صبغ قنادر ... !

صبغ قنادر ... !




يعلم الجميع ان ( القندرة ) أجلكم الله عندما ( تسوف ) وتتغير معالمها الداخلية والخارجية فان صبغها أو طلائها بالوارنيش هو الحل الوحيد الذي يعيد لها بعضا من ( هيبتها ) وشموخها الزائل المندثر ... لكن الحقيقة الناصعة تشير الى أنها ستبقى قندرة مستعملة ولن تتقرب من بعيد أو قريب الى عالم ( الصنادل ) او ( البوتات ) ... وأن صاحبها ما زال ( فقري ) ويرتدي قندرة مستعملة ومستهلكة ... لكن من الممكن أن يتحقق خداع بصري لبعض قصار النظر ممن لا يلاحظون الأمور بدقة ويعتبرونها جديدة ذات موديل جديد

ويعلم الجميع أيضا ان السيارة المستعملة القديمة ... لن تنفع معها كل عمليات التجديد والطلاء بالوارنيش وأصباغ مقاومة الصدأ ... وان تلك التحسينات لن تزيح عنها الأندثار والتقادم الزمني وكثرة العطلات ... وستبقى وفق تلك الحقيقة سيارة قديمة مستعملة ويبقى صاحبها ( اولد فاشن ) لن يستطيع أن يحسن من مظهره المادي شيئا وفق نظرة المجتمع ( الحيادية ) لأصحاب السيارات الفارهة ... ورغم ذلك قد يعتبرها البعض ممن يحكمون على المظاهر انها جديدة وذات مواصفات حديثة

كما يعلم الجميع أن بعض فناناتنا الرائعات ( المسبوجات ) والمخضرمات لن يتقربن ولو مليم واحد من الحالة العجرمية الجميلة المشرقة ... وان مطربتنا صباح مثلا ... أطال الله في عمرها ومده الى السبعمائة والتسعين ... ستبقى تلك العجوز الشمطاء المتصابية مهما طال عدد زيجاتها او عدد عرسانها الشباب ... وبالرغم من أنه تجاوز الخمسة عشر زيجة وبدون حسد إلا أنها حقيقة احبطت آمال وتطلعات صانعي حبة الفياغرا ممن يسعون الى انتاج خط حديث يخص القطاع النسائي ( المظلوم ) ... مع ذلك سيبقى رجال العرب ممن يتعاطون بالفروسية ورياضة الصيد والكنص يعتبرونها مهرة ( سكريش ) وراكضه كثير ولا تصلح لغير الفشخرة والعنقرة ... وبالرغم من أن البعض ايضا سيرى فيها بقايا من مسرة للناظرين من اولائك الذين لا يعتقدون بمقولة من برّا هلاّ هلاّ ... ومن جوّا يعلم الله وتلك حقيقة ناصعة للعارفين ببواطن الأمور ومخارجها

فكيف نريد أن لا نقيس تلك الحقائق على طيبة الذكر أمريكا ؟ ... فبرغم أن ( أبو سمرة ) اجتهد بتحسين مظهرها وتقديمها بشكل جديد بعد أن اقتبس بعض روائع عبارات مقدساتنا وثوابتنا ... لكي يزيل تكلسات وصدأ أفعالها المشينة هنا وهنا وهنا ... وهناك ... ولا ننكر أنه نجح في التأثير على بعضنا ممن لا يعلمون ويؤمنون بالمقولة السابقة التي ذكرناها والتي تخص هلاّ هلا ّ ...إلا أن أكبر حقيقة لكل مطلع ... مثقف وجاهل ... بل للسواد الأعظم من شعوبنا تؤكد أن امريكا ما زالت قندرة بنت قندرة ... وان ادارتها هي التي تطلي وتصبغ وتلمـّع وتستبدل وترقـّع وتقوّي ... وأن صاحب الخطاب ماهو إلا مندوب لشركة أصباغ ووارنيش جديد يسوق له في سوق بالية لا تعرف سوى الأشياء المستعملة