اقتباس:
كتب العضو (أبو عمار)
بسم الله الرحمن الرحيم
دخول الجنة:
تصور أخي الحبيب نفسك بعدما وقفت في أرض المحشر خمسين ألف سنة وقد ألم بك من الخوف والفزع ما ألم، فقد رأيت من يمشي على وجهه، ورأيت الشمس وهي دانية من الرؤوس على قدر ميل واحد، والأجساد عارية من كل شي، والأنبياء دعواهم يومئذ "اللهم سلّم سلّم" والصراط قد نصب على متن جهنم وهو أدق من الشعر وأحد من السيف وحوله الكلاليب والخطاطيف التي تجذب الناس لتلقي بهم في نار الجحيم، وأنت قد نجاك الله تعالى مع من نجا، فينما أنت على هذه الحالة الرهيبة إذ يتبدل خوفك وفزعك فرحا وسرورا، ويأمر مولاك الكريم - سبحانه وتعالى- الملائكة أن يفتحوا أبواب الجنة، فلما فتحت هاج بنسيم طِيبِ الجنان، فَنَفحَ وَجْهَكَ وجميع بدنك، فنظرتَ بعينك إلى حسن قصورها، وتأسيس بنيانها، واستقبلك الملائكة الكرام يهنؤونك بسلامة الوصول، قال الله تعالى:(وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين) فحينئذ تكون الراحة الدائمة، والنعيم المقيم، فلا راحة إلا مع وضع أول قدم في الجنة، نسأل الله تعالى أن يدخلنا الجنة برحمته من غير سابق عذاب إنه جواد كريم
