و تحققت النظرية !..
و تحققت النظرية !..
* لكن هذه المرة ليس الغرب فقط... بل حتى العرب (بالعين) !.. *
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله حمدا كثيرا، طيبا، مباركا فيه أن هدانا لهذا الدين، و كفى بها نعمة. و الصلاة و السلام على رسول الإسلام.. الأمير، الإمام، محمد بن عبد الله.
أحييكم يا أحبتي في الله بالتحية التي علمها لنا أسوتنا الحسنة، صلى الله عليه و سلم، ألا و هي.. السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
* * *
لا شك أنكم رأيتم نماذجا من أولئك الذين يبتسمون في ذكاء و هم يتحدثون عن غباء (المسلمين) و فلسفة (عقلية القطيع) التي يتبعونها في تصديق أي شيء و كل شيء !..
و لا شك أنكم قرأتم لمن يكتب بعبارات منمقة و مصطلحات فخمة عن (نظرية المؤامرة) التي يتوهمها المسلمون و يثرثرون حولها ليل، نهار.. و كيف يهمس البعض للبعض عن الغرب الشرير و أمريكا (بنت الكلب).. ثم يختمون جملهم الاستنكارية بعلامات تعجب و استفهام بمعنى (يا له من عجب عُجاب !)..
بل أصبح هذا مملا.. و بات كل كاتب يرجو احترام القراء و تقديرهم يكتب حول تفاهة (نظرية المؤامرة) هذه و حول تخلف ((الإسلاميين))، و هذه عبارة غريبة أخرى تحتاج كلاما طويلا !..
حسن.. أين أنتم يا من صدّعتم رؤوسنا بهذا الكلام ؟.. هيهووو !.. هل يسمعني أحدكم ؟؟.. أين ذهبتم ؟..
اليوم قد رأت كل عين المشهد المروّع، الصادم على شاشات التلفاز.. مشهد الحقيقة !.. و المضحك/المبكي أن هذه الحقيقة أبعد مما كنتم تُكذّبون بالأمس.. فليس الغرب من يتآمر على المسلمين فقط، بل حتى العرب (بالعين) كذلك !..
لابد أن المفاجأة ألجمت أفواههم الواسعة !..
لكن غريب حقا تصرفهم هذا !.. و كم يحتاج إلى تحليل نفسي معمّق !.. لماذا يُهاجمون (الإسلاميين) بهذا العنف ؟.. أعتقد أنهم ينطلقون من مبدأ ( نحن في الضفة الأخرى، إذن لابد أن نكرهكم يا من لستم معنا !)..
هم يكرهون (السلفيين) أو (أسود السنة) كما أحب أن أسميهم.. أولئك الذين يموتون شغفا للقاء الحبيب المصطفى، عليه صلوات ربي و سلامه، فيهرعون إلى تطبيق كل حرف قاله، صلى الله عليه و سلم، و كل فعل قام به.. أولئك الذين هم في معزل عن الغرب و كلام الغرب و لباس الغرب و رأي الغرب.. أولئك الذين اختاروا كلام الله و رسوله و جعلوه (على الرّاس و العين) و لم يسمحوا لآرائهم الشخصية أو آراء من يحيطون بهم أو حتى آراء بعض الشواذ من (الشيوخ) بإفساد أوامر دينهم.. أولئك.. أولئك الذين أعدوا العدّة و تزوّدوا بالزاد و انطلقوا مهاجرين.. إلى الجنة.. غير عابئين بالنباح من ورائهم.
هم.. و ما أوسع (هم) هذه !.. إذ يمكنك استبدالها بـ(العلمانيون) أو (المتأمركون) أو (العرب الصهاينة) أو (المنافقون) و كثير من هذه الألقاب المقززة !.. يخشون (أسود السنة) كالطاعون فينسبون لهم كل شر و كل سوء و كل خطأ و ينعتونهم بالعصبية و كره الآخر و التكفير و الإرهاب.. مع أنهم يعلمون أن هذه أوصاف جماعة محدودة الأفراد كما يعلمون أن كل دين في العالم تخرج عنه جماعات صغيرة متطرفة.. يعلمون هذا جيدا، لكنهم لا يتورّعون من نسب كل التهم الممكنة و غير الممكنة لكل ذي لحية و لكل من قرر اتباع طريق المصطفى الصادق، الأمين.. و يهدفون من وراء هذا كله إلى تشويه سمعة المذهب الحقيقي (مذهب أهل السنة و الجماعة) وسط كل مذاهب البدعة و الميوعة و الضلال و يبغون بث الرعب و التقزز في قلب كل شاب يسمع عنه أو تدعوه فطرته السليمة إلى اتباعه..
لكن الواقع عكس هذا كما تعلمون، فأسود السنة أو السلفيون ليسوا عصبيين و لا نازيين، فدين الإسلام و طريق الالتزام لا يسأل عن جنس و لا يختار لونا و من أراده يمكنه الدخول فيه مباشرة و دون تعقيدات من أي نوع !..
من هنا تبدو (نظرية المؤامرة) معكوسة تماما !.. فـ(هم) من يعتنقونها بشكل أعمى و لا يكفون عن الاعتقاد بأن السلفيين يتآمرون عليهم و يحيكون لهم المصائد آناء الليل و أطراف النهار.. و لعمري، هذا لأنهم فشلوا في اتباع الحق و صعُب عليهم لأنهم أهل الشهوات و عاشقي الدنيا فقرروا مهاجمة أهل الحق.. و بلا هوادة !..
على فكرة.. أنا لا أتحدث هنا عن مذهب غريب و لا أدعو إلى دين جديد.. إنما هو دين الإسلام.. دين (لا إله إلا الله/محمد رسول الله)، و إنما تعمدت استعمال لفظ (السلفية) لأميز بين أهل الحق و أهل الباطل و النفاق.. فقد اختلطت الأمور اليوم و بات هناك من يعتقد أن الإسلام (في القلب) فقط و آخر يؤكد أنه مسلم لكنه لا يطبق تعاليم الإسلام و (ربنا غفور رحيم) !.. و ثالث يعلن انتسابه (الدموي) للإسلام !.. فلم أعد أرى من هم على نهج السلف الصالح الذين يطبقون السنة بحذافيرها و يعضون عليها بالنواجد إلا من يُصطلح على تسميتهم بـ(السلفيين)..
هذا و تستمر المعركة على كل الجبهات.. على صفحات الجرائد و داخل أقسام المنتديات و على شاشات التلفاز و في أروقة الجامعات بين العلمانيين و ما ندر من (السلفيين) الأبطال.. فما هي النظرية القادمة التي سيخترعها بنو علمان يا ترى ؟..
رفعت خالد.
