الوالدين بالفطرة و الأبناء و البنات بالأمر

الحمد لله رب العالمين و أصلي و أسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أما بعد،،

لن يشعر شخص بموقف غيره تماماً إلا لو عاش التجربة نفسها. حيث أن شعور الأبوة مثلاً لن تشعر به إلا لو رزقك الله سبحانه بطفل. فهذه التجربة قد تفتح لك عينك عن أمور كنت غافل عنها، من أهمها معاناة الوالدين في فترة الحمل.فبالرغم من كل المعاناة ، فحب الوالدين لأطفالهم مطلق و غير مشروط بأي شيء لماذا؟ لأن الله زرع هذا الأمر الفطري في الوالدين. و لأن شعور الوالدين بالمسؤولية و المحبة لطفلهم فطري فلم نجد تكليف أو إشارة شرعية في القرآن إلى إلزام الوالدين بالاهتمام بأطفالهم. إلا أن هناك أمراً آخر في السنة و هو التنبيه على تربية الطفل على الصلاة بسن السابعة فقد قال صلى الله عليه وسلم "علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعا و اضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا و فرقوا بينهم في المضاجع".

بعكس الأمر الشرعي من ناحية الولدين لوالدهما ، بحيث أن حب الأطفال لوالديهم ليس كقوة حب الوالدين (فطرياً) و في هذا نجد أن الله تعالى أتبع طاعته بطاعة الوالدين حيث يقول سبحانه (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) )الإسراء ، و يقول تعالى (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ) البقرة : 83 . فهذا الإلزام الصريح و التفصيل بطريقة طاعة الوالدين دلالة على أهمية تنبه الأبناء و البنات لطاعة والديهم فلولا الإلزام الشرعي لضاع حق الوالدين و خصوصاً عند حاجتهما. و هذا الأمر واضح و جلي في البلاد التي لم تنعم بنعمة الإسلام.

بالرغم من فضل الوالدين في الإسلام إلا أن الرسول صلى الله عليه سلم فضل الأم على الأب و أوصى بها فقد قال عليه الصلاة و السلام عندما جاءه رجل يسأله عن أحق الناس بالصحبة قال له أمك ثلاث مرات و الأخيرة أبوك.

و قال سبحانه (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) لقمان : 14

و قال أيضاً (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)

فقد يكون تفضيل الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات في الحديث الأم عن الأب لكونها حملت و ولدت و أرضعت و هذا مما لا يطيقه الأب لا جسدياً و لا فطرياً و لا نفسياً.

فمهما فعلنا لن نصل في طاعتهما و برهما بقدر ما قدموا لنا في ضعفنا، أعاننا الله على طاعة والدينا و رزقنا الله طاعته ببرهم.

أخوكم إبراهيم أبونادي

أبو آيات

السلام عليكم... أشكرك أخوي على الموضوع... لكن عندي نقطة أناقشها معاك بما إنك أب" على ما اعتقد"... إني أستغرب من مسألة إن القسوة من صور الحب .... هل بالفعل ذلك، أنا بوجهة نظري لأ....!!! وما رأيك بالتمييز بين الأخوة... ألا تعتقد أن كل هذا يؤثر على مكانة الأبوين في قلب الطفل أو المراهق، ولا سلطان على القلب.. بالتأكيد لازم نحترمهم، ولكن ماذا سيحصل عندما تتكاثر مشاعر الكره بالقلب.... هل تعتقد أنه سيكون بمقدورنا التعامل معهم بذلك الشكل المثالي..... راجية أن تشرح لي بما أنه عندك خبرة.... والسلام عليكم

صحيح أنا أب لكن أب لسة طازة بنتي الله يحفظها ما تعدت الأسبوعين :biggthump
على أي حال
تكمن المشكلة بين الوالدين و أولادهم هي الإختلاف في وجهات النظر ، بالرغم من أنني لا أحب القسوة خصوصاً على البنت ، ولكن الناس يختلفون فقد يعتقد الأب أو الأم أن القسوة على الطفل سيزيد من أعتماده على نفسه فهذا الأب أو الأم ينظر للبعيد في طريقة تربية الطفال. و قد أكون أبرر إلا أنني على ثقة تامة بأنه لايوجد في الدنيا كلها من يحب شخص ما بقدر ما يحبه أو تحبه أبوه و أمه، و قد يختلف بين الناس أسلوب الحب فمن الناس من يحب أطفاله بأن يغرقهم بالهدايا و منهم من يكون حنون على أطفاله و منهم من يقسو عليهم و هذا أمر طبيعي ، إلا أن الواجب على الأولاد مراعاة والديهم و تفهمهم و في حال كانت القسوة شديدة بالإمكان مصارحة الوالدين بطريقة مهذبة ، و إن لم تنجح الطريقة يجب البحث عن طريقة أخرى.

بخصوص التمييز بين الأخوة أعود لقول أن هذا الأمر تقصير من طرف الوالدين و يجب المصارحة فيه ولكن إن لم يتغير الحال فيجب على الأولاد معرفة أنه والديهم يعتقد أن أخوهم أو أختهم تحتاج المزيد ن الاهتمام و هذا لايعني بأن هذا مفضل على ذلك في رأيي.

السلام عليكم..... ولكن ما هو الحل برأيك.. كيف نستطيع تجنب مثل هذه الأمور والإشكاليات... كيف نستطيع إصال آراءنا للطرف الآخر.. ومما يزيد الهم التفريق بين الأولاد والبنات وطريقة التربية والمعاملة، فتشديد الحصار على الفتاة قد يؤدي إلى الانفجار إذ لم تكن مجهزة دينيا... عسى ما أكون قد أكترت من الأسئلة..... ومبروووووك على الطفلة وعقبال الطفل......

الله يبارك فيكي ، :)

اوفقك النقطة جداً فالتشديد و التضييق كثيراً له نتائج عكسية دائماً ، و هنا يجب محاولة فهم وجة نظر الوالدين و مناقشتهم حتى تضح الصورة لديهم في حال لم تكن واضحة و حتى تضح وجة نظرهم بالنسبة للبنت ، و في رأيي حتى يتم تجنب السلبيات من قبل أن تبدأ بكثير يجب أن تتغير بعض العادات و أقصد العادات التي إما فيها شدة في الدين أو تراخي و كلها لها نتائج عكسية وفيها بعد عن الدين.

إذا لم تمانعي اختي الكريمة فسأنقل الردود في مدونتي ، لأن هذا النقاش في رأيي مهم و له ان شاء الله اثر إيجابي لمن يقرأه

السلام عليكم....... أشكرك على ردك على أسئلتي، ولكن مازال لدي سؤال آخر... إذا لم تمانع؟؟..... ماذا في مقدورنا أن نعمل إذا ما كان التعامل مع الوالدين صعب، وخاصة الوالدة بما أنها هي المسؤلة في البيت عند غياب الوالد..... ماذا إذا كان من الصعب إقناعها بوجهات نظرنا.... فكيف سنتصرف حينها؟؟؟!! بحيث لا نؤدي مشاعرها، ولا نحرم من أشياء قد يبالغ الأهل فيها قليلا؟؟!!! أرجوا ألا أكون قد أضقت عليك بأسألتي.... ولكني بحاجة ماسة للجواب.... أما بشأن مدونتك... فخد راحتك الموضوع موضوعك.... والسلام عليكم.

وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته :)
احب أن اصحح نقطة ، المواضيع ليست في رأيي لأحد فما دام الشخص طرح الموضوع فهو للأعضاء ليفعلوا فيه مايشاءون فلا داعي للإستئذان ولا التحفظ على طرح الأسئلة أو وجهات النظر:biggthump

بخصوص سؤالك في رأيي مرة أخرى أن البنت دائماً تشكي من أمها ، فالبنت لاتدري كم أمها تحرص عليها و خصوصاً انها ترى نفسها فيها. فمن المعروف أن التشابه الشديد يؤدي إلى التنافر الشديد :)

فالحل في رأيي في عدم معارضة الأم بأسلوب تواجهي فهو في رأيي من أسباب المشكلة ، و محاولة كسب رضاها بأي طريقة و في حال توتر النقاش محاولة تركه كما هو مؤقتاً و العودة له لاحقاً و عند عدم إقتناع الوالدين بشيء بطريقة معينة يجب محاولة طرق أخرى جديدة بطريقة إبداعية و مختلفة

و هذه بعض المحاضرات التي أتمنى ان شاء الله أن يكون لها تاثير إيجابي في علاقتك و علاقة الجميع مع والديهم :
التعامل مع الوالدين أدباً ورفقاً للمنجد
http://www.islamway.com/?iw_s=Schola...&series_id=717

مقالة جيدة تشرح طريقة حل أي مشكلة و أنصح بكتابة المشكلة بالأسلوب المطروح في المقالة و محاولة حله أو نقاشه مع الوالدة حفظها الله لك
http://www.islamway.com/?iw_s=Articl...article_id=340

وفقنا الله و إياكي أختي ، نسأل الله أن يرزقنا رضاه برضى والدينا.

مشكوووووووور اخوي
موضوع مره حلو
واصل اخوي
ونشوف بداعك
والله كره موضوع جميل ومواضيعك دايما جيده

مشكوووووور اخوي
وتقبل مروري

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :)
يشرفني قراءتي لموضوعك يا أبو آيات :D
و " الوالدين بالفطرة و الأبناء و البنات بالأمر" كان توضيح أو لنقل "لفتة" حلوة منك أخي
أسلوبك أخي في الكتابة سلسل و واضح مما يسهل الأمر على القاريء و يجذبه إليه ^^
و مما عزز من الموضوع استعانتك بالآيات الكريمة و الأحاديث النبوية الشريفة ^_^
فجزاك الله خيراً أخي الكريم على هذا الموضوع الرائع :D

بالنسبة للنقاش الدائر بينك أخي إبراهيم و بينكِ أختنا DARK ness girl فاتشرف ايضاً بمتابعته فهو بإذن الله به الفائدة لي :)

اقتباس:

---

فمن المعروف أن التشابه الشديد يؤدي إلى التنافر الشديد :)

---

مثل "المغناطيس" صحيح ^^ ؟

رجاءاً لا تحرمنا من مواضيعك أخي أكثر الله من أمثالك في منتدى المنتدى :)
و في رعاية الله :wave:

السلام عليكم..... أشكرك حقا على المقالات ..... ولكن صدقني أخي أمي صعبة المراس ..... ههههههههه 16 سنة عايشة معاها وتعودت.... بس أنا كنت أتكلم بشكل عام..... حياتي مسارها محدد ولا في قوة بتغير هذا المسار .... إلا الله.... ولكن شكرا على جهودك.... وأصلح الله بال كل الأهل والأولاد.... ووفقنا لطريق الرشاد والسلام عليكم.....

السلام عليكم..... أشكرك حقا على المقالات ..... ولكن صدقني أخي أمي صعبة المراس ..... ههههههههه 16 سنة عايشة معاها وتعودت.... بس أنا كنت أتكلم بشكل عام..... حياتي مسارها محدد ولا في قوة بتغير هذا المسار .... إلا الله.... ولكن شكرا على جهودك.... وأصلح الله بال كل الأهل والأولاد.... ووفقنا لطريق الرشاد والسلام عليكم.....