نقاش الروح و الجسد...."الجزء الاول"

نقاش الروح و الجسد....
http://www.montada.com/picture.php?a...pictureid=7208

الجسد : أيا روح أرشيديني..فقد كثر علي اللغط و ظللت الطريق...

الروح : إني لك ناصحة..وكم نصحت غير ذي مرة ولا من معتبر..

الجسد : مرتي هاته أتوب فيها..وإن عدت ففارقني..

الروح : إنك عائد و إني مفارقتك..و لكن بقدر و أجل مسمى..

الجسد : قد مللت العصيان..قد أشربت مرارا ظنكة..

الروح : اعلم رحمك الله...
ان لا أضر على الناس من الناس..و لن تجد أضر عليك منهم ما حييت..إن مدح الناس لك، كرجل وضع بعر في يده فقبظ عليها كفه فقال له الناس : إن بيدك تمرة.قال: لا، قالوا بل بيدك تمرة. ولازالوا عليه حتى صدقهم فأكلها...
و ذاك مثل من أصغت أذنه لمدح الناس، و إن علم أنهم لكاذبون..
إن مدحوك غررت، فهويت و كل مغرور خاسر، و إن ذموك أرقوك و عذبوك، فلا تكن إمعة لك أذن لهم..فالزم الكتمان عبد الله و احفظ لسانك تقي نفسك..
إن عبدت الله فتنوك، و إن عاهدوك خانوك، و إن اطمئننت لهم غذروك..

الجسد : صدقت..يا روح من أين لي بالحكمة؟..

الروح : اعلم رحمك الله...
أن الحكمة لا تتعلم من الكتب و لا المجالس و لا المشايخ و لا المواعظ....و إنما تنال من مواقف الحياة..فكن وقافا عد الابتلاء متدبرا لحالك متفكرا في مآلك مقيدا لخواطرك بقلمك...

الجسد : صدقت ...يا روح.. كيف يطغى الجسد على الروح؟

الروح : اعلم رحمك الله...
أن من النساء ما إن نظرت في مرآة فوجدت حسنها و جمالها قالت : أنى تذل هاته؟... فيذلها الله لما تألهت عليه..
و أن من الرجال..ما إن نظر في المرآة فوجد مرتبته و منزلته قال : أنى يذل الله هذا؟ ...فيفقره الله لما تأله عليه..
فلا يغرنك طيب العيش..و دفىء الفراش و وقار الناس و عافية البدن..قال الحق سبحانه : "و تلك الايام نداولها بين الناس"
و إن حدثتك نفسك منشدة : أنى يجوع هذا و يفتقر أنى يذل هذا و يحتقر
فقل لها لو شاء الله لذهب بك و جاء بقوم آخرين يحبهم و يحبونه و ما ذاك على الله بعزيز..

الجسد : صدقت...و كيف لي بالتواضع؟

الروح : إن قارون لما سئل عن ملكه من اين له به قال "إنما أوتيته عن علم"...فابتلعته الارض.. فلا تقلن عن مقام بلغته..انما اكتسبته عن سهر الليالي و ابتغاء المعالي و تحصيل العلم و مجابهة الظلم..بل قل كما قال ذو القرنين لما صمم أعظم سد في تاريخ بني ادم "قال هذا رحمة من ربي"..
و انسب الفضل لاهله..

الجسد :صدقت...و القناعة ؟

الروح :اعلم رحمك الله...
أن الحبيب صلى الله عليه و سلم...كان إذا وضع الطعام إن أحب أكل و إن كره ترك... فلا تكن سبابا او لعانا او متأففا من نعم الله عليك..وظيفة او دراسة او زوجا او صحة او مالا.. فتزول عنك فتعود محصورا مذموما..

الجسد : صدقت ...و الرضى؟

الروح : أن تعلم أن تدبير الله عز وجل للعبد من تدبير العبد لنفسه...ولة انك اطلعت الغيب لوجدت ما فعل ربك خيرا... و أن الله ليكره عبده على الابتلاء،مغفرة للذنوب و تصحيحا للعيوب كما يكره اهل المريض مريضهم على الدواء و يقولون : ذق إن عاقبته خيرا...

الجسد : صدقت..يا روح إسألي لي الهداية؟

الروح : اعلم رحمك الله..

انك اذا سألت العبد يغضب و الله إن لم تسأله يغضب...و ان الله لا يعجل لعجلة العباد..فالاستجابة لا يختار ساعتها العباد و انما رب العباد...
و كم من مفتون بنعم الله عليه و كرمه عليه مغرور باستجابة الله له فرح بستر الله عليه..
فان الله قد يستجيب لعبد لا لكرامته عليه...و لكن ليطرده من بابه لذميم خلقه و سوء صنيعه و سقوطه من عينه فيظن العبد انه كريم عند الله و ذاك من الغرور..
و انك ما استجيب لك و انت قائم على المعصية فذاك من استدراج الله لك.

يتبع

اقتباس:

---

الجسد : أيا روح أرشيديني..فقد كثر علي اللغط و ظللت الطريق...

الروح : إني لك ناصحة..وكم نصحت غير ذي مرة ولا من معتبر..

الجسد : مرتي هاته أتوب فيها..وإن عدت ففارقني..

الروح : إنك عائد و إني مفارقتك..و لكن بقدر و أجل مسمى..

---

تحيرني مواضيعك أخي طه ...
هل هي فلسفة أو حكمة أو منطق أو خواطر أو جنون ...
حوارات ... قصة واقعية ... نثر ... بوح ... فضفضة ...
لا شك أنها ... خليط من هذا و ذاك في شيء واحد ... ربما ... دوامة (:

...
سؤال خطر في بالي للتو
بماذا ... تشعر وأنت تكتب ... بالصداع ؟ < P:

...
لا أنكر أن هذا الأسلوب يشدني لدرجة كبيرة ...
ربما لدرجة أنني أعجز عن التجاوب ...
فأكتفي بالقراءة مرة بعد مرة ... والتفكير بالكلمات و فهمها في كل مرة ...
و في كل مرة ... لا أجد رداً ... فليعذرني هذا الإبداع ... عن إعطائه حقه ... (:


بانتظار التتمة ...

طبعاً ...!


تحياتي (:

اقتباس:

---

تحيرني مواضيعك أخي طه ...
هل هي فلسفة أو حكمة أو منطق أو خواطر أو جنون ...
حوارات ... قصة واقعية ... نثر ... بوح ... فضفضة ...
لا شك أنها ... خليط من هذا و ذاك في شيء واحد ... ربما ... دوامة (:

...
سؤال خطر في بالي للتو
بماذا ... تشعر وأنت تكتب ... بالصداع ؟ < P:

...
لا أنكر أن هذا الأسلوب يشدني لدرجة كبيرة ...
ربما لدرجة أنني أعجز عن التجاوب ...
فأكتفي بالقراءة مرة بعد مرة ... والتفكير بالكلمات و فهمها في كل مرة ...
و في كل مرة ... لا أجد رداً ... فليعذرني هذا الإبداع ... عن إعطائه حقه ... (:


بانتظار التتمة ...

طبعاً ...!


تحياتي

---

سلام عليكم اختي شجون العين.... الحقيقة يحيرني أكثر اخلاصك للادب...
ما كنت اظن أحدا سيقرأ الموضوع...
طويل ....
لكني احب ان اكتب شيئا ننتفع به..
ثم لقد احرجتني بهذا المدح...الذي لست بعد في مقامه..
كيف اشكر لك اهتمامك....الشكر قليل..
اسأل الله ان يجعلك من الناجين يوم الحشر..و من السبعة في ظل الرحمن..
و ان يكتب لك اخلاصك في ميزان حسناتك...
انه سميع مجيب...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-
خليط متوازن يجمع عدة مناحي في الأدب ( حواري استبياني ) للوصول إلى الهدف
وهي لاتعتبر محاكاة بين شئ ملموس والثاني مفترض
بل في وجود الإثنين معا في الواقع .. ودمجهما في أسلوب معين للوصول للحكمة من تساؤلات وأجوبة والإستدلال بقصص أو نواحي دينية دالة يعلمها الكثيرون لكنهم بحاجة لتذكيرهم بها
وهذا النهج الأدبي في طرحه من أسهل وأجمل الطرق للهداية والوصول إلى الغاية منه والعودة لمحاسبة النفس فجزاك الله خيرا
-
شكرا على هذا الموضوع الرائع والغني فعلا
وبانتظار الأجزاء الأخرى

تحياتي
,,,,,,,,,,,,,,,,
,,

يا سلام أخي طه كلام جميل وفيه الفائدة الكبيرة و ارجو ان يقرأه بتمعن الكثير من القارئين .
كما دائما ابداع جميل ومبهر!!!!!

اقتباس:

---

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-
خليط متوازن يجمع عدة مناحي في الأدب ( حواري استبياني ) للوصول إلى الهدف
وهي لاتعتبر محاكاة بين شئ ملموس والثاني مفترض
بل في وجود الإثنين معا في الواقع .. ودمجهما في أسلوب معين للوصول للحكمة من تساؤلات وأجوبة والإستدلال بقصص أو نواحي دينية دالة يعلمها الكثيرون لكنهم بحاجة لتذكيرهم بها
وهذا النهج الأدبي في طرحه من أسهل وأجمل الطرق للهداية والوصول إلى الغاية منه والعودة لمحاسبة النفس فجزاك الله خيرا
-
شكرا على هذا الموضوع الرائع والغني فعلا
وبانتظار الأجزاء الأخرى

تحياتي

---

٠أخي سيد الكلمة٠٠كعادتك ردودك أقف لها احتراما٠٠
لم أحمل هم الاسلوب ٠٠ بقدر الغاية من النص٠٠
لأني تخيلت أن بإمكاننا قراءة نص طبيعته ثقيلة على طبع بعضنا٠٠
فقط لو أننا غيرنا شكله الأدبي٠٠ تخيلت٠٠
تحياتي لك أستاذي

اقتباس:

---

يا سلام أخي طه كلام جميل وفيه الفائدة الكبيرة و ارجو ان يقرأه بتمعن الكثير من القارئين .
كما دائما ابداع جميل ومبهر!!!!!

---

كيف حال أختي... ما هي أخبارك٠٠؟؟
و الله مشكورة على مرورك الطيب٠٠
تحياتي لكلماتك الصادقة٠٠
جزاك الله خيرًا٠٠

الحمد لله عدد النجوم , جزاك الله كل الخير أخي.

حورا رائع بين جسم محسوس و روح غير محسوسه
به الكثير من الحكمه لا تخرج إلا من شخص رزين العقل

اقتباس:

---

الروح : أن تعلم أن تدبير الله عز وجل للعبد من تدبير العبد لنفسه...ولة انك اطلعت الغيب لوجدت ما فعل ربك خيرا... و أن الله ليكره عبده على الابتلاء،مغفرة للذنوب و تصحيحا للعيوب كما يكره اهل المريض مريضهم على الدواء و يقولون : ذق إن عاقبته خيرا...

---

اكثر جزء استوقفني .. وتفكرت به كثيرا ..خصوصا ما لون بالاحمر



دام الله فكرك وقلمك


في انتظار الجزء الثاني ^^

بالتوفيق


تحيااااااتي

السلام على الاخ الحبيب انفاس...
يشرفني ان يمر امثالك على نصوصي المتواضعة...
ما لونته بالاحمر هو في معنى حديث الرسول صلى الله عليه و سلم....
لو اننا عدنا لسنته..لوجدنا فيها حكمة ذنيانا و اخرتنا...
..
..
اسال الله ان يجمعنا جميعنا في جنته...
تحياتي لك اخي انفاس..
و دمت طيبا...

اولا اعتدر عن التاخر في الرد
اخي طه.....
حديث الروح ........ هو مخاطبة النفس.
و النفس هي كيان الجسد
والجسد ضاهره جلد و وجه
وباطنه عروق و دم
لكن الخطاب الدي طرحته اخي طه هو رصد للخطاب النفسي
وكما يسميه السيكلوجيون هو خطاب المقصلة
يعني به ينتهي خطاب الفكر.
اخي طه فلسفتك هي عربون فكرك الغامض
بين الواقع و الخيال و التعقل و الجنون
لكن ما خاطبت به نفسك كان جمالا يملئه ايمان قوبم
متمركز في شخصيتك المتدينة
بارك الله فيك و في قلمك الرائع وفلسفتك العجيبة
ارجوا ان تتقبل نقضي وبيان مروري
تحياتي...

اهلا اخي قيصر...اشتقت لكلامك..
كعادتك تعطيني اكثر من حقي...
غير ان النص كان بعنوان "علمتني المحنة"...
و غيرته في اللحظات الاخيرة...
لاني لم اتعلم شيئا..و لازلت غير ما توحيه السطور..
انا ادرى الناس بذنوبي..اسال الله الستر و العافية...
****
ثم كان الجزء الاعظم فيه ما التقطته من اصحاب علم و خبرة...
لكن تجمع المعاني بداخلي...شكل النص..
و صدقني..لقد عشت محنة افرجها القهار ..
كتبت خلالها ما بين يديك و شيء زيادة..
***
اسال الله ان ينفعنا به...و ان يرزقنا الاخلاص فيه..

صدقت والله

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :) ،

ما شاء الله ، تبارك الله. قد صغت هذا النقاش على غرار حديث موسى عليه السلام مع العبد الصالح الخضر ، حيث تفيض الروح حكمة و يبدو الجسد ضعيفا ، قليل الخبرة ، عديم الحنكة. و هذا حال البشر.

يا إلهي ! و ما يلقي الناس على وجوههم في جهنم غير هذا الجسم الشهواني ؟

رباه ! هل ينصت الجسد للروح و الفطرة السليمة و ينتهي عن جرائمه أم يعصيها و يعقها و يتمادى حتى يقبضه ملك الموت ؟

اللهم ارزقنا أحسن الخواتيم و أبعد عنا شرها.

اللهم أعطنا من الحكمة و اهدنا لأحسن الأخلاق ، لا يهدي لأحسنها إلا أنت.

بارك الله فيك أخي الحبيب و نفع بك.

ملاحظة: الضنك و ليس الظنك.