علامات المهدي المنتظر ....
هذا المقال منقول من أحد المنتديات منذ فترة ... و الله شهيد أني نسيت اسم الكاتب أو المنتدى . فالرجاء المعذرة من الأخ الكاتب - أياً كان - على نشر الموضوع دون الأشارة لأسم صاحبه . و لكني نشرته لتعم الفائدة ..
المهدي المنتظر "محمد ابن عبد الله"عليه السلام
قبل البدء بذكر المهدي المنتظر، أود شرح وجهة نظري وسبب تركيزي على هذه المواضيع (معركة هرمجدون، المهدي المنتظر). فهو إقتناعي التام بأن معركة هرمجدون قريبة، وأن انتفاضة الأقصى المباركة ما هي إلا الدخان أو الشرار الذي يسبق النار (معركة هرمجدّون).
ولأن وقت خروج المهدي المنتظر يكون في أعقاب معركة "هرمجدَون" مباشرة. الأمر الذي له علاقة بواقعنا المعاصر وكيف أنه حلقة الوصل بين العلامات الصغرى والعلامات الكبرى للساعة. أي في فترة الملاحم والمعارك والفتن. فهو يكون قائد المسلمين يومئذ في تلك المعارك. فيحارب ويقاتل وينتصر، ويحق الله به الحق ويبطل الباطل.
والأحاديث التي وردت في ذكر المهدي كثيرة حتى تكاد لا تحصى، ولكن نذكر منها ما يدل على المعنى ويفي بالغرض ويوصل للهدف:
1- فقد قال صلى الله عليه وسلم: (المهدي منّي، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قِسطا وعدلاً كما ملئت ظلما وجورا، ويملك سبع سنين) حديث حسن.
2- وقال صلى الله عليه وسلم: (لتُملأنَّ الأرض جورا وظلما، فإذا مُلئت جورا وظلما يبعث الله رجلاً منِّي إسمه إسمي واسم أبيه اسم أبي، فيملئها عدلا وقسطا كما مُلئت جورا وظلما، فلا تمنع السماء شيئا من قطرها ولا الأرض شيئا من نباتها، يمكث فيكم سبعا أو ثمانيا، فإن أكثر فتسعا) حديث صحيح.
3- وقال صلى الله عليه وسلم: (المهدي منّا أهل البيت، يُصلحه الله في ليلة). ومعنى يُصلِحه أي يهيئه ويُعدُّه للخلافة وقيادة المسلمين في أيام الفتن والملاحم الأخيره.
4- قال صلى الله عليه وسلم: (يكون في آخر أمتي خليفة، يحْثي المال حثيا ولا يعده عدّا). أي من كثرة الخير الذي يكون في أيامه.
5- قال صلى الله عليه وسلّم في ذكر أنها ستكون خلافة راشدة على منهاج النبوة: (تكون النبوة ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا عارضاً ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا جبريا فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت).
6- قال صلى الله عليه وسلّم في ذكر الترتيب الزمني لخروج المهدي: (سيكون من بعدي خلفاء ثم من بعد الخلفاء أمراء ومن بعد الأمراء ملوك ومن بعد الملوك جبابرة ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً، ثم يؤمّر القحطاني، فوالذي بعثني بالحق ما دونه).
نسب المهدي ووصفه ووقت ظهوره:
فالمهدي المنتظر هو رجل شاب من المسلمين من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، من ولد الحسن بن فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم واسمه محمد بن عبدالله. وهو أحد الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين. وهو أقنى الأنف (أي طوله مع دقة أرنبته مع حدب في وسطه، وهذه من أوصاف الجمال عند العرب). يملك سبع سنين أو ثمانية أو تسعة، ويعيش الناس في أيامه – بعد نزول عيسى عليه السلام – في نعمة لم ينعموا مثلها من قبل. يهيئه الله تعالى ويصلحه في ليلة واحدة ويؤيده بنصره.
ووقت ظهوره هو أهم ما في الموضوع وأخطره، بل هو بيت القصيد ومحور الرسالة التي أريد إبلاغها للناس. وأود لو أن المسلمين – بل وأهل الكتاب - جميعا يعلمونها ويتعلمونها لأنها حقٌ واقع وبيان قاطع لحقائق قدرية ستكون وتقع قريبا يحق الله بها الحق ويبطل الباطل.
إننا نعيش أيامنا هذه ننتظر مجئ المهدي ونترقب ظهوره، والذي سيكون في أعقاب الحرب الحاسمة القريبة جدا والشهيرة بـ "هرمجدّون". والتي نرى بأم أعيننا كل يوم – في التلفزيون والصحف والراديو – كيف يتم إعداد مسرحها في منطقة الشام حيث سيكون رحاها.
ومن باب التذكير، سأسرد بعض أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والتي سبق ذكرها في موضوع "هرمجدّون" حيث أنها تخبر بزمان مجئ المهدي، ثم نربط بينها بما يجلّى الأمر ويوضح الصورة.
الحديث الأول:
قال صلى الله عليه وسلم: (ستصالحون الروم صلحا آمنا، ثم تغزون أنتم وهم عدواً، فتُنْصَرون وتَغْنَمون وتَسْلَمون، ثم تنصرفون حتى تنزلوا بمَرْجِ ذى تلول، فيرفع الرجل بين أهل الصليب فيقول غَلَبَ الصليب، فيغضب رجل من المسلمين فيقوم إليه فيدفعه - وفي حديث آخر يقتله – فعند ذلك يغدر الروم ويجتمعون للملحمة فيأتون تحت ثمانين راية، تحت كل راية إثنا عشر ألفا)
الحديث الثاني:
قال صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعْماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافّوا قالت الروم: خلّوا بيننا وبين الذين سَبوا منّا نقاتلهم، فيقول المسلمون لا والله، لا نخلّي بينكم وبين اخواننا ... فإذا جاءوا الشام (المهدي ومن معه)، خرج، أي الدجال، فبينما هم يُعدّون للقتال يسوّون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى بن مريم عليه السلام .... الحديث). نكتفي بالشاهد من الحديث.
الحديث الثالث:
قال صلى الله عليه وسلّم: (يكون اختلاف عند موت خليفة، فيخرج رجلُ من أهل المدينة هارباً إلى مكة، فيأتيه ناس من أهل مكة فيُخْرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام .... الحديث).
الحديث الرابع:
قال صلى الله عليه وسلم: (فسطاط المسلمين يوم الملْحَمة الكُبْرى بأرض يقال لها الغُوطة، فيها مدينة يقال لها دمشق، خير منازل المسلمين يومئذ).
وهنا يجدر بنا ذكر بعض الحقائق والمسلّمات وتلخيص ما سبق ذكره:
1- المهدي هو رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلّم واسمه محمد بن عبدالله.
2- إن ظهور المهدي ليس أمرا كسبيا يكون باجتهاد من المهدي محمد بن عبدالله وطلب منه لهذا الأمر، كلا ... بل إنه لا يعلم بذلك أصلاً حتى يصلحه الله في ليلة ويهئ له قوما ليس لهم عدد ولا عدّة ولا منعه فيبايعونه عند الكعبة وهو كاره لهذه البيعة.
3- مجئ المهدي في آخر الزمان أمر قدري، قد قدّره الله تعالى وكتبه عنده في أم الكتاب فهو كائن لا محالة، شأنه في ذلك شأن ظهور المسيح الدجال ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام وخروج يأجوج ومأجوج وباقي علامات الساعة.
4- الأيمان بالمهدي واجب شرعي وعقيدة لازمة للمؤمن لأن الأحاديث التي وردت بشأنه متواترة، والمتواتر يفيد – عند جمهور العلماء – العلم القطعي، فالعلم بها واجب والعمل بها فرض لازم. وقد يدخل في دائرة الكفر – والعياذ بالله – من جحد أو أنكر حديثا متواترا.
5- مكان التقاء الجيوش وحدوث المعارك في منطقة الشام، ويأتي المدد لجيوش المسلمين من الجزيرة العربية.
6- أنه سيدخل في الاسلام ويشارك في الفتوحات أناس من أهل الكتاب وليسوا من العرب ويكونوا اخواناً لنا في الدين.
7- ان وقت مجئ المهدي قريب قريب قريب، كما ذكر في حديث النبي صلى الله عليه وسلم حول الترتيب الزمني لظهور المهدي.
وإليكم أولا ما جاء في شأن ظهوره من أحاديث ...
الحديث الأول:
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: عَبِثَ (أي تحرك جسمه الشريف أو حرك أطرافه كمن يأخذ شيئا أو يدفعه) رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه، فقلنا: يارسول الله، صنعت شيئا في منامك لم تكن تفعله، فقال: "العجب أن ناسا من أمّتي يؤمون البيت لرجل من قريس قد لجأ بالبيت، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف الله بهم"، فقلنا يا رسول الله: إن الطريق قد يجمع الناس. قال: "نعم، فيهم المستبصر والمجبور وابن السبيل يهلكون مهلكا واحدا ويصدرون مصادر شتى يبعثهم الله على نياتهم".
الحديث الثاني:
قال صلى الله عليه وسلم: "يعوذ عائذُ بالبيت فيُبعث إليه بعث فإذا كانوا ببيداء من الأرض خسف الله بهم"
الحديث الثالث:
قال صلى الله عليه وسلم: "سيعوذ بهذا البيت قوم ليست لهم منعة ولا عدد ولا عُدّة يُبعث إليهم جيش حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خُسِف بهم".
الحديث الرابع:
قال صلى الله عليه وسلم: "يُبايع لرجل بين الركن والمقام ...... الحديث". والركن هو الحجر الأسود والمقام هو مقام إبراهيم عليه السلام.
الحديث الخامس:
قال صلى الله عليه وسلم: "جيش من أمتي يجيئون من قِبَل الشام يؤمون البيت لرجل يمنعه الله منهم".
والاحاديث الدالة على ما ذكرنا كثير. ولكن أوردنا منها ما يؤيد المقال.
فما أن يبايع للمهدي بين الركن والمقام من قوم ليست لهم منعة ولا عدة وعدد. فيعوذون بالبيت حتى يُبعِث لهم بجيش من المسلمين ليقاتلوهم ويقضوا عليهم. حتى اذا جاوزوا المدينة بقليل وكانوا قريبا من ذي الحليفة، خسف الله بهم. ولا ينجوا منهم إلا رجل أو رجلان يخبران الناس عن الخسف بذلك الجيش ومن كانوا في الطريق.
وهنا وجب على الجميع مبايعة المهدي. فعلامة ظهوره الأكيدة هي الخسف بذلك الجيش الذي يُبْعَث لقتاله. فمن لم يستطع أن يبايعه وجها لوجه، فاليبايعه بقلبه.
وجاءت الأحاديث تصف حالة الخسف بالجيش مفصلة وكأنك تراه. فأول من يخسف بهم هم من في وسط الجيش (قلب الجيش)، ثم يدب الرعب في الجيش وينادي بعضه بعضا، ثم يخسف بمؤخرة الجيش ثم مقدمته ... ويغوص الجيش في داخل الأرض غوصا.
فما كان هذا الخسف إلا عذابا ونكالاً ونقمة من الله لهذا الجيش.
كما أن هذا الجيش الذي يأتي لقتال المهدي هو جيش مشاة، وفي هذا دلالة واضحة على أن الحرب التحالفية التي تسبق ظهور المهدي (هرمجدون Armageddon ) هي حرب مدمرة تفني معظم الأسلحة الاستراتيجية كالدبابات والصواريخ والطائرات، وإلا لما تكبد هذا الجيش عناء السير على الأقدام في البيداء (الصحراء) من الشام إلى مكة ليقاتلوا المهدي.
ما أن يخسف بجيش العدو في ذي الحليفة حتى يشتهر أمر المهدي ويعلو ذِكْرُه وتأتيه وفود المبايعين من الشرق والغرب تشدُّ على يديه وتعاهده على النصرة وتبايعه على إعلاء كلمة الله تحت شعار إحدى الحسنيين (النصر أو الشهادة). فيجتمع للمهدي جيش من الموحدين لا يجدون وقتاً للراحة والدعة وإنما يخوضون حروباً وملاحم كثيرة تحمرُّ فيها الحدق وتلمع السيوف ويرتفع صهيل الخيل وتبلغ القلوب الحناجر ويرتفع عدد القتلى لدرجة يبلغ معها الدم مبلغاً عظيما فتخوض الخيل فيه خوضاً.
كما أنها ستكون ردة شديدة نسأل الله السلامة والتثبيت.
وبنظرة سريعة على حروب المهدي، نجد أنه سيقاتل العالم أجمع، أو سيقاتله العالم أجمع وذلك في فترة وجيزة لا تتجاوز بضعة عشر شهراً، فيقاتل فيها:
1. مسلمي العرب (جزيرة العرب)
2. مسلمي الشيعة (فارس) أو (إيران).
3. الروم (أمريكا وأوروبا)
4. القسطنطينية (العلمانيين الأتراك)
5. اليهود
6. روما
7. خَوْزاً وكِرْمان (الشيوعيين)
ويكون النصر في كل هذه الحروب لكتائب المهدي عليه السلام.
الترتيب الزمني لحروب المهدي الرئيسية:-
أول حروب المهدي هي غزو جزيرة العرب ثم غزو فارس ثم الروم ثم فتح قسطنطينية ثم اليهود ثم نصارى الغرب (روما) ثم الترك، وهم خوز وكرمان (الصين وروسيا واليابان).
ومن الإجمال إلى التفصيل نقول:
أولاً: الأحاديث الواردة في ذلك:
1. قال صلى الله عليه وسلم: "تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله ثم تغزون فارس فيفتحها الله ثم تغزون الروم فيفتحها الله ثم تغزون الدجّال فيفتحه الله".
2. قال صلى الله عليه وسلم: "عُمْران بيت المقدس خراب يثرب وخراب يثرب خروج الملحمة وخروج الملحمة فتح قسطنطينية وفتح قسطنطينية خروج الدجال".
3. قال صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتُلُهُم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغَرْقَد فإنه من شجر اليهود".
4. قال صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تُقاتِلوا خَوْزاً وكِرْمان من الأعاجم حُمْرُ الوجوه فُطْس الأنوف صغار الأعين كأن وجوههم المجانُ المُطْرقة".
5. سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي المدينتين تفتح أولاً أقسطنطينية أو رومية؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "مدينة هِرَقْل تفتح أولاً". يعني قسطنطينية تفتح قبل رومية.
ثانياً: تفاصيل حروب المهدي عليه السلام:-
الحرب الأولى: غزو جزيرة العرب:
(تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله)
ويكون ذلك في فترة غدر الروم – كما ذكر المقالين السابقين – وتجميعهم الجيوش لقتال المسلمين. فأول جيش يخرج للمهدي – بعد الخسف بالجيش الأول – هو هذا الجيش من المسلمين من جزيرة العرب – وذلك بأن ينشأ رجل من قريش ويكون إسمه السفياني – فيجهز جيشاً ويستعين بأخواله بأخواله من كَلْب (وحدثني بعضهم أن أمراء إحدى دول الخليج ينتمون إلى قبيلة كَلْب والله أعلم). فيسيرون إلى المهدي لقتاله فيهزمهم المهدي شرّ هزيمة ويَغْنَم منهم غنائم عظيمة. وتقول بعض الروايات (والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كَلْب). وبهذه الحرب تُفتَح جزيرة العرب أبوابها للمهدي فيملكها ويبسط سلطانه عليها. فيتحقق قوله صلى الله عليه وسلم: "تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله".
الحرب الثانية: غزو فارس (إيران):
(وتغزون فارس فيفتحها الله)
يخرج جيش من فارس (إيران) وهو من الشيعة الإمامية أو الاثنا عشرية (وتنقسم إلى 18 فرقة وهم الذين ينتظرون خروج مهديهم من السرداب ويدعون أنه محمد بن الحسن العسكري). وهو من أعدى أعداء أهل السنة، يَرْقُبون فيهم إلاً ولا ذمة. فيقاتلون المهدي ويهزمهم شرّ هزيمة، والمهدي لا تهزم له راية. راياته بيضٌ وصفرٌ فيها رقوم (نقوش) وفيها اسم الله الأعظم.
الحرب الثالثة: غزو الروم (أمريكا وأوروبا) وهي (الملحمة الكبرى):
(ثم تغزون الروم فيفتحها الله)
تلك الملحمة الكبرى. وهي من أشد الحروب وأعنفها، تلك التي تنشأ بمجيء الروم بعد تسعة أشهر من معركة (هَرْمَجِدّون) وقد جمعوا ملوك الروم خفية في فترة الغدر. فيأتون في جيش جرّار قوامه حوالي مليون جندي يصفه لنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فيقول: "فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية إثنا عشر ألفاً".
سير المعركة ونتائجها وأين تدور ورحاها:-
روى الامام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بدابِقْ فيخرُج إليهم جيش من المدينة من خيارِ أهل الأرض يومئذ فإذا تصافّوا قالت الروم: خَلّوا بيننا وبين الذين سَبُوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون: لا والله لا نُخَلّي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم فينهزم ثلث (أي يفروا وينسحبوا من المعركة ويخذلوا المسلمين) لا يتوب الله عليهم أبداً، ويُقْتَل ثلث أفضل الشهداء عند الله ويَفْتَح ثلث لا يفتنون أبداً فيفتحون قسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علّقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح (أي الدجّال) قد خَلَفَكُم في أهليكم، فيخرجون – وذلك باطل – فإذا جاءوا الشام خرج، فبينما يُعِدّون للقتال يسوّون الصفوف إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى بن مريم فأمّهم (أي قصدهم وتوجه إليهم) فإذا رآه عدو الله ذاب (أي الدجّال) كما يذوب الملح، فلو تركه لانذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده (أي بيد عيسى عليه السلام بحربته) فيريهم دمه في حربته".
وفي تفصيل أكثر لأحداث تلك المعركة يقول صلى الله عليه وسلم: " ... وتكون عند ذاكم القتال رِدّةٌ شديدة فشترط المسلمون شُرْطَة (أي طائفة تُقَدّم للقتال) للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفئ هؤلاء وهؤلاء كلٌ غير غالب وتفنى الشُرطة. ثم يشترط المسلمون شُرْطَة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفئ هؤلاء وهؤلاء كلٌ غير غالب وتفنى الشُرْطَة. ثم يشترط المسلمون شُرْطَة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يمسوا فيفئ هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشُرْطة. فإذا كان اليوم الرابع، نهد إليهم بقية أهل الإسلام فيجعل الله الدَيَره (الدائرة) عليهم (على الروم) فيُقْتَلون مَقْتَلَةً إما قال: لا يُرى مثلها، وإما قال: لم يُر مثلها. حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم فما يُخَلِّفهم حتى يخرّ ميتا، فيعتاد (يصبحوا) بنو الأب كانوا مائة فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد، فبأي غنيمة يُفْرَح أو أي ميراث يُقَسّم ... الحديث".
ومما سبق من هذين الحديثين الصحيحين يتبين لنا:
1. أن تلك المعركة العنيفة بيننا وبين الروم والتي سمّاها الرسول صلى الله عليه وسلم "الملحمة الكبرى" تدور رحاها في سوريا قريباً من "دمشق" بمكان يسمى الأعماق أو دابِق، ويكون مقر قيادة المهدي في "الغوطة" قرب دمشق.
2. أول شيء يقوله الروم للمسلمين (خَلّوا بيننا وبين الذين سَبوا منا نقاتلهم) وهذا يدل على أن كثير من النصارى سيسلمون بعد معركة (هرمجدون) ويقاتلون مع المهدي في صفوف الملسلمين فيعتبرهم الروم أنهم قد أُسِروا منهم وغدروا بهم فيريد الروم أن يبدأوا بهم انتقاما منهم.
3. ستكون المقتلة عظيمة في نزال متواصل لمدة أربعة أيام لا تهدأ فيها السيوف إلا بليلٍ يحجز بينهم، وبنهاية اليوم الرابع تتمخّض الحرب عن النتائج التالية:
• ينهزم الروم هزيمة منكرة لم يروا مثلها ويُقْتَل منهم أعداد هائلة لا يعلمها إلا الله، فيهلك معظمهم ويجعل الله الدائرة عليهم.
• ينصر الله تعالى عبده (محمد بن عبدالله) بعد أن يلاقي المسلمون شدّة وبلاء عظيما وتبلغ القلوب الحناجر فيفر ثلث جيش المسلمون ويخذلون المسلمين فيخذلهم الله ولا يتوب عليهم أبداً، ويستشهد ثلث الجيش وهؤلاء أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث الباقي لا يفتنون أبداً أولئك أصحاب الجنة.
4. يُسْتَدل بالحديثين أيضاً على أن الحرب ستكون بالخيل والسيوف وذلك:-
a. لنصوص الإحاديث التي تذكر الخيل والسيوف وأنهم (علّقوا سيوفهم بالزيتون).
b. من إمعان النظر في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حتى يحجز بينهم الليل) وقوله (فيريهم دمه في حربته) وهذا لا يكون إلا في حروب الخيل والسيوف والحراب، وإلا فالحروب الحديثة حروب طيارات وصواريخ ودبابات وأقمار صناعية فما كان الليل ليحجزها أو يمنعها. وكلنا يعلم ما حدث في حرب الخليج!!!. وهذا يؤكد لنا ويجزم بأن الكلمة الأخيرة والمسموعة في تلك الحروب والملاحم إنما هي للخيل والسيوف. ولا عجب، فتلك الحرب الدمرة (هرمجدون) ستفني كل الاسلحة الاستراتيجية التي تعتمد على الوقود البترولي والكمبيوترات الحساسة. والله أعلم.
الحرب الرابعة: فتح قسطنطينية:
القسطنطينية هي "الاستانة" أو "اسطانبول" وهي بتركيا. وقد كانت عاصمة الخلافة العثمانية، حتى جاء مصطفى كمال اتاتورك – العميل الاستعماري – فألغى الخلافة الإسلامية في أوائل هذا القرن وارتضى العلمانية بديلاً عنها، فاستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير. فبئس ما فعل. ومن يومها وتركيا في انحسار مستمر عن الإسلام وتعاليمه. وفي انحدار شديد نحو مزالق العلمانية. حتى فاجأت العرب بتحالفها مع أعدائهم اليهود في ابريل 1996، وكان تحالفا يدعم التعاون العسكري والدفاع المشترك بينهما!!!
بل ولم تتورع في أن تسمح لليهود باستخدام مجالها الجوي في مناوراتهم العسكرية!!! وبعد ذلك تلى إعلانها عن مشكلة مياه نهري "دجلة" و "الفرات" أن ليس لجيرانها المسلمين الحق في هذين النهرين، وأن مطالبتهم تعتبر كمطالبة الهنود الحمر بحقهم في الأراضي الأمريكية!!!! ولن نخوض (سياسيا) في هذه المسألة. ولكن نقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
فتح قسطنطينية هو الفتح الذي يخرج على إثره المسيح الدجّال، ولن يكون قتال بالسيف والرمح، ولكن سيتم الفتح بالتهليل والتكبير وذكر الله. لا إله إلا الله، والله أكبر.
روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب في البحر؟ قالوا: نعم يا رسول الله. قال: لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق، فإذا جاءوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ولم يَرْموا بسهم. قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر. فيسقط أحد جانبيها. قال ثور – راوي الحديث - :لا أعلمه إلا قال الذي في البحر ثم يقولوا الثانية لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولوا الثالثة لا إله إلا الله والله أكبر فيُفْرَجُ لهم فيدخلوها، فبينما هم يقتسمون المغانم إذ جاءهم الصريخ فقال: إن الدجّال قد خرج فيتركون كل شئ ويرجعون".
ويلاحظ قوله صلى الله عليه وسلم: "سبعون ألفا من بني اسحاق". وبني إسحاق هم الروم. وهم من سلالة العيص بن اسحاق بن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام. فهم أولاد عم بني إسرائيل وهو يعقوب بن إسحاق (راجع التفاصيل في كتاب الفتن والملاحم لابن كثير).
فبنو إسحاق المذكورين في الحديث هم الروم الذين أسلموا بعد معركة (هرمجدّون).
الحرب الخامسة: قتال اليهود:
وبتعبير أدق، قتال ثلث اليهود. لأن ثلثي اليهود سوف يهلكون في معركة (هرمجدون) لدرجة أن من بقي منهم سيحتاجون إلى سبعة أشهر لدفن جميع الجنود الموتى في تلك المعركة.
وقد جاء ذلك في سفر حزقيال (وستمر سبعة أشهر حتى يتمكن بيت إسرائيل من دفنهم قبل أن ينظفوا الأرض).
وتفصيل ذلك أن اليهود ينتظرون مجئ مسيحهم المخلص أو ملكهم العبقري الذي سيخلصهم من تلك الأمم الفاسدة (حسب زعمهم) كما أنهم يعتقدون أنه أنه لن يخرج حتى يُعدوا له (ببناء الهيكل والتابوت .. الخ) وأن ذلك في غضون العام 2000م. وكلنا رأينا احتفالاتهم في جبل مجيدو بفلسطين في رأس سنة 2000م. ولكن كذبهم الله ولعنهم!!!!
فعندما يخرج الدجّال ويسيح في الأرض أربعين يوما، يوما كسنة ويوماً كشهر ويوماً كجمعة وباقي أيامه كأيامنا هذه (سنفصل ذلك في مقال آخر عن الدجّال)، فينزل عيسى ابن مريم عليه السلام من السماء فيقتل الدجّال فينهزم (يفر) حينئذ أتباعه وكلهم من اليهود ويختبئون من المسلمين وراء الشجر والحجر فلا يمهلهم الشجر ولا الحجر وتدل عليهم وتوشي بهم وكأنها قد ضجت من ريح كفرهم النتن وقتلهم الأنبياء بغير حق وأيديهم الملطخة بدماء الأبرياء والولدان والشيوخ والنساء في بحر البقر ودير ياسين وقانا والآن كل يوم في فلسطين نشاهد إجرامهم وبغيهم.
عندها ينادي الحجر والشجر ويقول بصوت مسموع: يا مسلم يا عبدالله ياموحد هذا يهودي مختبئ خلفي فتعال فاقتله، إلا مايكون من شجر اليهود. سبحان الله!!!
ونقول لهؤلاء اليهود الملاعين، إخوة القردة والخنازير: ابنوا من المستوطنات ماستطعتم، واجتمعوا كما شئتم، وانقضوا العهود والمواثيق كما يحلو لكم. فإن شبح النهاية المخيفة المريرة القريبة قد أحاط بكم وأطبق عليكم. وصدق الله العظيم إذ يقول: " ... فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا".
حروب أخرى للمهدي:
سيقاتل المهدي بعد ذلك من بقي على ظهر الأرض من الكفار، لأن عيسى عليه السلام سينزل فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية فلا يقبل إلا الإسلام أو السيف. وغالبا ستكون حروب سهلة فيفتتحون رومية (روما عاصمة إيطاليا). ثم يقاتلون خوزا وكرمان ويُسَمّوْن أيضاً (الترك) وهم أبناء عم يأجوج ومأجوج وفي أيامنا هم الصين وروسيا واليابان ومنغوليا ومن على شاكلتهم.
فقد وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفا دقيقا وكأنه رآهم، حيث قال: "تقاتلون خَوْزاً وكِرْمان من الأعاجم حُمر الوجوه فطس الأنوف صغار الأعين عراض الوجوه كأن وجوههم المجانْ المطرقة (أي التروس المستديرة) ينتعلون الشّعْر ويلبسون الشَّعْر".
ويتحقق عندئذ وعد الله الذي لا يخلف وعده بأن يعم الإسلام أرجاء المعمورة كلها وتهلك المِلَلْ كلها إلا الإسلام ويُقطَع دابر الذين كفروا.
فقال تعالى: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليُظْهِرَهُ على الدين كله ولو كره المشركون)
وقال صلى الله عليه وسلم: "ليَبْلُغَنَّ هذا الأمر مابلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مَدَر ولا وَبَر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يُعِزُّ الله دين الأسلام وذُلاًّ يُذِلُّ به الكفر"
هذا والحمد لله رب العالمين.
