عندما تهيج البغـال ... !

عندما تهيج البغـال ... !

ربما تسارع الأحداث وتصاعد التصريحات وسياسات التعبئة وتنامي صفحات الحرب الأعلامية لأحد الأطراف الأساسية والفاعلة في منطقة الشرق الأوسط ، يحتم على كل ذي شأن أن يستقرأ
المستقبل القريب بصورة حقيقية ومتأنية لما سيحدث من زلزال ( موجع ) متوقع ... قد يصل تأثير موجاته التسونامية الى أبواب مساجد ( طاشقند ) الأسلامية ... وعلى أولائك المستبصرين ممن لهم تأثير مباشر أو غير مباشر على دوائر صنع قراراتنا أن يعلموا ان أضعف الأيمان أو وجادلهم بالتي هي أحسن لم تعد تكفي أو تنفع مع حكومات استسهلت تهديد جيرانها بعنجهية واضحة أو مبطنة وتحسبت بشكل ملحوظ لخلط الأوراق وإثارة الأزمات القاتلة هنا وهناك بحجة الدفاع المشروع عن أمنها القومي وسياساتها المرسومة وشعاراتها ( البراقة ) كتحرير المسجد الأقصى وغيره مما يمس ضمير كل عربي نقي شريف

فتصريحات أحمد نجادي الواضحة والتي لا تقبل اللبس من أن ايران أصبحت هي القوة الأولى في العالم وأنه سيقطع يد كل ( معتدي ) وقبل أن يضعها على الزناد ... وأن رده سيكون ماحقا صاعقا لكل من يفكر من أعدائه بتوجيه مثل تلك الضربة وقد يشمل ذلك جيرانه وخطوط الملاحة الدولية التي أعاد التهديد بها عدة مرات والتي تزامنت تزامنا خطيرا مع تقارير غربية ذات صلة وموثوقة من أن الأيرانيين يبعدون أقل من ثلاث سنوات عن صنع قنبلتهم المزعومة ... أقل من ثلاث سنوات ... ربما تدخل السنة الواحدة من ضمن ذلك التصنيف ... تلك التصريحات تحتم على الجميع دراستها وأخذها بنظر الأعتبار والتحسب لها كحرب أعلامية أن لم تكن حقيقية ... على أقل تقدير ... وهي حقيقية حتما لما نراه كل يوم من استعراض للعضلات انجرفت للتسويق له وكالاتنا الأخبارية بعمد أو بدونه

وعلى الماكنة الأعلامية العربية ( المهولة ) أن تنتبه إلا أن الأنتصار في حرب الكلمات تلك هو المفتاح الرئيسي لسلامة وبقاء جزء حيوي مهم من أمتنا العربية ألا وهو الخليج العربي وبلدانه العربية الشقيقة ... من هنا يصبح الحاحنا مشروعا على مؤسساتنا الأعلامية العملاقة بأن لا تكتفي بنقل تصريحات ذلك الطرف أو غيره وكأن الأزمة تخص شعوب ( التتـر ) وليست لها علاقة بنا ... وأن تبتعد ولو ( ظرفيا ) عن مدح سيادته ومعاليه ... وأن تترك أخبار أنجازاته العامة و ( البيتية ) ولو الى حين ... لكي تنشغل بتوجيه مشاعر أمة العرب لمعركة حقيقية قد لا يكونوا طرفا فيها ولكن نيرانها ستمسهم لا محاله ... وأن تجعل هدفها هو تعبئة الجهود العربية العملاقة لذلك ابتداء من الشارع العربي في موريتانيا وانتهاء بعمان الشقيقة ... ولكي لا تعطي سببا آضافيا لمؤسسة القمة العربية بأن تخطأ خطأ استراتيجيا قاتلا آخر بالأعتماد على القوات الأجنبية كما فعلتها عند غزو الكويت العربية المستقلة ... ويكفينا ما عندنا من مقومات القوة والردع نتميز به بوضوح على الآخرين ... وليست الفائقية الجوية أولها ولا آخرها

المواطن العربي أصبح ملم بما هو أمام الكواليس وما هو خلفها ولم تعد تنطلي عليه تسويق الشعارات القومية والأسلامية ... فأولائك الذين يدعون أنهم ينصرون أمة العرب بدعمهم لتحرير المسجد الأقصى ... عليهم أولا أن يحرروا أي مسجد ( أدنى ) من مئات المساجد الموجودة في ربوعهم ويعتقوها من الأقفال والتدمير والمنع ... عازفين على وتر أبشع فرقة عرفها الأسلام والمسلمين في تاريخهم الناصع

بعض البغال في الطرف الآخر قد خرجت عن السيطرة ويستلزم الأمر اعادتها الى رشدها أو الى حضائرها وذلك أمر يسير ... ففي بعض أيام معارك ( الثمانينيات ) في العراق كانت الوحدات العسكرية العاملة في المناطق الجبلية تستقدم الركائب كالبغال ( أجلكم الله ) لوعورة الأرض وصعوبة استخدام الآليات ولغرض نقل العتاد والأرزاق وكل شيء ... وكان البعض من الجنود يعاملون تلك البغال بقسوة وضغط شديدين من أجل انجاز الواجبات المتتالية ... مما يؤدي الى أن يصعد البغل ( وقت استراحته ) الى القمة ويرمي بنفسه في الوادي منتحرا ومتخلصا من ذلك الضغط الذي وقع عليه بصورة متواصلة ... لذلك علينا أن نديم الضغط الأعلامي والسياسي لكي نبعد عن ربوعنا شر الأشرار وما هي إلا أيام وسنجد ( بعض ) بغال ايران تصعد على قبة مفاعل بو شهر وترمي بنفسها في مياه الخليج العربي النقية ... لأن المنطقة حقيقة لم ولن تتحمل عراقا ثانيا يضيع من أيدي الجميع