لماذا تصر أميركا على اعتقال مقاتلي القاعدة خارج الأراضي الأميركية ؟ ...

ذكرت مصادر أميركية من البنتاجون أنه بدأ اليوم إرسال مئات من الجنود الأميركيين إلى القاعدة البحرية في جوانتانامو ، للمشاركة في إعداد سجن كبير يخصص لاعتقال مقاتلي القاعدة و طالبان الذين يتم أسرهم من أفغانستان أو باكستان ، و توقعت مصادر أميركية أن تصل أول مجموعة من الأسرى إلى السجن الجديد خلال عشرة أيام ، و كانت المصادر الأميركية تدعي أنها تحتجز حاليا في أماكن متفرقة من أفغانستان ما يقارب مائتين و خمسين أسيرا من القاعدة و طالبان ، و هو ما نفته مصادر من جركة طالبان و قالت أن العدد اقل من ذلك بكثير ...

و لم تعلن الإدارة الأميركية عن السبب الذي من أجله قررت لأول مرة ان تعتقل مطلوبين لديها خارج الأراضي الأميركية ، و لكن يقول بعض المحللين أن الأسباب المحتملة لاتخاذ هذا القرار قد لا تخرج عن احتمالين : الأول : أن الإدارة لا تريد أن تجعل من الأراضي الأميركية هدفا للانتقام أو عمليات خاصة تهدف إلى تحرير بعض الأسرى ، ، كما ان المكان الجديد يمكن الدفاع عنه بسهولة ضد أي محاولات لتهريب الأسرى ، و يكفي بعده عن بؤرة الأحداث في أفغانستان ، و الثاني : أن الإدارة تريد إبعاد عمليات التحقيق و التعذيب المتوقعة لهؤلاء بغرض الحصول على كافة ما لديهم من معلومات ، عن أعين وسائل الإعلام التي يمكن أن تسبب لها حرجا دوليا إذا ما تم إثبات ممارسة التعذيب ، و إذا ما أضيف لذلك أنه لا يوجد – للأسف – دولة تطالب أميركا بتسليمها رعاياها المعتقلين ، فإن الانفراد الأميركي بهؤلاء في ذلك المكان المنعزل يصبح أمرا حقيقيا ، أضف إلى ذلك أن الابتعاد عن الأراضي الأميركية يجعل التعامل مع هؤلاء يتم بدون أي قيود قانونية ، او ضغوط من جاليات إسلامية ، أو هيئات حقوقية أو مدنية ، و هو أمر يتناغم مع قرار الرئيس الأميركي بإنشاء المحاكم العسكرية ، لمعاقبة " الإرهابيين الأجانب " ، و هو ما يبين بوضوح النوايا الأميركية تجاه من تقوم بإرسالهم إلى منفى جوناتنامو .