العرب يصرون على المقاومة وسط قصف اميركى

13\12\2001
واصلت الطائرات الاميركية امس الاربعاء غاراتها على مواقع مقاتلي تنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن المختبئين في جبال تورا بورا (شرق) بعد ان فشلت مساعي جديدة للوساطة ورفض المقاتلون الاستسلام وأصروا على قتال القوات الأميركية وأعوانها وذلك للتأكيد على مضمون الرسالة الجهادية التى يردون أن يوصلونها الى العالم .
ودخلت مطاردات اميركية ميدان العمليات في تورا بورا مع غروب يوم الاربعاء على حين تواصلت بلا هوادة ولا انقطاع غارات القاذفات بي 52 طوال النهار على المتطوعين الاسلاميين الاجانب المحاصرين في جبل من قبل قوات القادة المحليين المناوئين لطالبان.
وبدأت منذ الساعة 20،18 بالتوقيت المحلي (50،13 ت غ) المطاردات الاميركية التحليق فوق الجبال تحت جنح الظلام قبل ان تلقي قنابلها.
وبدأت تحوم في الجو مروحية ضخمة تطير ببطء وعلى علو منخفض نسبيا، من طراز "اي.سي-130" على الارجح، وهي طائرة هجوم ارضي خطيرة مزودة خاصة بمدافع من طراز غاتلينغ ذات الطلقات الفائقة السرعة.
وكانت طائرة مماثلة هاجمت الليلة الماضية ولعدة ساعات مواقع القاعدة. وفي واشنطن قالت الناطقة باسم وزارة الدفاع فيكتوريا كلارك ان "العمليات متواصلة". واضافت "لم تكن هناك هدنة وليس هناك هدنة. عندما تظهر الاهداف لنا سنلاحقها".
ودخلت المفاوضات الجارية منذ بضعة ايام بين قادة المجلس الجديد في جلال اباد عاصمة ولاية ننغرهار حيث توجد منطقة تورا بورا والعناصر الموالية لاسامة بن لادن طريقا مسدودا.
وفشلت وساطة اخيرة اجراها بعد ظهر الاربعاء مبعوثو القبائل المحلية مع مقاتلي القاعدة في الجبال. وقال امين الناطق باسم القائد حاجي حضرت علي ان قواته "تستعد للحرب بالنظر الى فشل المفاوضات. اذ رفض مقاتلو القاعدة قطعيا الاستسلام لحكومة ولاية ننغرهار".
وكان القائد حاجي محمد زمان اعلن استسلام مقاتلي القاعدة عند الساعة 00،08 بالتوقيت المحلي (00،03 ت غ) بيد ان شيئا من ذلك لم يحصل.
واستأنفت القاذفات الاميركية عندها غاراتها طوال النهار. بيد ان قوات القادة المحليين لم تفتح النار وواصلوا محاولات الوساطة. وقد طلب عناصر القاعدة ضمانات مقابل القاء السلاح تتمثل في ان يتم ذلك بحضور الامم المتحدة وديبلوماسيي دولهم.
واشار الناطق باسم حضرت علي "هناك حوالي الف عربي وآخرون من المقاتلين الاجانب. ولانهم لا يلقون السلاح فان قواتنا تستعد حاليا لهجوم بري سيتم على الارجح صباح غد (الخميس)".
وتدعم قوات اميركية خاصة موجودة في المنطقة القوات الافغانية المحلية.
واشار الناطق باسم الائتلاف في اسلام اباد الاميركي كينتن كايث "ان نسبة صغيرة جدا" من مقاتلي القاعدة عبرت على الارجح الى باكستان.
واضاف "كحركة سيكون من الصعب جدا على القاعدة وقوات اخرى في المرتفعات الخروج" مشيرا الى المنفذين الوحيدين المؤديين الى جبال باكستان التي هي محل مراقبة شديدة من الجيش الباكستاني.
وقال "اننا ندعوهم الى القاء اسلحتهم ووضع حد لهذا الكرب".
ويعد هذا، على حد رايه، اخر تجمع كبير لعناصر القاعدة.
ويظل الامر المجهول هو ان كان بن لادن الذي تعتبره واشنطن مدبر اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر موجودا في هذه الجبال. وقال كايث "نحن لا نعرف اين يوجد بن لادن".
وقد ساد اعتقاد ان بن لادن في هذه الجبال الاحد عندما القت القوات الاميركية قنبلة تزن ستة اطنان، على مغارة اعتقد ان قادة القاعدة مودودين فيها، بحسب ما افاد مسؤول اميركي فضل عدم كشف اسمه.
واشارت الناطقة باسم البنتاغون الى "ان هذه الضربة الدقيقة كشفت بعض المعطيات".
واضافت "ليس لدينا اثبات يقودنا الى الاعتقاد انه غادر البلاد". وتابعت "بالامكان الحصول على مؤشرات على انه في منطقة معينة لكن لا يمكن تأكيد مكان وجوده بالتدقيق".
وكانت الولايات المتحدة عرضت 25 مليون دولار لالقاء القبض على اسامة بن لادن حيا او ميتا.
من جهتها نشرت باكستان الاف الجنود على حدودها مع افغانستان مدعمين بالمروحيات لمنع اي تسلل لعناصر القاعدة الى ارضيها.
ويراقب الجيش الاميركي، الذي نشر 1300 من عناصر المارينز جنوب قندهار، الطرقات المؤدية الى باكستان على حين تجوب السفن الاميركية بحر عمان.
من ناحية اخرى لم يعرف شيء عن مصير القائد الاعلى لحركة طالبان الملا محمد عمر منذ سقوط قندهار الجمعة.
ويلتقي الممثل الخاص للامم المتحدة في افغانستان الاخضر الابراهيمي بعد زيارة خاطفة لكابول الاربعاء رئيس باكستان الجنرال برويز مشرف قبل ان يعود الى نيويورك.
وقال احمد فوزي الناطق باسم الابراهيمي في مؤتمر صحفي في اسلام اباد انه لن يصار الى فرض قوة دولية لحفظ الامن تابعة للامم المتحدة على الافغان.
وقال ان هذه القوة ستكون "صديقة ولن تتواجه مع اي طرف في افغانستان وبالتأكيد ليس مع تحالف الشمال" مشيرا الى "مسار تشاور" في صلب الامم المتحدة وبين الامم المتحدة والحكومة الانتقالية لوضع اليات التنفيذ.
واعتبر تحالف الشمال المنتصر على طالبان ان قوة من الف رجل كافية لامن الحكومة الانتقالية القادمة التي يفترض ان تباشر مهامها في 22 كانون الاول/ديسمبر.
واعلن برهان الدين رباني الذي حاول عرقلة مؤتمر بون اليوم الاربعاء للصحافيين انه "يدعم بالكامل" الحكومة الانتقالية برئاسة حميد قرضاي.
واعرب المستشار الالماني غيرهارد شرودر اليوم الاربعاء امام النواب الالمان عن رغبته في حصول توافق داخل الاتحاد الاوروبي خلال قمة لايكن المقررة الجمعة والسبت حول قوة الامم المتحدة للسلام في افغانستان.
من جهتها اعلنت فرنسا انها "مستعدة للمشاركة في قوة دولية في افغانستان".
من جهة اخرى رفض اول متهم في الولايات المتحدة في اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر الفرنسي من اصل مغربي زكريا موسوي المساعدة من قبل القنصلية الفرنسية. ويواجه موسوي الموجهة اليه ست تهم عقوبة الاعدام.
--------------------------------------------------------------------------------