بين حبـة وحبـة ... مصيبة ونكبة !

بين حبة وحبة ... مصيبة ونكبة !



ربما أصبحت صورة الرجال الأشداء ذوو البأس والأقدام و ( الخشونة ) والسخونة ... صورة من تراثنا الغالي المسـرّ والذاهب للأندثار حتما ، أو على الأقل قد ثلمت تلك الصورة نتيجة عوامل ( التعرية ) وانحسار المساحات الخصبة وزحف الرمال و ( السـخام ) على وجوهنا ووجوه اللي خلـّفونا ، وربما حتى وجوه خيولنا وأباعرنا و ( غزلاننا ) المسكينات

أقول قولي هذا بعد الأستغفار من التواب الرحيم ، وبعد التمعن بعمق بظاهرة ال ( فياغرا ) التي أنتشرت في مناطقنا الشرق أوسطية أنتشار النار في الهشيم بسرعة ضوئية لم يحضى بها حتى خبر ضرب المنتصر بالله منتظر الزيدي للرئيس المتقاعد الأملط مستر بووش عجل الله أخذه

الملاحظ لكل ذي صلة أو لكل مشترك بنادي محبي تلك الحبة السحرية المباركة وما أكثر عددهم وهول حجمهم ، أنه ومنذ احتلال أرض الرافدين من قبل صانعوا ومسوقوا تلك ( البرشامة ) مرورا بضرب لبنان العربي ومن بعده أزمة أسواق الأسهم والبنوك الوبائية وانتهاء بمجزرة غزة العز ... أن مفعولها بدأ يتلاشى وأن تأثيرها ومزاياها ( المفرحه ) أصبحت أكذوبة ما بعدها أكذوبة وأصبحت لكل مجرّب ومطـّلع وذو صلة وهم كبير كما جاء بقول مطربنا الرائع سعدون جابر عندما قال ... مثل اليِلم بالماي ... يرد كفـّه خالي ... يا عيني

لكن المتفائلون كثر والحمد لله ، والذين لم تثنيهم تلك العوامل عن البحث عن الأسباب والتوصل الى الحلول ووضع الخطط والدراسات وأجراء المسابقات والفعاليات والمهرجانات التي ستسوق حتما الى ما يتوصلون اليه من أخبار سارة على مسامع كل ( فحل ) ، في المنطقة والمناطق المجاورة ... وهو ما حصل فعلا

حيث تمت دعوة أكبر عدد من المستفيدين من صولات وجولات تلك الحبة مع الأخذ بنظر الأعتبار السماح بأشتراك الأعضاء المسجلين في أقسام ( نصف ) حبة وكذلك ممن ( يشـمـّوها ) فقط ... وبعد أيام وأيام من المداولات و ( البلع ) واجراء الممارسات النظرية والعملية توصل المجتمعون الى ما يلي

يمنع منعا باتا عند البلع مشاهدة قنوات الأخبار وصور القتلى وأخبار ضحايا ومجازر أمة العرب ... كما يمنع وبشكل فوري التطرق في منتصف أي حديث ( حميم ) الى ازمة الركود الأقتصادي العالمي ونتائجها المجهولة لحد الآن للجميع ... والتركيز على البلع في يوم قبض ( المهيـّة ) أو اليوم الذي يليه حصرا ... والأبتعاد قدر الأمكان عن الصناعات المشابهة خصوصا الأيرانية والأفغانية لأنعكاس تأثيرها على نواحي أخرى ليس لها علاقة بالموضوع والألتزام بأخذ الحبوب من مصدرها العالمي الأصلي المعروف ... وقد فضل المؤتمرون ووجهوا بأنه من الأحسن أن يتم الأستماع الى قنوات الأغاني الكريمة بعد ساعة من بداية المفعول والتركيز على أغاني طيبات الذكر أليسا والعجرمية نانسي فقط ... وأذا كان من الممكن عدم الأكتفاء بسماع الأغاني بل مشاهدة ( كلمات ) تلك الأغاني أيضا

مراسل قناة آر بي جي سفن الفضائية لم يقتنع بهذه التوصيات ... ووجه سؤالا محرجا للناطق الرسمي لمؤتمر الفياغرا الأقليمي ورئيس الجمعية ، طالبا التصريح بالغايات الحقيقية من كل ما جاء في البيان الختامي ... أجابه السيد الناطق حفظه الله وأدام ظله ... يشهد الله علينا أن ما جئنا به ليس لغايات شخصية أو مقاصد ضيقة وانما لأهداف منظورة وبعيدة ومن أهمها أتخاذ الأجراءات الكفيلة بزيادة المواليد الجدد وسرعة النمو السكاني بعد أن ظهر واضح للعيان أن معظم معاركنا في السنين الأخيرة قد كانت نتائجها كل خمسة قتلى من العدو يقابلها عشرة آلاف شهيد وجريح من أبنائنا المساكين ... وليخسأ الخاسئون