الجينوم البشري.. نعمة أو نقمة

في ظل عصر جديد من البحث العلمي نشرت في 12/2/2001 أول حلقة تفصيلية لخريطة الجينات البشرية المعروفة باسم "الجينوم البشري" وتصف جميع الجينات التي تحكم جسم الإنسان وتحدد صفاته البدنية والنفسية.
والخريطة الجديدة أطلس وراثي للإنسان، وهو أحد أهم الاكتشافات العلمية في تاريخ الطب والتكنولوجيا. وقد شارك في إنجازها أكثر من 1600 من العلماء من 16 دولة، واستغرق العمل فيها أكثر من عشر سنوات، ويظهر وضع التسلسل لنحو 3.1 مليارات حرف من الحامض النووي أن البشر يتألفون من عدد من الجينات يتراوح بين 30 إلى 40 ألف جين. وأوضح العلماء أن تحديد جميع الجينات ووظيفتها سيبشر بعصر جديد في العلوم والطب، وسيوسع المعرفة البشرية ويسرع من التشخيص والعلاج والوقاية الفعالة من الأمراض.
فهل يمكن للبلدان النامية أن تستفيد من هذا المشروع في فهم الأسباب التي تجعل شعوبها أكثر عرضة لأنواع معينة من الأمراض؟ وهل ستكون أمراض هذه الدول في أولويات الباحثين في العالم الصناعي المتطور؟
هل سيكون هذا الاكتشاف سببا للتمييز بين العاملين بحيث يمكّن أصحاب العمل من رفض الأشخاص المعرضين للأمراض أو حرمانهم من العلاوات أو من العمل في الخارج، أو يدفع شركات التأمين للامتناع عن بيع بوليصات التأمين لهم؟
المصدرقناة الجزيرة