تستعد هيئة إسلامية بالولايات المتحدة الأمريكية لإطلاق أول جامعة إسلامية خريف عام 2010 لتخريج "جيل من علماء الدين المحليين". وسيصوت مجلس الأوصياء على قرار إنشاء الجامعة في وقت لاحق من الشهر الجاري، حيث تفتح الجامعة أبوابها أمام الرجال والنساء المسلمين وغير المسلمين.
وقالت صحيفة "ذي جارديان" البريطانية في عددها الصادر الاثنين إنه يجري التخطيط الآن لتأسيس هذه معهد الزيتونة الإسلامي حيث يقوم على دعم هذه المبادرة مجموعة من رجال وعلماء الدين على درجة كبيرة من الاحترام في العالم بأسره.
ويقول مؤسسوا الجامعة التي توصف بأنها "جورج تاون الإسلامية" إن المستوى الدراسي سيكون مواز لأرقى الكليات الدينية ومعاهد الدراسات العليا في الولايات المتحدة، مؤكدين على أن هناك حاجة إلى إنشاء معاهد يمكن أن إسقاط النصوص الدينية على القضايا المعاصرة.
تشير تقديرات إلى أن هناك حوالي سبعة ملايين مسلم أميركي، في حين لا تتوفر إحصاءات رسمية عن الأقلية المسلمة.
وقد قال الإمام زياد شاكر أحد أساتذة معهد الزيتونة: "إننا جالية متزايدة في شمال الولايات المتحدة، ولا يوجد لدينا أي معهد ديني أو كلية تسعى لخلق جيل من العلماء المحليين".
وتابع: "غير المسلمين أحرار في الدراسة هنا. ونحن لسنا مجتمعاً مغلقاً أو سرياً. وهدفنا هو وجود جسم طلابي مقسم مناصفة بين الذكور والإناث. فنحن بصدد الحديث عن حقبة لجيل من العلماء الأميركيين المسلمين".
غير أن مخاوفه التي يقاسمه بها آخرون في معهد الزيتونة، هي وجود عدد قليل من العلماء الذين يستطيعون مواجهة الاحتياجات الدينية للجاليات الإسلامية في الغرب. وما يقلق أكثر أن الأجيال الأحدث سناً قد أصبحت في حال من البعد عن المسجد والثقافة الإسلامية.
والإمام شاكر هو أميركي من أصل أفريقي وعسكري متقاعد من القوات الجوية، واعتنق الإسلام في سبعينيات القرن الماضي، كما درس في كل من سورية والمغرب.
ويدرس طلاب الزيتونة في المرحلة الجامعية الأولى القرآن والتشريع والعلوم الشرعية وعلم الحديث والروحانيات والقيم الإسلامية إلى جانب اللغة العربية. كما سيكون هناك تركيز على دراسة التاريخ والأدب والفلسفة والعلوم السياسية والاقتصاد وعلم الاجتماع.
ويشير الكتيب التعريفي الخاص بمعهد الزيتونة إلى أن إدارتها لا ترى "أي انقسام لما يسمى بالعلماني والديني في العالم المعاصر. ونعتقد بأن طلبتننا سيوظفون المعارف الإسلامية في سياق، وبطريقة ديناميكية ومنتجة".
وبعد الحصول على الموافقة التي قد تستغرق إجراءاتها سبع سنوات، يؤمل بأن تقدم كلية الزيتونة، بديلاً محلياً لأولئك الذين يفكرون بدراسة الدين الإسلامي في دول أخرى خارج الولايات المتحدة.
وقال الإمام شاكر إنه يعتقد أن معهد الزيتونة سينافس كبرى جامعات الولايات المتحدة مثل "يال" و"ستانفورد". وأضاف: "نأمل بالحصول على اعتراف من جامع الأزهر، ومعاهد تعليمية أخرى في الولايات المتحدة".
ومن المقرر أن يبلغ عدد الطلاب المقبولين في البداية ثلاثين طالباً، على أمل زيادتهم إلى حد الخمسين طالباً كل عام. ويتوقع أن تكون ميزانية الانطلاق ثلاثة ملايين دولار في سنتها الأولى.
وأما النفقات المالية الأكبر، فستكون مع المنح التي تبلغ ثلاثين مليوناً من الدولارات، والعشرين مليون أخرى المخصصة لشراء الملكية. وستعمل الكلية، لفترة ما، من خلال مبان مستأجرة.
http://almoslim.net/node/113283
