لست السبب..

يراودني شعور بأنني مجهول..

أعيش تلك اللحظات في ذهول..

في قريتي وبين جدران البيوت ..

أعلق حبلا تتدلى منه رقعة قماش بيضاء ..

مصنوعة من خيوط العنكبوت ..

مكتوب عليها ..بدم الشهيد .. نموت نموت .. وتحيى الشعوب


كلما مررت على منضدة الشهيد ..

أشم رائحة الزهور ..

أتحلى بالصبر وأحيانا أهذي..

أقلب أوراقا بين يدي ..

قيشان أرض جدي.. قصة صمود..

أعقد صلحا مع نفسي.. تاركا خلفي ..

أحزاني .. وأملي في أن أعرف من المسؤول ..

هل كان ذلك بسببي ؟

ستون عاما من محاصرتي ..

معاقبتي .. مساومتي .. معانقتي ..

لم أفعل شيئا .. لربما لإنني فلسطيني ..








ولد جدي بحي في فلسطين ..

ومات بفلسطين . .

لم يقل لنا لماذا ذهب ..

أخذ معه ما أخذ..

ولم نعرف ما السبب ..

فعرفنا طعم الدمعة . من الألم..

كبرنا .. ورأينا الناس تبكي ..

الأب يبكي .. الأم تبكي .. جاري أيضا كان يبكي ..

لكنها بقيت رغم الزمن ..

رغم ملايين من البشر..

يمرون فوق ترابها كل يوم ..

السائح والمقيم ..

العابد والضرير ..

المسلم .. والمسيحي .. وحتى اليهودي .. أصبح له موطء قدم ..

واستمرت رغم ألاف من السنين ..

رغم أنف من رفض ..

رغم جميع الحاقدين ..

ترى ألوانها من على أرفف السنين ..

خضراءُ ستبقى للأبد ..

ترى النور يسطع من مضلع..

رسم عليه بماء ورد وذهب..

أحفورة منقوشة على زاوية الحجر..

من هنا عرج النبي .. صلى الله عليه وسلم ..

يا قدس يا أرض الكنانة والعرب..

يا قدس قد رفع العتب ..

لا تحزني فلست السبب..




ويستمر الحديث .. إلى وقت قريب..

لن أبكي مرة أخرى .. لن أرثى لحال الأمة ..

حبيبتي .. فلسطين ..

ضاقت علي الأرض .. لا أدري أين المفر..

من الغرب نجدهم قد أقاموا كيانا لهم ..

يقررون عنا ما تعلمنا .. طوال عمرنا ..

ومن أقصى الشرق .. قد فتحت ذراعيها .. يبدو لي أنه للأبد. .

ومن جنوب البلاد ترى عقودا من الزمن ..

تسطر تاريخا على أوراق الكون .. ولكن مع من لا نحب..

هي نكبة .. ونكسة .. ولطمة خد..

هي وصمة عار .. إذلال .. ستبقى للأبد .

ينشدها كل العرب ..

فدائي فدائي فدائي.... يا أرضي ....... يا أرض الجدود

سيعود أبي وجدي وعمي ..

سيعود صلاح الدين .. ستعود أمجاد العرب..

سنفتح ابواب القدس .. ونعلق مفاتيحها تحت قوس النصر .. في الهواء ..

وسنفرح معا..

سندعو أهل الأرض.. كلهم ..

حتى الذين أحبوا أرضهم ...

مقابل فلسطين ..

سنقول لهم .. قفوا .. انتبهوا ..

أنا فلسطيني .. مرفوع الرأس.. سأبقى ..

أنا فلسطيني .. وإشارتي إصبعين ..



طوال عمري وأنا احلم بفلسطين ..

أرضها .. ترابها .. رائحة الياسمين..

تفوح من بعيد ..

منذ أمد ليس بقريب..

كنا نستقبل بها الزائرين..

وننثر ما تبقى في الميادين..

نسينا الياسمين .. والميادين ..

وبدأت حرب الثمانية والأربعين ..

سنزرع لهم الأرض شوكا.. كما حصدوا أرضنا ..

سنقطع أشجارهم .. ونغرس بهم رماحنا..

سندق مناماتهم .. بفؤوسنا..

سنقتلع جذور آبائهم .. بأنامل أطفالنا ..

سنحرق كل ورق ثبوتي لهم .. بأنفاسنا..

سنجعل المجهول يلاحق نسيانهم ..

زغردي يا أمي .. وافرحي بشهدائنا ..

لا تحزني .. فخلاصهم على أيادينا..

سنعود يا فلسطين ..

سنعود إلى أرض الحنين ..

وسنسمع إذان الحق.. وذلك الرنين ..

و في أقصانا سنصلي .. ونرى كل شيء كما أردنا ..


أخوكم
فعلول

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله عليك يسلم لسانك
كلام طيب وجميل ولا يسعني إلا أن أقول
بارك الله فيك
لكنني أقترح أن تنقل هذا الموضوع إلى قسم النثر والخواطر لأنه بالفعل كذلك وسيكون من أفضل الموضوعات حقا هناك
تحياتي عزيزي

شكرا أخي رحال بأشعاري..

أخي الكريم .. هذا شعر حر.. وليس خاطرة أو نثر بارك الله فيك ..

شكرا على مرورك ..