التجارة والاستثمارات بين الإمارات وعمان تزدهر بفعل روابط الدم والنسب

مسقط –طلعت المغربى http://www.alaswaq.net/files/image/l...4475_16546.jpg

تتميز العلاقاتُ العمانية-الإماراتية بين كل العلاقات الخليجية-الخليجية بالخصوصية والعمق والتكامل والقوة، وتعززها روابط الدم والنسب والحدود، وقد انعكس هذا كله في التبادل التجاري بينهما الذي وصل إلى 1.45 مليار ريال في 2005، فأصبحت الإمارات الشريك التجاري الأول للسلطنة.

وتؤكد الإحصاءات الرسمية أن الإمارات العربية المتحدة هي الشريك التجاري الأول للسلطنة، وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في 2005 حوالي 1.453 مليار ريال عماني، وبلغ حجم الواردات العمانية من الإمارات حوالي 899 مليون ريال عماني، فيما بلغ حجم الصادرات العمانية إلى الإمارات حوالي 554.3 مليون ريال (الدولار = 0.38 ريال).
http://www.alaswaq.net/files/gfx/totop.gif</IMG>نماذج عديدة
وهناك العديد من النماذج الناجحة لرجال أعمال عمانيين في الإمارات والعكس، ومن أشهر تلك النماذج رجل الأعمال العماني اللواتى، ولديه برج سكني ضخم في منطقة النهده في دبي، وهناك سعيد الوهيبي ولديه برج سكني في دبي أيضًا، وهنالك رجل الأعمال العماني الشهير الزبير -صاحب الزبير للسيارات- ويمتلك فندقًا خمس نجوم في الديرة، ولا ننسى مركز سيتي سنتر في مسقط، وهو شركة مشتركة بين ماجد الفطيم الإماراتي وشركة مساهمة عمانية.

أما بالنسبة لرجال الأعمال الإماراتيين الذين لهم نشاط تجاري في مسقط، فيأتي على رأسهم الشيخ محمد بن راشد ويمتلك منتجعًا سياحيًّا في مسقط تتولى إدارته شركة للاستثمار السياحي، وهناك ناصر السركال ولديه نشاط عقاري في مسقط.

ويتركز نشاط الإماراتيين في السلطنة في الآونة الأخيرة في صحار قلعة الصناعة في السلطنة والخليج العربي الآن، وهناك مجموعة من العقارات والمنتجعات في صحار يمتلكها رجال أعمال إماراتيون، وصحار للألمونيوم وهي ملكية إماراتية أيضًا، وأكبر مثال يبين قوة ومتانة العلاقات العمانية-الإماراتية أن العديد من رجال الأعمال العمانيين يضعون مدخراتهم في بنوك الإمارات نهاية كل أسبوع بعد تحويلها إلى الدرهم.
http://www.alaswaq.net/files/gfx/totop.gif</IMG>المسافات تتلاشى
ويقول سيف الغماري -متقاعد- "عملتُ في الإمارات مدة سبع سنوات، وعمومًا الزواج والحدود والتجارة قربت كثيرًا بين السلطنة والإمارات، خاصةً أن المسافة بين دبي ومسقط لا تتعدَ أربع ساعات ونصف الساعة بالسيارة".

وبشكلٍ عام يمكن القول إن العمانيين يتركزون في الشارقة ودبي وعجمان، ويتركز الإماراتيون في مسقط خلال إقامتهم بالسلطنة للزواج أو التجارة، وهناك دوافع أخرى عديدة لتواجد العمانيين في الإمارات أهمها العلاج والدراسة والعمل.
http://www.alaswaq.net/files/gfx/totop.gif</IMG>من مسقط إلى دبي
ويُعد رجل الأعمال العماني سالم الطوقي، من النماذج التي تؤكد خصوصية العلاقات التجارية بين السلطنة والإمارات، وهو يعمل بالإمارات ويقيم فيها منذ 20 عامًا.. يقول الطوقي في تصريحٍ خاص لـ"الأسواق. نت" "انتقلت منذ 20 عامًا من مسقط إلى الإمارات وعملت في التجارة، والحمد لله توسع نشاطي التجاري ليشمل الكويت والصين ومالي والإمارات والسلطنة والمغرب".

وحول طبيعة نشاطه التجاري يكشف الطوقي "أمارس النشاط التجاري من خلال مكاتب استيراد وتصدير أمتلكها في تلك الدول، ولدي فندق بالإمارات وشاحنات وسيارات نقل عديدة، ويصل حجم أعمالي إلى ملايين الدولارات، ومن واقع خبرتي بالإمارات أؤكد أن السوق كبيرة، والمهم دراستها والاستعداد لها جيدًا، والفرص متاحة للعمانيين في الإمارات أكثر من أي بلدٍ آخر".
http://www.alaswaq.net/files/gfx/totop.gif</IMG>العماني والإماراتي
وحول دوافع سفر كلٍّ من العماني والإماراتي إلى بلد الآخر يكشف ناصر الريامي -موظف حكومي- أن روابط النسب والدم والحدود تعزز العلاقات التجارية بين العمانيين والإماراتيين، وعمومًا يسافر العماني إلى الإمارات من أجل التعليم والعلاج والعمل والتجارة، فالتعليم والعلاج في الإمارات أرخص من السلطنة، وهناك فرص عمل متاحة نسبيا للعمانيين في الإمارات لضخامة الشركات الدولية العاملة هناك، وكذلك يعمل بعض العمانيين بالإمارات في التجارة، خصوصًا تجارة الأسماك والإلكترونيات والملابس والأقمشة.

ويضيف "أما بالنسبة لسفر الإماراتيين إلى السلطنة فأهم الدوافع هو الاستثمار، خصوصًا في الأراضي والعقارات والمزارع، وكلها أرخص في السلطنة مقارنةً بالإمارات".
http://www.alaswaq.net/files/gfx/totop.gif</IMG>عقارات وتجارة
ويرجع رضا حسين -عماني- صاحب محلات إلكترونيات في السلطنة والإمارات خصوصية العلاقات العمانية-الإماراتية إلى أزمنة بعيدة حين لم تكن هناك حدود سياسية ولا بوابات وجمارك تفصل بينهما، وهي تذكرني بالعلاقات القوية بين مصر والسودان، والبحرين وشيراز، والعراق والكويت، وبالنسبة للسلطنة والإمارات فهي علاقات تجارية عالمية؛ حيث تصدر البضائع من ميناء جبل علي إلى السلطنة ومنها إلى إفريقيا، أو من ميناء جبل علي إلى العالم الخارجي مباشرةً.

ويضيف "التجارة بين السلطنة والإمارات تشمل معظم السلع والمنتجات تقريبًا، وآخرها أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية، ولا يقتصر الأمر على التجارة في تلك السلع بل يتعداه إلى صيانتها أيضًا مثل صيانة السيارات؛ حيث تتوافر قطع غيار السيارات في دبي بسعرٍ رخيص عن مسقط بشكلٍ واضح".
http://www.alaswaq.net/files/gfx/totop.gif</IMG>أصول واحدة
وحول خصوصية العلاقات بين سلطنة عمان والإمارات وتميزها عن بقية العلاقات بين دول الخليج، تكشف الكاتبة العمانية د. سعيدة خاطر أن تميز العلاقات بين السلطنة والإمارات مسألة طبيعية؛ فهي علاقة تاريخية وقوية من القِدم لعبت عوامل عديدة في متانتها وقوتها، وهي عوامل جغرافية وتاريخية واجتماعية.

وبالنسبة للعوامل الاجتماعية فالأصول الاجتماعية والقبلية واحدة، وقد أدت رابطة الدم إلى تقوية علاقات النسب والمصاهرة بين أبناء البلدين، وأصبح من الطبيعي أن يتزوج الإماراتي ويقيم في السلطنة وكذا العماني في الإمارات، فتجد أحيانًا أن الإماراتي خاله عماني، والعماني خاله إماراتي للنسب والمصاهرة بين أفراد الشعبين.

وبخلاف الروابط الاجتماعية هناك الروابط الجغرافية، وقد ساهم تجاور السلطنة والإمارات واشتراكهما في الحدود الجغرافية في سهولة انتقال أبناء البلدين والإقامة والتملك والزواج في البلد الآخر، تمامًا كما يحدث بين مصر والسودان، وسوريا ولبنان، والعراق والكويت.

أما بالنسبة للروابط التاريخية فقد مرت بالسلطنة والإمارات الكثير من الأحداث السياسية المتشابهة إلى حدٍّ كبير، وأدت كل هذه العوامل إلى تمايز العلاقات بينهما، وانعكس هذا في الروابط الاجتماعية مثل الزواج والمصاهرة، وفي الروابط التجارية مثل قيام العديد من المشاريع التجارية للعمانيين في الإمارات وقيام الإماراتيين بمشاريع تجارية وصناعية وزراعية في سلطنة عمان.

http://www.alaswaq.net/articles/2008/06/13/16546.html