اجتماع - قصة قصيرة

اجتماع


" قمنا نحن فقراء المدينة بتكوين أولى مجالسنا التي ستتضمن آخر أخبار وفضائح سادة المدينة والسخرية منهم "، انهال الحضور بالتصفيق بطريقة همجية ليعود المتحدث مرّة أخرى " أعزائي .. إخوتي .. بعدما شاهدت الفضيحة الكبرى للسيدة البدينة التي تقطن بالبيت الرمادي الملتّف بشجر اللبلاب وهي تحمم ابنتها الجميلة، قررت أن أجعل تلك الفضيحة صدر مجلسنا وفضيحة الأسبوع "، يعود التصفيق مرة أخرى وعلى الوجوه رغبة التطلع وقد نسوا حالهم ومكانتهم بين طبقات المجتمع، " كشفت حقيقة تلك الفتاة التي يؤمن الجميع بسحر جمالها فوجدت بجسدها عيوبًا خلقية تجعل سعدون المتشرد أجمل منها "، تهللت الوجوه وأطلقت الأفواه ضجيجًا هجميًا يسمى ( ضحكات ) وتكلم كل من لم يغلبه الضحك ( كنت سأتزوجكِ حبيبتي ) .. ( كذبتِ عليّ ) .. ( خائنة ) وظلّوا في نوبة من الضحك المستمر، ثم يعود المتحدث للكلام عبر شيء غريب مصنوع من معدن أغرب وأمامه صندوق قمامة ممزق موضوع بالطريقة الخاطئة وعليه بعض الكتب التي لا يعرف أحد عما كانت عربية أو هندية، " إخوتي .. " ثم تسود حالة صمت كلحظة صمت في جنازة الرئيس رغم عدد الحضور، يقطع الاجتماع سيارة فاتنة من أحدث طراز وقبل خروج أية رأس من السيارة هلع الجميع وهربوا وصرخ أخيرهم وأشجعهم ( اجتماع .. مجرد اجتماع )، رغم وصول الكلمات لأذني الرأس الخارجة من السيارة فلم يهتم لها ولم يحاول تحليلها أو ترجمتها، واكتفى بإشعال سيجارة بثمن ملابس كل من كانوا بالاجتماع .. ( أوباش مزعجون ) ..


تمت في 25 / 1 / 2009
نشرت في 2 / 2 / 2009

جميل موقف القصة المختزل، المعبر و رغم بعض الأخطاء و غياب المحسنات البديعية أصفق احتراما لك.. واصل.