فهرس صور العرب والمسلمين في السينما الأمريكية

(الشبكة الإسلامية)
مراسل دمشق


بيروت ـ المعروف عن الأمريكيين أن الإعلام هو الذي يصنع آراءهم وتصوراتهم واتجاهاتهم وميولهم . وقد كتب الكثيرون عن الصورة المشوهة التي يصنعها الإعلام الأمريكي - وخصوصاً السينما- ولكن جاك شاهين الأمريكي من أصل لبناني ، والذي ولد في بنسلفانيا لأبوين نصرانيين هاجرا منذ بدايات القرن من لبنان، لم يفعل ذلك فحسب، بل إنه قدم دراسةً استغرقت معه سنين طويلة هي فهرس يشرح ما تتضمنه الأفلام الأمريكية عن صورة العربي والمسلم منذ العام 1896م، التي استخدمتها السينما الأمريكية في كل فيلم، وتضمن شخصية عربية طيلة القرن الماضي، ونشرها في كتاب بعنوان «العرب الأشرار في السينما: كيف تشوّه هوليود شعباً» Reel Bad Arabs: How Holly wool vilifies a people. Northam ptom, MA: Olive Bramch Press. 2001.
لم يكن شاهين قد التقى في بنسلفانيا قط بأي عربي مسلم حتى قارب الأربعين من عمره عندما فاز في السبعينيات بمنحة من مؤسسة فولبرايت الأمريكية للتدريس في بيروت التي كانت الحرب الأهلية تمزقها آنذاك، واكتشف أنه لا يعرف شيئاً عن المنطقة التي ينتمي إليها أسلافه، فما كان يشاهده في الإعلام والتلفزيون والأفلام لا علاقة له بخبرته المباشرة في لبنان والأردن والسعودية، فأمضى العقدين التاليين في محاولة البحث في السبب الذي يقف وراء الاختلاف بين صورة العالم العربي في الولايات المتحدة ، وبين واقعه.
يأتي الكتاب في ظروف عاتية تتعلق بتكريس هذه الصورة النمطية بالذات عن المسلمين والعرب ؛ عله يسهم في تعديل الصورة المغلوطة والعنصرية التي يحملها الأمريكيون والغرب عموماً. من شخص خبير في الإعلام الأمريكي، فشاهين - الآن - أستاذ متقاعد للإعلام في جامعة جنوب إلينوس، ومستشار سابق لتلفزيون س. ب. إس لقضايا الشرق الأوسط .
يوثق الباحث بشكل علمي الميل الواضح لشركات إنتاج الأفلام السينمائية في هوليود لتصوير العرب على أنهم العدو رقم واحد للغربيين ، من حيث وحشيتهم وبربريتهم وتفننهم في عمليات الاختطاف والتعذيب والاغتصاب والتدمير، وهم شيوخ البدو الصحراويين المتخلفين .
يخلص شاهين في كتابه إلى أن «العرب يبدون مختلفين وخطرين عند النظر إليهم من خلال عدسات هوليود المشوهة» وقال:
إن مئات جرائم الكراهية ارتكبت بحق الأمريكيين العرب والمسلمين في الولايات المتحدة بعد هجمات الحادي عشر من أيلول أكدت أهمية محاربة الصورة النمطية لهم.
فعندما ننظر إلى تشويه العرب والمسلمين يجب أن نفهم بأن ذلك يجعل كراهيتهم وقتلهم أسهل كثيراً من غيرهم.
إن جانباً من المشكلة ـ حسب المؤلف ـ هو أن الاستوديوهات الكبرى التي تعرضت لضغوط على مدى السنين لتتوقف عن تقديم صورة سلبية للمرأة والسود والأقليات الأخرى واجهت انتقادات قليلة لتقديمها صوراً سلبية للعرب .
هذا وعلق النقاد والباحثون على هذا الكتاب بأنه يقدم واقعاً مخيفاً!.


الخميس : 20 / 12 / 2001