إذا أردنا أن يحترمنا الآخرون فلنحترم أنفسنا أولاً

قرأت موضوعاً للأخ الكريم (المعاقب) حول نظرة المجتمعات الغربية للعرب وكيف يجب أن تكون .
فأردت التعليق عليه فيه موضوع مستقل ليتسنى للجميع قرأته

إن محور القضية هو ليس كيف يجب علينا أن نكون عليه في نظرهم
ولكن هو كيف يجب علينا أن نكون عليه في نظرنا نحن ....

والفرق بين الأمرين كبير

إن الانسان بطبعه يحب من يتصف بالصفات الجميلة والحسنة ويكره من يتصف بضدها
فأنت تحب هذا الشخص وأنت لاتعرفه وليس بينك وبينه أدنى علاقة لإنه كريم مثلا أو شجاع وصريح أو صادق .....

وتكره من يتصف بضد هذه الصفات ولو كانت لك به قرابة

والامم والمجتمعات لايبدأ صلاحها وتنطلق نهضتها وتقوم حضارتها من عند الاخرين ولايؤثر وجودهم في حياتها أي تأثير
ولكن صلاحها يبدأ من عند نفسها فقط وهي صاحبة الشأن والمسؤولة عن ذلك

((إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))

هذه سنة كونية وهذا الواقع الذي لايستطيع أحد تجاهله وتجاهله له لن يغيره

فإذا أردت للإخرين أن يحترموك وترتفع منزلتك عندهم عليك بإصلاح نفسك والارتقاء بها في منازل الفضيلة والصعود بها الى مراتب النجاح

الناس سوف تحترمك إذا كنت مجتهدا تحرص على العلم وتسعى للعمل وتحقق أعلى درجات النجاح وتحترم الاخرين وتقدرهم
والناس لن تحترمك إذا كنت كسولا وجاهلا وتفتقد لإدنى درجات الادب ومكارم الاخلاق ...

وماينطبق على واقع الفرد ينطبق على واقع الامم والمجتمعات أيضا

فقلي !
كيف ستكون نظرتك لإمة تنتهك فيها حقوق الانسان الاساسية وتفتقد مؤسساتها الاعلامية الى أدنى درجات الشفافية والوضوح
هذا إذا لم تستخدم الاعلام كسلاح فتاك تجاه نفسها

كيف ستنظر لإمة تتراجع معدلات نموها وإقتصادياتها كل سنة
ويزداد فيها معدلات الجريمة والفقر والفساد السياسي والاداري

حتى على صعيد القيم والاخلاق تجد أجمل الشعارات والعبارات وأسوء الممارسات السلوكية واللاأخلاقية
من عنصرية ساذجة وتصورات ونظريات مجتمعية سخيفة
والكلام في ذلك يطول

أنا لا أتجاهل الجوانب الايجابية ولكن النظر الى السلبيات أولى وأهم
لابد أن يكون لدينا شفافية في إنتقاد أنفسنا ومعالجتها والاعتراف الكامل بمشاكلنا على كل الصُعد
فالإعتراف بالمشكلة هو بداية الطريق لحلها إن شاء الله


إذا اردنا أن يحترمنا الآخرون فعلينا أن نحترم انفسنا أولا