عرض للطباعة
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسول الله
أما بعد:
فهذه بعض العبر و الفوائد الحسان التي اشتملت عليها بعض قصص القرآن
أسأل الله العظيم أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم
و أن يمن علينا بتدبر كلام ربنا كما يحب ربنا
نبدأ في المشاركة التالية ان شاء الله...
و الموضوع مفتوح فكلما ذكرت فوائد من بعض قصص القران أتمنى لمن رأى فائدة فاتتني ان يذكرنا بها
من قصة ادم عليه السلام
و هذه الفوائد من الايات التي سورة البقرة الأيات 30 الى 39
(1)
فيها بيان ان ادم عليه السلام كان نبيا مكلما كلمه الله عز وجل
و ان الله عز وجل لم يزل متكلما يقول ما يشاء و يتكلم بما شاء
سبحانه و تعالى
قُل لَو كانَ البَحرُ مِدادًا لِكَلِمٰتِ رَبّى لَنَفِدَ البَحرُ قَبلَ أَن تَنفَدَ كَلِمٰتُ رَبّى وَلَو جِئنا بِمِثلِهِ مَدَدًا
(2)
فيها أن العبد اذا خفيت عليه حكمة الله في بعض المخلوقات و المأمورات فالواجب عليه التسليم و اتهام عقله و الاقرار لله بالحكمة لقوله تعالى "اني أعلم ما لا تعلمون"
(3)
احسان الله عز و جل بمن يعلمه
ففي الايات بيان اعتناء الله عز وجل بشأن الملائكة و احسانه بهم بتعليمهم ما جهلوا و تنبيههم على ما لم يعلموه
و فيها أن العباد ليس لهم علم بوجه من الوجوه الا ما يعلمهم الله اياه فضلا منه و جودا و أن هذا التعليم من اعتناء الله عز و جل بالعبد
كما قال صلى الله عليه وسلم"ن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين"
(4)
فيها فضيلة العلم من وجوه
- منها أن الله تعرف لملائكته بعلمه و حكمته -
- منها أفضل صفة تكون في العبد العلم لأن الله عرفهم فضل ادم بالعلم -
- منها أن الله أمرهم بالسجود لادم اكراما له لما بان فضل علمه -
(5)
فيها بيان كمال علم الله و حكمته لقوله تعالى"انك أنت العليم الحكيم"
فهو العليم الذي أحاط علما بكل شيء فلا يغيب عنه و لا يعزب مثقال ذرة في السماوات و الأرض و لا أصغر من ذلك و لا أكبر
و هو الحكيم الذي له الحكمة التامة التي لا يخرج عنها مخلوق و لا يشذ عنها مأمور فما خلق شيئا الا لحكمة و لا أمر بشيء الا لحكمة و الحكمة وضع الشيء في مضعه اللائق به
(6)
أن هذه الدار انما هي كما قال سبحانه " و لكم في الأرض مستقر و متاع الى حين"
فعند انقضاء الاجل ننتقل منها للدار التي خلقنا له و خلقت لنا
و مدة هذه الحياة مؤقتة عارضة ليست مسكنا حقيقيا
و انما هي معبر يتزود منها لتلك الدار و لا تعمر للاستقرار
(7)
في بيان أن الله تواب رحيم لقوله تعالى " فَتَلَقّىٰ ءادَمُ مِن رَبِّهِ كَلِمٰتٍ فَتابَ عَلَيهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوّابُ الرَّحيمُ"
و توبته نوعان الأولى توفيقه أولا ثم قبوله للتوبة اذا اجتمعت شروطها ثانيا
و هو الرحيم بعباده و من رحمته بهم أن وفقهم للتوبة و عفا عنهم و صفح
(8)
فيها بيان العداوة بين ادم و ذريته أعداء ابليس و أتباعه و التحذير من الشيطان لقوله عز وجل "وَقُلنَا اهبِطوا بَعضُكُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ"
و من المعلوم أن العدو يجد و يجتهد في ضرر عدوه و ايصال الشر اليه بكل طريق و حرمانه الخير بكل طريق
(9)
أن في اتباع هداه سبحانه نفي للخوف و الحزن كما قال سبحانه "فَإِمّا يَأتِيَنَّكُم مِنّى هُدًى فَمَن تَبِعَ هُداىَ فَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ "
و الفرق بينهما أن المكروه ان كان قد مضى أحدث حزن و ان كان منتظرا أحدث خوفا
و اذا انتفيا حصل ضدهما و هو الأمن التام
(10)
فيها انقسام الخلق من الجن و الانس الى أهل سعادة و اهل شقاوة
و في الايات بيان صفات الفريقين و الأعمال الموجبة لذلك
و أن الجن كالانس في الثواب و العقاب كما أنهم مثلهم في الأمر و النهي
قال سبحانه
قُلنَا اهبِطوا مِنها جَميعًا ۖ فَإِمّا يَأتِيَنَّكُم مِنّى هُدًى فَمَن تَبِعَ هُداىَ فَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ ﴿٣٨﴾ وَالَّذينَ كَفَروا وَكَذَّبوا بِـٔايٰتِنا أُولٰئِكَ أَصحٰبُ النّارِ ۖ هُم فيها خٰلِدونَ ﴿٣٩﴾
فهذه عشر فوائد أسال الله عز و جل أن ينفعكم بها
و مثل هذه الفوائد تساعد على التدبر و الخشوع في الصلاة و التلاوة و ينبغي أن تورث علما و عملا
و سأجعل في كل مشاركة عشر فوائد فقط لئلا أطيل
و لعل من المفيد تأمل الأيات التي أذكر فيها هذه الفوائد لتحصل الفائدة تامة
جزاك الله خيرا و أعانك و يسر لك الإتمام