( ووأد البنات ) دفن البنات بالحياة , وكان أهل الجاهلية يفعلون ذلك كراهة فيهن , ويقال إن أول من فعل ذلك قيس بن عاصم التميمي , وكان بعض أعدائه أغار عليه فأسر بنته فاتخذها لنفسه ثم حصل بينهم صلح فخير ابنته فاختارت زوجها . فآلى قيس على نفسه أن لا تولد له بنت إلا دفنها حية , فتبعه العرب في ذلك
إلى أن قال ..... وكانوا في صفة الوأد على طريقين :
أحدهما أن يأمر امرأته إذا قرب وضعها أن تطلق بجانب حفيرة (أي حفرة) , فإذا وضعت ذكرا أبقته وإذا وضعت أنثى طرحتها في الحفيرة .
ومنهم من كان إذا صارت البنت سداسية (أي بلغت السادسة من عمرها) قال لأمها : طيبيها وزينيها لأزور بها أقاربها , ثم يبعد بها في الصحراء حتى يأتي البئر فيقول لها انظري فيها ويدفعها من خلفها ويطمها(قيل يلقي عليها الحجارة حتى تموت) . إنتهى من فتح الباري (بتصرف) .
لما قرأت هذه القصة لم أستطع أن اصدق ما قرأت فكيف يدفن الواحد منهم قطعة منه , والأعظم من ذلك ما يفعله بعضهم بإبنته التي كبرت وترعرعت أمام عينيه يقول لها انظري في البئر والبنات في العادة يتعلقون بآبائهن أكثر من أمهاتهن فهي على ثقة أنه لن يصنع بها شيئاً فإذا بهذا القاسي يدفعها من خلفها لتسقط في البئر ثم يتبعها الحجارة حتى الموت ... لا إله إلا الله ما أقسى قلوبهم لقد مكثت أياماً متألماً من هذا الكلام
في هذه الحالة المزرية لوضع المرأة والأنثى عموماً ظهر الإسلام على يد مصلح البشرية وهاديها عليه الصلاة والسلام , فأعطى المرأة حقها بل حقوقها , ورفع من شأنها حتى بلغ الأمر أن أعطاها أكثر مما أعطى الرجل فقال أمك ثم أمك ثم أمك ثم أباك .
فأين أنتم يا من تتشدقون بحقوق المرأة , فالإسلام أعطى المرأة حين ضاعت حقوقها وأنتم تريدون أن تضيعوها من حقوقها تلك حينما فرحت بها وأصبح لها في الحياة قيمة ومكانة .
