ساسة الشرق الأوسط ... والحليب الكامل الدسم !!!

ساسة الشرق الأوسط ... والحليب الكامل الدسم !!!





بعض ما يفتخر به معظم رجالاتنا العرب ضمن قبائل أمتنا ... بدوية كانت أم حضرية ... نازحة أم مستقرة ... لاجئة أم محتلـّة ... هو ما يرضعوه كأساس لنمو رجولتهم من حليب نقي من صدور أمهاتنا الرائعات المؤمنات الصابرات ... وكثيرا ما نشير الى أحدهم عندما نريد أن نمدح كرمه ورجولته وشجاعته ونقائه ... بأن نقول أن حليبه طاهر ... أو أنه رضع من صدر نجيب ... وهو مثل دارج اشتركت فيه معظم شعوبنا ( المناضلة )

ذلك الأساس من المحتم أنه أيضا كان له دورا كبيرا في أعداد رجال أذكياء أو على درجة لا بأس فيها من الذكاء والتطور والأبداع والأبتكار والتكيف وفق ظروف العصر والزمان والمكان ... وقد زخرت أمتنا ومنذ عام 1948 بمصانع ( حليبية ) أنتجت الكثير من المثقفين والعلماء والأطباء والأدباء والفنانين وحتى علماء الفلك ... كان لحليب الأمهات دورا ربما خافيا عن الكثير في تهيئة أساسات أولائك المتميزين بجدارة وتنمية قدراتهم المشهودة للقاصي والداني

على ان انتاج بعض مصانعنا للسراق والسفلة والدون والمفسدين والتابعين والخونة والجواسيس وراقصات الستربتيز وبعض مطربات ومطربين الكليبات من الذين لا يعترفون بوجود الشتاء والجو عندهم دائما صيف حار جاف يستوجب رمي الملابس وتهميشها عن دورها البطولي في ستر العورات ... نقول ان ذلك الأنتاج ليس له علاقة بمصانع الحليب تلك ...أو على الأقل أن المواد الأولية اللازمة في انتاج هؤلاء مشكوك في مناشئها الأمبريالية والرجعية والعنصرية والماسونية ... مع تأكيدنا أن البعض منهم ربما قد رضع حليب طاهر ... ربما ... لكن عروقه هي التي طغت على نوعية الحليب وطهارته ... وبين الرائعين والأذلاء لابد أن يكون للعرق دورا كبيرا في اتحاده مع الحليب ... والعرق دساس

إلا ّ أزلام السياسة عندنا ... أو معظمهم على الأصح ... فمنذ التاريخ أعلاه ونحن في حيرة بين أن نضعهم ضمن المنتوج الأول لمصانع أمهاتنا أو ضمن منتوج مصانع اليأس والرجعية ... فلم يخرج علينا يوما أحد منهم لكي يرسم سياسة حقيقية ملموسة تعيد حق مغتصبا الى أهله أو تعز شعبا أذلته سياسات الكبار أو يضع خطة طريق واضحة لكي تعود رايات أهله خفاقة بين رايات العالم ... وليس أدناها ... أو على الأقل رسم تنمية اقتصادية تحقق العدالة في توزيع ثرواتنا ... وما أكثرها ... على المدن والمناطق وليس على الجيوب والخزائن ...

وقد تزداد حيرتنا عندما نعلم ويعلم الجميع ان بعض رجال السياسة يبذلون جهودا جبارة ومهولة في رسم ما تمنيناه ونتمناه دوما ... إلا ّ ان الشجاعة ربما قد خانتهم في منتصف الطريق ... مما يحتم علينا أن نؤكد مرجعية اولائك البعض لمصانع الحليب المباركة تلك ... مع الأشتباه الأكيد في نوعية الحليب بسبب انحرافهم عن المسار الذي وضعوه لأنفسهم ... فربما كان هذا الحليب غير كامل الدسم ... أو مطعـّم بالكافيار أو البانجو