار ، ولحم الدجاج والغنم ) . وقد يرتبط أيضاً بانخفاض مستوى التيروسين الموجود في لحم الحبش ، وكبد الدجاج ، والجبنة ، وخلاصة الخميرة ، وصلصة الصويا ، والبندورة ( الطماطم) والموز .
