«الخصخصة« دخلت السياسة من زاوية الجيوش، حيث تتعاقد حكومات الدول الكبرى مع شركات خاصة، سواء لمساعدتها في جوانب «لوجستية« او أمنية، مثلما يحدث في العراق حاليا، فالجيش الأمريكي هناك لا يعتمد فقط على نفسه، ولكن أيضاً يتعاقد مع شركات لتوفير احتياجات أمنية، بل وبعضها تورط في قتل مواطنين عراقيين أبرياء أكثر من مرة. لكن «الخصخصة« لم تعد حكراً على جيوش الدول الكبرى، بل صارت تستخدمها حكومات عربية وأخرى إسلامية في المنطقة، ولكن ليس من خلال «شركات خاصة«، بل من خلال مليشيات مسلحة، وبالأمس نشرت الزميلة «الشرق الأوسط« تصريحاً لرئيس مجالس الصحوة في العراق الشيخ علي حاتم قال فيه: «ان إيران تقوم بدعم «القاعدة« والمليشيات بالأسلحة والاموال وتدريب الإرهابيين، من دون أن يستثني دور سوريا التي جعلت (كما قال) من أراضيها محطة عبور (ترانزيت) الإرهابيين المدربين«، وقال: «إننا أمسكنا
مسلحين قادمين من سوريا وكانوا قد تلقوا تدريبات على السلاح في لبنان« وحذر إيران من التدخل في شئون العراق. إيران استخدمت جيشها في الحرب مع العراق مدة ثماني سنوات (من 1980 الى 1988) إبان حكم الرئيس العراقي صدام حسين، ولم تستطع دخول الأراضي العراقية شبراً واحداً، ولكنها الآن موجودة في كل مدينة وقرية عراقية من دون الحاجة إلى الحرس الثوري أو الجيش الإيراني، فقط اكتفت بتسليح مليشيات عراقية موالية لها، وقامت هذه المليشيات بالدور الإيراني داخل العراق على أكمل وجه! إنها نوع من «الخصخصة« لكن بثياب مختلفة.. أمريكا تأتي بشركة يعمل فيها مرتزقة تحت ستار قوات خاصة، وتقوم هي بدور الجيش الأمريكي في العراق، بينما إيران تأتي بالمليشيات المسلحة العراقية وتزودها بالعتاد والمال والسلاح لكي تقوم بالنيابة عنها في السيطرة على مواقع النفوذ في العراق. إذن الحروب القادمة ليست حروب جيوش نظامية.. بل حروب شركات عسكرية خاصة، ومليشيات مسلحة تقوم نيابة عن جيوش الدول بالسيطرة على مواقع التوتر في العالم.. وكل هذه «الوسائط« معروضة بالسوق وبأسعار تتجاوز أحياناً سعر برميل النفط العالمي!
http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO.asp?Article=236055&Sn=SPAC
مارأيك .. هل هناك فعلا خصخصة
