بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على من بعثه الله للعالمين بشيرا ونذيرا .. أما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى كل فتاه لا تلتزم بالحجاب .. أقول : أختاه إلى متى
أكتب إليكِ أختاه هذه الكلمات من خواطري فأقول وبالله التوفيق
إلى متى أختنا في الله هذا البعد عن الله ... إلى متى أختنا الكريمة هذا الجفاء
إلى متى أختنا الفاضلة هذا العناد ... إلى متى أخيتي هذا الابتعاد
أرجو أن لا تغضبي مني على هذه الكلمات التي قد تكون مريرة عليكِ وكأنها
تنزل على قلبكِ كالسهام المؤلمة ... وأرجو أن تكملي معي هذه الكلمات حتى النهاية
اسمحي لي أن أضع بين يديك ما أجتهد به من صفات الفتاه غير المتحجبة : فلهذه
الفتاه صفات كثيرة ولعلي لا أذكرها أو لا أتذكرها كلها .. فأذكر ما استطعت إليه سبيلا :
هذه الفتاه هي فتاة مسكينة .. نعم مسكينة لأنها جهلت الحق أو أنها عرفت الحق ولكنها
ما تبعته ... هذه الفتاه مسكينة لأن الشيطان غرها وضحك عليها وجعل يزين لها عملها
هذا ويغريها بزينة الحياة وملذاتها وشهواتها.. وأنساها الحياة الآخرة وجنتها ونعيمها
المقيم فكانت بذلك مسكينة ما عرفت مصلحتها ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
هذه الفتاه فيها كِبر .. ونسأل الله أن يعافيها من كبرها .. إنها تظن أن لها الفخر عندما
تمشي دون حجاب فتقول بقرارة نفسها " أنا جميلة ألفت النظر " فتغتر بجمالها وسفورها
وعدم تحجبها .. وما علمت أنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه مقدار حبة خردل من كبر
وما علمت أن العزة لها في حجابها وأن عزتها تكون عندما تسير في الشارع ولا تلفت
النظر فتكون كالجوهرة المصونة التي يحميها صاحبها من عبث العابثين ...
أختاه هذا الشاب الذي ينظر إليكِ ليمتع نظره برؤيتكِ .. ما أراد بكِ خيرا وما أراد بكِ إلا
سوءا وشرا ... كيف لا ؟؟؟!!! وهو نفسه لو سألتيه أتقبل أن تخرج أختك بدون حجاب
فينظر لها الشباب وتلفت نظر الرجال .. لأقسم عليها بالقتل فيأباه لأخته ويقبله لكِ ...
هذه الفتاه مترددة ... وتظهر ظاهرة التردد بين غير المتحجبات بشكل كبير وظاهر للعيان
إذ تتردد الكثيرات منهن في لبس الحجاب ودوما تقول سألبس الحجاب قريبا إن شاء الله
فيوسوس لها الشيطان وتسوّف توبتها ولا تضمن عمرها فقد يأتيها الموت فجأة دون سابق
إنذار ... ما تفعلين أخيتي عندما يأتي ملك الموت لكِ ليقبض روحك وأنت سافرة لا ترتدي
الحجاب ؟؟؟ ماذا تقولين له ؟؟؟ أمهلني قليلا .. هيهات هيهات..( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون
ساعة ولا يستقدمون ).
هذا الفتاه محرومة لأنها ما عرفت طعم الحياة .. لأنها ما ذاقت حلاوة الإيمان ولذته .. رضيت
بالأدنى وتركت الخير كله ( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ) .. سبحان الله .. فاتقِ
الله أخيتي في نفسك وسارعي للخير كله ..
وأخيرا أنصحكِ أخية أن تسارعي لرحمة الله ومغفرته وإلى رضوان الله عز وجل والنجاة من
عقوبته وسخطه والفوز بالجنة والنجاة من النار ... إتخذي قرارك الحاسم وكوني شجاعة فيه
لا تأخذك في الله لومة لائم ولا يهمك قول الذين حولك وتعليقاتهم المميته واعلمي يا رعاك الله
أن الجنة غالية وأن سلعة الله الجنة ... خذي القرار أخيتي بلبس الحجاب من الآن وضعي في
نيتك لبسه من الآن فقد يأتيك ملك الموت الآن قبل أن تقومي من مقامك فتكتب لك النية وتكوني
من أهل الجنة إن أخلصتي نيتك في لبسه.
لا أريد الإطالة أخيتي ... وأسأل الله أن يهدينا وإياكم إلى الهدى والتقى والعفاف والغنى وأسأل
الله لي ولكم التوفيقث والسداد . والله من وراء القصد ( لا نريد جزاء ولا شكورا ) والحمد لله
رب العالمين وصلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
