التشيع بين التكفير والإفتراء
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أفضل الخلق محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم من الأولين والآخرين.
كان ولا يزال الى يومنا هذا مذهب التشيع محلاَ للنزاع والجدال دون غيره من المذاهب الاخرى، مما يثير أكثر من علامة استفهام حول دوافع هذه الاثارات وأهدافها ، ويبدو ان العامل السياسي لعب على مر العصور لعب دورا مهما في تأجيج هذه الاثارات . فالتشيع نشأ في أواخرحياة الرسول الأعظم ( ص ) ، حيث أنه المصلح والمنقذ لهذه الأمة بأمر من الله عزوجل فهو قائدها وإمامها ، فخطى ( ص ) خطوات واضحة وواسعة في دوره القيادي ، الذي تمخض في ارساء اللبنات الاساسية للمجتمع المدني الاسلامي ، وكما هو معلوم فأن طبيعة المرحلة تحتم على الرسول ( ص ) بحكم العقل انتخاب شخصية إسلامية يعدها اعداداً رسالياً وقياديا حتى يمثل القائد التربوي والسياسي لهذه الأمة ويستمر في ارساء قواعد العدل الالهي فقاعدة اللطف الإلهي كما اقتضت بعث الأنبياء من أجل إرشاد العباد الى كل حق فتقتضي تنصيب الإمام من أجل ذلك . وكان اختياره قد انحصر في الامام علي( ع) وآية ( يايها الرسول بلغ مااُنزل اليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغتَ رسالته فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الظالمين). سورة المائده آيه 67
لما نزلت هذه الآية كان النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم)في غدير خم فأمر باجتماع الناس وقام خطيباً فقال : يايها الناس ألستُ اولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا: بلى يارسول الله قال: من كنتُ مولاه فهذا علي مولاه : اللهم وال من والاه وعادي من عاداه وانصر من نصره وخذل من خذله ، ودار الحق معه كيفما دار، ثم أمر الناس بمبايعته ، فقال له عمر : بخٌ بخٌ لك ياعلي ، أصبحتَ مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة وبعد مبايعة الجميع نزل جبرئيل بقوله تعالى ( اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتمتتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلام ديناً). سورة المائده آية 3 وهذا احديث متفق عليه كما ذُكر في كتاب الغدير الجزء الاول للعلامة الأميني
فإذن التشيع ولد وترعرع في احضان الرسول الاكرم ( ص ) ، وذكر الشيخ كاشف الغطاء حول نشأة هذا المذهب : إن أول من وضع بذرة التشيع في حقل الإسلام هو نفس صاحب الشريعة الإسلامية، يعني بذرة التشيع وضعت مع بذرة الإسلام جنباً الى جنب. فامتاز هذا المذهب أن يكون تحت راية الإمام علي (عليه السلام) فهو القائد الذي رُشح والخليقة من بعد الرسول الأعظم لهذه الأمة . ثم إن مفهوم التشيع قد ذكره الفيروز آبادي في القاموس المحيط هو(شيعة الرجل أتباعه وأنصاره ، وقد غلي هذا الإسم على كل من يتولى الإمام على (عليه السلام)وأهل بيته حتى صار إسماً خاصاً لهم).
وأما سبب تفضيل الإمام علي (عليه السلام) للخلافة من قبل الرسول الأعظم لك يكن وراء العاطفة ، لأن نشأة النبوة بعيد عن الإنقياد وراء العواطف ولكن لما كان يتمتع علي (عليه السلام ) من قابليات لم تتوفر في أحد سواه من العصمه فانه عليه السلام معصوم عن كل شي يكون مخالف للشريعة الإسلاميه بدليل قوله تعالى ( أنما يريد الله أن لُيذهب عنكم الرجس ويطهركم تطهيراً) سورة الأحزاب آية 33
والعلم والشجاعةِ ونكران الذات والعدل والورع وهو القائل : لو اعطيت الأقاليم السبع بما تحت أفلاكها على أن اعصي الله في جلب شعيرة أسلبها في فم جراده مافعلت).
فلم يكن ولاء الشيعة للإمام على (عليه السلام) عاطفياَ أو تقليدأ وانما ساقتهم الأدلة العقلية والنقلية على امامته من الكتاب العزيز والسنة الشريفة.