احتلال!
كانت واحدة من الفتيات اللاتي يراودن الرجال في الأحلام، أو يطالعنهم على أغلفة المجلات .
و حينما وقع بصري عليها أصابني الدوار ، فلم أكن قد رأيت في حياتي فتاة في جمالها و فتنتها .
كنت جالساً في بهو الفندق منهمكا في مطالعة أحد الكتب، قبل أن يسترعي انتباهي ذلك الوجه الذي كأنما هبط صاحبته من السماء.
شقراء . . . . زرقاء العينين . . . .ذات جمال ساحر أشاع في نفسي الأضطراب..... و كانت فوق ذلك ترتدي ثياباً تزيدها فتنة على فتنة ، و حيتني بابتسامة و هي تقول :
-مساء الخير...
ولم أجب.. فقد أصابتني "لخبطة" و لم أدر معها كيف أتصرف ازاء ابتسامة رائعة فاتنة كهذه... وحينما استعدت أشتات عقلي ، تمتمت ببضع كلمات و لكنها كانت حينئذ قد أصبحت أمام موظف الاستعلامات بالفندق!!
و استقبلها كاتب الفندق قائلاً :
-مساء الخير ياسيدتي .
و قالت هي بصوت يجمع المرح و السحر معاً:
-مساء الخير . . أريد غرفة لقضاء الليلة ، و سأسافر في الصباح إلى نيويورك .
وابتسم الكاتب في أسف ، ثم قال :
-آسف يا سيدتي فليس لدينا غرفة واحدة خالية .
و بدا عليها الجزع . و لكن جزعها لم يكن مثل جزعي أنا . .فقالت:
-و لكنني لا أستطيع أن أنام على مقعد الحديقة و لا أسطيع أن أمضي الليل في غرفة الانتظار .
و شعرت بأنها على حق في ذلك . ! إنها لمأساة لأن يضطر هذا الجمال كله الى قضاء ليلة كهذه ، بيد أن كاب الفندق لم يكن من رأيي ، و لعله رجل مفقود القلب و الضمير ، فقد قال :
-انني لاسف حقا يا سيدتي ، فجميع الغرف محجوزة .
و ارسلت الحسناء للانصراف تنهدة حزينة ، و عندما استدارت ووقع نظرها علي ، ابتسمت لي مرة أخرى ، فابتسمت أنا الآخر .
و تأهبت الحسناء للانصراف ، تاركة مكتب الاستعلامات ، ثم أخذت تقترب مني، و كلما اقتربت خطوة احسست انني اقترب من القدر . . .
و اسرعت يدي الى رابطة عنقي تصلحها في اضطراب و قلق ، ثم حييتها قائلاً :
-هالو.!
-هالو.!
ثم اتخذت مجلسها الى جواري.. وصدقني، ان هذه الفتاة لم تكن مجرد حلم رجل أعمال متعب، بل كانت حلم كل رجل...
ثم قالت:
-في الحقيقة لست أدري ما اصنع.
-هل أنت.. اقصد .. هل حاولت البحث في فندق أخر ؟
-لقد قيل لي أن هذا الفندق هو الفندق الوحيد المحترم في هذه البلدة .
-نعم . اعتقد ذلك .
و مكثنا صامتين برهة طويلة ، كنت خلالها اقلب الفكر الفرصة التي سنحت لي ، ماذا أصنع ... انها قد تدعو البوليس على الفور اذا انتابها الشك في مقاصدي ...!
و رأيتها تتثاءب في رقة وهي تقترب مني قليلا ، ثم قالت :
-كم اتمنى أن أغلق عيني و يغلبني النوم .
و ابتلعت لعابي مرتين.. قبل أن أقول :
-تستطيعين أن تستعملي غرفتي لهذه الليلة.!
و كأنما ذهلت لقولي ، فأمسكت بكتفي و راحت تحملق قي ، وشعرت حينئذ كما لو كنت أنظر لبحيرتين زرقاوين .. في كل منهما (استر وليامز).!
وقالت :
-انت تمزح بلا شك ، انك تعني...
-لست امرح يا سيدتي العزيزة ، انني اهبك غرفتي مع تمنباتي الطيبة و شاي الصباح أيضا.!
فاحاطتني بذراعيها ثم قبلتني.. أو على الأقل اعتقد أنها قبلتني. وقالت في صيحة فرحة :
انك ملاك .ولسوف تجزى على ذلك..!
واحسست في داخلي بصوت يقول(اثبت يا باركر ) ثم أفقت على صوتها
-ولكن أين ستنام أنت ؟
-اوه استطيع ان آخذ غطاء و أنام في الحمام..
-الا يصيبك البرد؟
-لا لا .. سأكون على مايرام ... تعالي أريك المكان الذي ستمضين فيه الليلة و لنأخذ المفتاح..
ورافقتني لمكتب الاستعلامات..،ونظر إلي الكاتب نظرة ذات معنى وهو يدفع إلي المفتاح
واستدرت الى رفيقتي قائلا:
-اين حقائبك لكي أحملها لك للغرفة؟
-في الحقيقة......
و قبل أن تكمل حديثها اتلفت إلى باب الفندق، الى حيث برز شاب طويل القامة، يحمل حقيبتين كبيرتين ، ثم صاحت :
-اوه... اهذا أنت يا عزيزي بوب؟
ثم أشارت ألي واستطردت :
-ان هذا السيد العطوف قد وعد بان يعيرنا غرقته لقضاء هذه الليلة ، اليس تلطفا منه؟؟!
ووضع عزيزها بوب الحقيبتين على الأرض ثم قال لي :
-و ماذا ستفعل أنت ايها العجوز؟؟
فأجبته و نا ابتعد عنهما و في نفسي غصة :
-انني سأنام في الحمام .!
اليس هذا تغفيلا كبيرا مني!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! :boggled:
_________________________________
ياحرام يا باركر يعني كان ضروري تعمل دق شهامة
نصيحة يا شباب ما تطلعوا على بحيرات زرقاء ولا خضراء بعيدين بتنامو بالحمام ها!!!؟؟؟؟؟؟