بفعل.. فاعل!!
هذا الحدث رد إلينا نحن العرب والمسلمين جزءا من أمجادنا التاريخية.. وقسطا من اعتبارنا أمام العالم، وبعضا من عظمتنا التي طوت ملامحها العصور والأزمان!! فمؤخرا افتتح في مركز جلاسكو للعلوم في اسكتلندا معرض (1001 اختراع: اكتشف التراث الإسلامي في عالمنا) الذي وصفه خبراء المركز بأنه اعظم معرض تفاعلي من نوعه. المعرض كشف عن افضل الاختراعات التي وضعها العلماء الأقدمون والتي ظلت محاطة بالسرية، كما قدم الابتكارات العلمية للعصر الذهبي المنسي للحضارة العالمية، كما انه يتحدث عن قصة طويلة من الاختراعات في عالم الإسلام من اختراع الآلة الطائرة، وأول صاروخ، وبناء أول
جامعة، وتصميم أول كرة أرضية إلى الأرقام العربية من 1 الى 9، وعلوم الجبر والفلك، والأدوات الجراحية حتى مبتكرات من الساعات والأقلام والكاميرات. هذا المعرض اعتبره المراقبون فرصة رائعة للاحتفال باجتماع رافدين من روافد الفن الاسلامي مع الفلسفة والثقافة والمجهود العلمي حسبما صرحت نائبة الوزير الأول الاسكتلندي أثناء افتتاحها للمعرض. لقد قسم المعرض إلى عدد من الأجنحة تغطي حياة المنزل والمدرسة والسوق والمستشفى والمدينة والعالم ثم الكون، ويعرض كل جناح مساهمات علماء الإسلام في العلوم والتقنية. لعل اجمل التعليقات التي قيلت في شأن هذا الحدث هو ما قاله البروفيسور سالم الحسني بجامعة مانشستر الذي اشرف على تنظيم المعرض حين قال (إن هناك التباسا شائعا يقول إن العلم والتقنية كانا متدهورين في الفترة المسماة (العصور المظلمة)، لذلك جاءت فكرة المعرض بهدف تعريف الجمهور بالعصر الذهبي للإسلام في الفترة الممتدة بين القرنين السابع والسابع عشر، وهي الفترة التي تشارك فيها المسلمون على الدوام بمعارفهم ومبتكراتهم مع العالم. لا أحد بالطبع يستطيع أن ينكر الأثر الحاسم للعلوم الإسلامية على التقدم العلمي الحادث اليوم في العالم الغربي، فالإسلام قام بدور هام في مجال العلوم، والمحافظة على الأفكار، والمعرفة، وتعضيدها، والتنسيق بينها، وتطويرها، فالطب العربي انتقل إلى أوروبا، ومؤلفي الموسوعات ظهروا في العالم الإسلامي قبل أوروبا بأربع أو خمس قرون، والقاموس العربي الذي ألفه الصفدي في القرن الرابع عشر يعادل قاموس اكسفورد الشهير، والعرب المسلمون أول من جعل التدريس من واجبات الدولة، وهم أيضا أول من قاموا بحركات ترجمة واسعة للعلوم وصدروها للغرب الذي استفاد منها في مختلف الأصعدة و....و....!
إن الاهتمامات الواسعة التي أولتها الدولة الإسلامية بالعلم والعلماء ضخمة وعظيمة، والبصمات التي تركها العرب المسلمون على مر العصور على الحركة العلمية والمعرفية محفورة على جدار تاريخ البشرية! ويبقى السؤال الأزلي: لماذا لم يحتل العالم الإسلامي مكانته الصحيحة في حقل العلم؟ إن معرض (اسكتلندا) قد أحيا في نفوسنا ذكريات الماضي الجميل لامتنا الإسلامية التي طمست لعصور وعصور.. وبفعل فاعل!!
http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO.asp?Article=210482&Sn=ETLA
