أعلنت وسائل الإعلام الصينية اليوم الجمعة أن القوات المسلحة الصينية بصدد اعتماد قواعد عمل جديدة "الغرض منها تمكين الجيش من التعامل مع التهديد الذي يمثله الإرهاب", وذلك بعد الأحداث التي شهدتها تركستان الشرقية "شينجيانج".
وقالت صحيفة الصين اليومية: إن هذه الخطوة تعتبر سابقة في تاريخ الجيش الصيني منذ تأسيسه قبل 82 عاما، إذ لم يسبق للجيش أن عمل وفق قواعد عمل منفصلة مخصصة للتعامل مع "الإرهاب."
ونقلت الصحيفة عن الجنرال مينج جوبينج نائب مدير دائرة العمليات الحربية التابعة لرئاسة أركان الجيش الصيني قوله: "إن الجيش يعكف على نشر تعميم بخصوص سبل تنفيذ العمليات الحربية المناوئة للإرهاب وذلك اعتمادا على الخبرة التي اكتسبها في هذا المجال في السنوات القليلة الماضية", على حد تعبيره.
وأضاف الجنرال مينج: إن من شأن قواعد العمل الجديدة تنظيم مسؤوليات القوات التي تنفذ عمليات مكافحة "الإرهاب" وقيادتها وهيكليتها.
يأتي ذلك بعد قمع السلطات الصينية لاحتجاجات سلمية لمسلمي تركستان الشرقية المحتلة؛ مما أدى إلى مقتل الآلاف من المسلمين, وفقا لمصادر في المعارضة.
وكان المسلمون الإيجور قد خرجوا محتجين على مقتل العشرات منهم في مصنع للألعاب النارية إلا أن السلطات الصينية تعاملت معهم بعنف واضح واعتقلت المئات, كما سمحت بتدفق الآلاف من قومية "الهان" البوذية على ارومتشي عاصمة تركستان الشرقية للانتقام من المسلمين.
وقد اتهمت سلطات الاحتلال الصينية العناصر التي وقفت وراء الاحتجاجات بـ "الإرهاب" وطالبت بمحاربتها ورصدت مكافآت مالية للقبض عليها.
وأكد الجنرال مينج على ما أسماه "الدور الهام الذي تلعبه الضربات العسكرية في قمع الإرهاب"، معترفا بـ "الخطر المتنامي الذي يمثله هذا النشاط", على حد وصفه.
وأضاف: إن الجيش الصيني مستعد للقيام بدور ريادي في توفير القدرات القتالية والاستخبارية لمحاربة النشاطات "الإرهابية".
وتابع: "لقد أدخل جيش التحرير الشعبي التدريب المتخصص بمحاربة الإرهاب إلى برامج التدريب المعتمدة لدى فرق الجيش منذ العام الماضي، وقد شكلت كل فرقة من فرق الجيش تشكيلا مخصصا للتدخل السريع."
وأدلى المسؤول العسكري الصيني بهذه التصريحات بعد انتهاء مناورات مشتركة أجرتها القوات الصينية والروسية في إقليم جيلين الصيني أطلق عليها اسم "مهمة سلام 2009".
وزاد الجنرال مينج: إن الجيش الصيني سيكثف تعاونه مع الجيوش الأخرى في شتى المجالات بما فيها مجال تبادل المعلومات الاستخبارية وذلك في إطار منظمة شنجهاي للتعاون التي تضم في صفوفها كلا من كازاخستان والصين وقرغيستان وروسيا وطاجيكستان وأزبكستان.
يذكر أن المسلمين الإيجور في تركستان الشرقية "شينجيانج" يعانون بشدة من اضطهاد السلطات الصينية التي تمنعهم من تعلم دينهم ولغتهم وتضع الكثير من القيود على ممارستهم لشعائرهم الدينية.
http://almoslim.net/node/115559
