السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الإخوة الكرام جزاكم الله خيرا و رمضان مبارك سعيد
ما علاقة الطب بالدين و بالتحديد بدين الإسلام ؟
اذا كان هذا هو السؤال فان الجواب من رب العالمين اذ يقول جل جلاله:
و ننزل من القرآن ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين و لا يزيد الظالمين الا خسارا
على أن الأدواء التي تصيب بني الإنسان على ضربين :
أحدها تصيب البدن و دواءها يكمن في تناول ما يصفه الأطباء من عقاقير أو ما يقومون به من تحاليل و جراحة 
و الأخر يصيب ضمير الإنسان و قلبه فلا راحة و لا طمأنينة و لا دواء لصاحبه الا بذكر الله الذي به تطمئن القلوب 
و الإسلام كشريعة جاء ليهدي البشرية للتي هي أقوم و يبين لهم الطريق المستقيم الذي به ينالون سعادة الدنيا و الأخرة ، فسعادة القلب لا تنال بمال و لا متاع انما تنال بمرضاة الله و اتباع ما به أمر نبيه صلى الله عليه و سلم و الإنتهاء عن ما عنه نهى و في ذلك يقول صلى الله عليه و سلم : ليس الغنى عن كثرة العرض و لكن الغنى غنى النفس 
و أخذا من هذه المبادئ فقد ركز الإسلام على اصلاح النفوس قبل الأبدان حتى أخذ الطب منه هذه القاعدة فقيل : العقل السليم في الجسم السليم 
و كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في قوله : ألا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح البدن كله ،و اذا فسدت فسد الجسد كله ألأ و هي القلب 
و لذلك تجد الله تعالى في محكم تنزيله عندما يذكر حال المعرضين عن كتابه من المنافقين و من شابههم يقول: في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا 
و هذا المرض يمكن أن نفسره بقوله تعالى في هذا المقام بقوله تعالى :
ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ظنكا . ونحشره يوم القيامة أعمى قال ربي لما حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا . قال كذلك أتتك أياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى
لكن قد يحصر بعض الناس الدين في الطرقية و بعض أنواع العبادات التي تمثل جزءا من الدين لا الدين كله و الدين كل لا يتجزأ ينبغي أن يؤخذ كله أو يترك .. فربنا جل جلاله يقول :
و  ما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شئ
و قد فسر لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أحكام ذلك كله فما من شيء صغيرا كان أو كبيرا الا و لدينا في شريعة الله بيان حكمها و ان الحلال بين و الحرام بين و بينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس
و نأتي بعد هذه المقدمة الى لب الموضوع و الى أحكام الطب في ديننا الحنيف و الى قول رسول الله صلى الله عليه و سلم :
تداووا يا عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا داءً واحداً الهرم
لكل داء دواء ، فإذا أصيب دواء الداء بَرأ بإذن الله عز وجل
وجاء في ذِكْر الحبة السوداء : شِفاء مِن كل داء إلا السام . قال ابن شهاب : والسَّام الموت . والحبة السوداء الشونيز . رواه البخاري ومسلم 
وقال عليه الصلاة والسلام : إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حَرّم عليها . رواه أبو داود 
و انطلاقا من هذه الأسس بحث المسلمون في الطب النبوي حتى صاروا أئمة في الصيدلة و الجراحة و اقراؤوا التاريخ و كتاباتهم و التاريخ يشهدان على أن الإسلام حضارة و تقدم 
و قد تعلمنا أن النظافة من الإيمان و الطهارة في الإسلام مبدأ بدونه لا تصح العبادةو عليه فان مجتمعا طاهرا من الخبث و الحدث مجتمع ليس فيه جراثيم و لا أوبئة فمن يميط الأذى عن الناس لا يؤذي نفسه ، و ان النظافة من أهم ما يقي به الإنسان نفسه من المرض الذي ينال منه نصيبه في الدنيا لا محالة كما قال رسول الله صلى اله عليه و سلم :
لولا ثلاث ما طأطأ ابن ادم رأسه : الفقر و المرض و الموت
ثم نبين أن النبي صلى الله عليه و سلم قدم لنا نصائح و توجيهات لنقي أنفسنا و أهلنا من المرض و منها ثلث لطعامك و ثلث لشرابك و ثلث لنفسك و يبينه قوله عليه الصلاة و السلام:
ما ملأ ابن آدم وعاءً شرّاً من بطن، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه 
و حث على الصيام و القيام فقال : صوموا تصحوا 
و قال عليه الصلاة و السلام عن الطاعون:
إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه
ثم اذا ما أصاب الإنسان المرض فقد حث النبي صلى الله عليه و سلم الى دعاء الله السميع العليم الذي يكشف الضر ثم استعمال الأدوية التي شرعها الله و البحث عنها بالطرق المشروعة و منها الرقية الشرعية ، التداوي بالعسل و الحبة السوداء و الأعشاب الطبية
ثم الحجامة 
و مما يدل على أن المسلمين أرادوا التعمق في البحث عن الدواء الحلال قولهم : أخر الدواء الكي 
على أن الإنسان لابد أن يستعمل كل ماهو مشروع للعلاج حتى يحل قضاء الله فيه على ان الرجاء في الله وحده و الطبيب انما يطيب القلوب حتى تحل عافية الله أو بلاءه
لكن رغم توجيهات ديننا الحنيف نجد أنفسنا في العالم الإسلامي مقصرين في كل ما هو نافع رغم الجهود المبذولة من الجميع للنهوض بهذه الأمة الى ما يرضي الله و العباد و نسأله تعالى للإسلام و المسلمين غدا أفضل رغم المحن التي تمر به الأمة وفألنا في خالقنا أكبر كما أمر نبينا عليه الصلاة و السلام : تفائلوا تجدوا الخير و الله المعين