سرق ونهب ويقولون (( احتراف )) ؟؟
اليوم تركي العواد يكتب عن انتقال خميس العويران هل هو سرقة ام تطبيق لجوهر الاحتراف تعالوا نقرا ماذا كتب تركي :
سرق ونهب.. ويقولون (احتراف)!!
التاريخ: 12/12/2001 م
تعالت الأصوات المؤيدة والمعارضة لانتقال خميس العويران من نادي الهلال لنادي الاتحاد، ومع ارتفاع حدة الصراخ (والزعاق)، لا أريد أن أزيد معاناتكم بصرخة جديدة، تزيد من الالتهابات المزمنة للأذن الوسطى التي أصبحنا نحس بها بعد كل عملية انتقال، لذلك سأعرض الموضوع بشكل أكثر عمومية، وأطرح سؤالاً صغيراً... لماذا أصبح انتقال اللاعبين في السعودية أشبه (بالسرق)؟
قبل أن أجيب على هذا السؤال، سأتحدث قليلاً عن قضية انتقال خميس باعتبارها قضية ساخنة، لتكون مدخلا ومثلا حيا ومحسوسا، للخلل الواضح الذي تعاني منه عملية انتقال اللاعبين.
في البداية يجب أن نعترف بحق كل لاعب في الانتقال لأي ناد يريده، فالانتقال هو جوهر الاحتراف، ولا يمكن أن نسلب هذا الحق من أي لاعب، فخميس وغيره من اللاعبين لم يخطئوا عندما بحثوا عن تأمين مستقبلهم، فاللاعب لا يستمر طوال عمره لاعباً، بل يجب أن يتوقف في يوم من الأيام عن الركض، ووقتها لن يجد من يقف معه، ولن يبقى له سوى ما (جمعه) خلال مشواره الرياضي.
انتقال اللاعبين بين الأندية، ظاهرة صحية وتدل على نضج الفكر الاحترافي، فنحن نتحدث الآن عن احتراف وعن دوري محترفين، لذلك يجب أن نتقبل مشاهدة نجمنا المفضل يلعب في صفوف ناد آخر، كما نتقبل انتقال نجم كبير للعب في صفوف نادينا.
بعد أن اتفقنا على حق خميس في الانتقال، بقي ما نختلف معه فيه، وهي الطريقة التي انتقل بها، فخميس لاعب نشأ في الهلال منذ كان عمره خمسة عشر عاماً وتدرج إلى أن وصل للمنتخب السعودي وأصبح واحداً من أهم نجوم الكرة السعودية، ولكنه دون مقدمات فاجأ الجميع بانتقاله، دون أن يعطي الادارة الهلالية الفرصة للتفاوض معه، اعتقد أن خميس كان سيكسب احترام كل الأطراف لو بلغ الادارة الهلالية بالعرض الاتحادي، فإذا رغب الهلاليون في الإبقاء على خميس، فعليهم أن يدفعوا له أكثر مما سيحصل عليه من الاتحاد، أما إذا رفضوا أو عجزوا، فبإمكانه أن ينتقل مرفوع الرأس وأمام كل الناس (على المكشوف... والناس تشوف)، دون أن يخسر حب الناس ودون أن يخسر (الفلوس).
أعود من جديد لموضوع (السرق)، فالانتقالات في السعودية أصبحت اقرب لعملية النهب، فكل شيء يتم في الخفاء، دون علم الاتحاد السعودي لكرة القدم ودون علم النادي الأصلي للاعب.
ما يحدث الآن غير منطقي وغير سليم ويدل على قصور واضح في نظام انتقال اللاعبين، مما سيزيد من حدة التوتر بين الأندية السعودية، وسيساعد على نشوب صراعات وتحديات لا تخدم مصلحة الكرة السعودية، فالانتقال يجب أن يتم أمام الجميع، بشكل يضمن حق اللاعب وحق ناديه الأصلي وأيضاً حق ناديه الجديد، ولكن النظام الحالي لا يضمن حق أحد، ويكفي أن نلقي نظرة (غير فاحصة) على الانتقالات السابقة، لنجد أن اكثر الأندية السعودية لم تحصل على حقوقها جراء انتقال لاعبيها... وسنكتشف أن عددا كبيرا من اللاعبين تركوا كرة القدم نهائياً بعد انتقالهم لأنهم لم يتسلموا حقوقهم..وسنجد عددا من القضايا والمشاكل التي مازالت معلقة بلا حل.
ما أود عرضه اليوم هو اقتراح، سيخلصنا من مشاكل انتقال اللاعبين، وسيضمن حقوق الجميع دون (مسطرة) ودون التسديد بالتقسيط أو كما يردد بعض رؤساء الأندية (لين نستلم الإعانة).
بكل بساطة يجب أن تتولى لجنة الاحتراف جميع خطوات عملية انتقال اللاعبين، ابتداء من مرحلة التفاوض وحتى توقيع اللاعب في ناديه الجديد، أي يجب أن لا تقف لجنة الاحتراف موقف المتفرج بل يجب أن تصبح جزءا من عملية الانتقال.
لنأخذ خميس العويران كمثل لتطبيق النظام المقترح، فالخطوة الأولى التي يجب أن يقوم بها نادي الاتحاد من أجل ضم اللاعب، هي رفع خطاب للجنة الاحتراف، يذكر فيه رغبته في اللاعب والقيمة التي يرغب في دفعها مقابل انتقال هذا اللاعب لصفوفه، مع إرفاق شيك مصدق بـ (10%)، من المبلغ، بعدها تقوم اللجنة بتحويل الطلب لنادي الهلال مع إلزام النادي بالرد خلال اسبوع من تاريخ استلام العرض، فإذا وافق الهلال على المبلغ، فإن نادي الاتحاد ملزم بإصدار (شيكين مصدقين) الأول للنادي والثاني باسم اللاعب، وبعد أن يستلم اللاعب والنادي حقهما، يوقع اللاعب في ناديه الجديد، ويحق له أن يلعب مباشرة، أما إذا رفض نادي الهلال العرض وقرر الابقاء على اللاعب، فإنه ملزم بدفع (30%) من قيمة العرض، للاعب كتعويض عن عدم انتقاله.
هذا التنظيم سيخلصنا من العشوائية التي تلف عملية انتقال اللاعبين وسيضمن حق النادي واللاعب، كما انه سيوفر مناخا صحيا وعادلا، من خلال الوضوح والشفافية في العرض،فجميع الأطراف يتفاوضون على بينة بكل التفاصيل، فالنادي الذي يريد ضم اللاعب يعرف كم سيدفع بكل دقة، والنادي الذي يملك اللاعب يعرف القيمة التي سيحصل عليها، كما أن اللاعب سيعرف المبلغ (اللي بيدخل جيبه) قبل الانتقال، والشيء الجيد في هذا التنظيم انه يتيح للأندية الأخرى معرفة السعر المعروض على اللاعب، مما سيجعل المجال مفتوحا للجميع للدخول في المفاوضات، وهذا التفاوض الصريح والمفتوح سيعطي اللاعب السعر الحقيقي الذي يستحقه، وسيجعل جميع الأطراف يحسون بتكافؤ الفرص، ولن نجد أية مفاجآت، فمن الظلم أن لا يعلم النادي عن انتقال لاعبه إلا بعد أيام عن طريق الصحف، ثم يبقى سنوات ليحصل على قيمة انتقال هذا اللاعب
ملاحظة تم نقل مقالة تركي العواد الى هنا حتى يكون هناك نسق للمقالات ثابت ومتسلسل وشكرا
