غــــَـزّة ، و حروفٌ مِدَادُها الدموع!
بِسْمِ اللـَّهِ الرَّحـْمـَنِ الرَّحِـيمِ
السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُه
http://www.mazenelsersawy.com/im/Gaza.gif
الدموع أحدُ مظاهرِ المشاعرِ الإنسانية ، و هي تنجمُ عن سيطرةِ شعورٍ جارفٍ على صاحبها حتى يطغَى هذا الشعورُ على الإرادة ، بل ربما صارَ هو الإرادةُ ذاتُها
مع حروفٍ مدادُها الدّموع
.
أرجو - فضلاً لا أمراً - أن يظلَّ الموضوع للمشاهدة فقط دون ردود ، إذ سأقومُ بتحديثه دورياً إن شاءَ الله
.
نـصْـرٌ بـيـنَ حِـصَـارَيـْن
http://www1.picturepush.com/photo/a/...houghts/Gz.jpg
نـصْـرٌ بـيـنَ حِـصَـارَيـْن
في الشِّعبِ كانَ لنا حصارُ محمَّدِ .. رمزاً و كانَ بدايةً للسُّؤدَدِ
كتبَ العدوُّ وثيقةَ الغدرِ التي .. لم يرعَ كاتبُها مكانَ المسجدِ
في كعبةِ اللهِ الشَّريفةِ عُلِّقتْ .. و اشتدَ ظلمُ القاتلِ المتَعَمِّدِ
في الشِّعبِ كانَ حصارُ أشرفَ مُرسَلٍ .. و الأقربينَ لهُ و كلَّ موحِّدِ
طالَ الحصارُ بهم فلم يستسلموا .. وتعلَّقوا بالخالقِ المتفردِ
تركوا طغاةَ الكفرِ خلفَ ظهورهم .. يتنافسونَ على طبيعةِ جَلْمَدِ
و سَمَوا بأفئدةٍ تَعَلَّقَ نبضُها .. باللهِ إنَّ اللهَ أعظمُ مُنْجِدِ
كانَ الحصارُ تقدُّماً و تألُّقاً .. وسُمُوَّ روحِ المؤمنِ المتعبِّدِ
كانَ الطَّريقَ إلى الشُّموخِ لأنَّهُ .. ملأَ النُّفوسَ بعزمها المتجددِ
كانت معاناةُ الحبيبِ وصحبهِ .. لغةَ الصُّمودِ ودرسَ من لم يصمدِ
كانت بدايةَ رحلةٍ نحوَ العُلا .. بالرَّغمِ من جورِ الحصارِ الأسودِ
طالَ الحصارُ و جذوةُ الإيمانِ في .. قلبِ الحبيبِ وصحبهِ لم تخمُدِ
رفعوا أياديَهُم إلى اللهِ الذي .. يرعى ويحفظُ كلَّ داعٍ مرشِدِ
فإذا بليلِ الكفرِ ينكرُ نَفْسَهُ .. لمَّا رأى فجرَ اليقينِ منَ الغدِ
اللَّيلُ مهزومٌ أمامَ نهارنا .. و الشَّمسُ أقوى من ضياءِ الفَرْقَدِ
والحقُّ أكبرُ من جحافلِ باطلٍ .. تمضي بوهمِ مُنَصِّرٍ ومُهَوِّدِ
مَنْ ذَا يُسَاوِي بينَ عزِّ نخيلنا .. و شموخهِ العالي وبينَ الغرقدِ
مَنْ ذَا يساوي بينَ نارٍ أُجِّجَتْ .. و زُبَالَةٍ من جَذْوَةٍ في موقدِ
هذا حصارُ الشِّعبِ كانَ تألُّقاً .. و حصارُ غزَّةَ صورةٌ لم تبعدِ
ظلمٌ لمن قالوا نريدُ حكومةً .. فيها بأحكامِ الشَّريعةِ نهتدِي
ظلمٌ لأطفالٍ صغارٍ أصبحوا .. يتشوقونَ لشمعةٍ لم توقدِ
ظلمٌ لمرضى صارَ رجعُ أنينهم .. لو يفهمُ الأعداءُ صوتَ توعُّدِ
ظلمٌ لشيخٍ مرَّ شهرٌ كاملٌ .. لم يلقَ كرسياً ولم يتوسَّدِ
ظلمٌ و صمتُ المسلمينَ حكايةٌ .. سوداءُ تخبرنا بسوءِ المشهدِ
أَنَّى يقومُ العدلُ في الأرضِ التي .. تشكو مكابرةَ العدوِّ الأنكدِ
تشكو انحرافَ النَّاسِ عن سننِ الهدى .. وضلالَ سعيِ الفاسقِ المتمردِ
لكأنَّني بالأرضِ تطحنُ نفسها .. لمَّا تشاهدُ جورَ هذا المعتدِي
و كأنَّني بالأرضِ غاضبةً على .. مليارِنا المتثاقلِ المتردِّدِ
و كأنَّني بالأرضِ تنكرُ ما ترى .. من هيئةِ الأممِ التي لم ترشُدِ
من مجلسِ الخوفِ المقيَّدِ بالهوى .. و النقضِ حتَّى صارَ غيرَ مسدَّدِ
لا خيرَ في دولٍ تنامُ قريرةً .. و عيونُ غزَّةَ في الأسى , لم ترقدِ
يا غزَّةَ الأبطالِ صبرُكِ إنَّني .. لأرى انبلاجَ الفجرِ أقربَ موعدِ
و أرى صمودَكِ لوحةً معروضةً .. في الأفْقِ ترسمُ قدوةً للمقتدِي
هذا الحصارُ وثيقةٌ مكتوبةٌ .. بمدادِ إصرارٍ و أحرُفِ عَسْجَدِ
و الله إنِّي أبصرُ الفجرَ الذي .. مازالَ يعلنُهُ أذانُ المسجدِ
.
شاعرُ الأمة / عبد الرحمن بن صالح العشماوي
.