اليتيم (مجرد خاطرة)

السلام عليكم
اليتيم

أنا اليتيم

هل من أحد يجاوب صرختي
الجوع يقطع جسمي
وكلما تخيلت الطعام أمامي
أتذكر أنه صار حلما صعب المنال

هل من أحد يجاوب صرختي
كلما ذهبت لغرفتي
أشعر بالبرد الساكن فيها
والوحشة الدامسة أعماقها
وما صار النوم سوى خوفا وتعبا
ولا أنتهي سوى بكابوس يسود ليلي ونهاري

هل من أحد يجاوب صرختي
كلما أجلس أمسك لعبتي
اشتراها لي والدي في العيد
كان يوم سعدي وقلت شكرا
وأبكي وأصرخ كلما أذكر ابتسامته
وكان يأتي من العمل مرهقا
ويتكبد المشاق لآكل واعيش

هل من أحد يجاوب صرختي
يوم كانت أمي تمسح شعري
تسعة أشهر حملا وتعبا
كلما فعلت خيرا ذكرتيه أمام أقاربي
وكنت ترين فيني الإنسان البار
ويوم كنتي تطعمينني يوم أجوع
وترحبين بي عندما أعود من المدرسة
وتبكين مطرا إذا مرضت وتسهرين الليل

هل من أحد يجاوب صرخاته؟؟

أخوكم في الله
فارس

الجوع
الوحشة
الوحدة
الخوف
هل من أحد يجاوب صرختي
-----------------------
بالطبع يوجد
لكنه ليس أنا ولاغيري من أهل التراب
إنما هو الله
الذي قضى باليتم هو وحده من يمكن لهذا اليتيم مالم يمكنه لغيره
هو وحده الذي يجعله آية لمن يملك الأهل والمال والسلطان
أليس هو القائل (وعزتي وجلالي لأرزقن من لاحيلة له حتى يتعجب أصحاب الحيل)
ليس بأهون على الله من أن يبقى لذلك اليتيم والديه
لكنه وإن أراد غير ذلك كانت له الحكمة فى مراده
ولاننسى أنه جعل اليتم فى نبيه محمد صلاة الله وسلامه عليه شرفا لا عيبا ولا قسوة منه عليه
قد يجعل الله من الخير ماكان حرم منه لو بقيا معه عمره كله
اليتم يا أخي الحقيقي هو البعد عن الله
والخروج من رحمته
والحرمان منه سبحانه
((ماذا وجد من فقد الله *** وماذا فقد من وجد الله))
لاعليك بحال اليتيم هذا فإن الله ناصره ومدبر أمره ووليه
لاتنس أن ربنا أرحم الراحمين
ألم تسأل حالك ماذا فعل من حوله والديه وإخوته وعائلته قوالب فارغة كانت عليه عبئا معاناة
كم حطمت فيه من طموح وبنية وصنعت منه كائن مهمش تابع خائف فاشل
أو ربما أغمرته بالمال الوفير وتخلت عنه فى التربية والتوجيه والدفء الأسرى الذى كان فى حاجة اليه، حتى صار شخص فارغ مثلهم لا تستطيع أن تعتمد عليه أو تركن أليه فى أدنى الأمور قبل أضخمها !
-----------------------------
رباه لا تحرمنا منك وأنت ربنا
وولينا
من لنا غيرك
من يرحم القلب الغريب سوى خالقه
ربنا
لاتعذبنا بذنوبنا
ولاتجعلنا عبادا لغيرك
ولا تجعل حظنا الحرمان منك

السلام عليكم..

جميلة و مباشرة رغم صغرها.. خفيفة و هادفة رغم قصرها.

و جميل رد الأخت أعلاه.. فعلا، كم عجزنا عن حلول بدت مستحيلة و على الخالق كان حلها كلمح البصر فسبحان الذي لا يعجزه شيء.. سبحان الذي لا يُحمد على سوء سواه.. سبحان الذي لا يأتي منه إلا الخير.. سبحان الذي يعلم دقائق الأشياء و خفاياها و لا نعلم منها نحن إلا الظاهر و لا نفهم منها سوى غايتنا الفانية.. فسبحان الله.. خالق كل شيء.