آن الوقت لتحرير القدس ، فهل نقدم ؟
اننا ولأسف لانزال نعيش في عقلية الستينات متأثرين بأنصاف المتعملين من الجهلة المغرورين من حملة أنصاف الشهادات والمبهورين بعبارات الرفض على مقاهي الأرصفة .
إنتقلنا بالأمل الكاذب في النصر والتحرير من أقصى اليسار إلى أقصي اليمين " بالإتكال على " الخوارج " ، مع خروجه عن طاعة أولي الأمر والشورى والإجماع ومقاصد الشريعة . إنه طرح غريب ومؤسف عندما نتساءل هل أن الحركات الجهادية المتطرفة ستنجح في ترويض أمريكا ؟ اي أمريكا نقصد ؟ وأي حركات جهادية حقيقة تتصف بالفهم للإسلام نأمل ؟
إن تعمقنا في الفكر " الرافضي " فإنه يقوم على الجهل المطبق بالدين ،وإن سبرنا غور إنتمائه ونشأته فإننا نعود في أصوله إلى أمريكا ، بعضه بالرعاية المباشرة وآخر بالإحتواء ، إلا أن كل أشكاله تقع ضمن الإحتواء الإستعماري الأمريكي المتغطرس .
دائماً نتمسك بالقشة لنعوم في بحر لجي ، أو نتوقع من شمعة في واد سحيق أن تنير لنا طريق النهوض . إنه التواكل والعجز ، حين وحيث ، لانعرف ولاندرك كيفية الخروج من المأزق ،ونعتبر المواجهة بالصراخ والإتهام المبهم ، لجهلنا ، دون أن نستطيع التشخيص أو الإدراك لما يحيط بنا ، هو أفضل السبل للخروج من مأزقنا فضا لسبل للخروج من مأزقنا أفضل ..
من الأفضل الإختصار لأن كل كلام فيه حقيقة أو إصلاح في عالمنا العربي هو صرخة في واد ، فالعجز فينا نابع من خوف على مصالحنا الشخصية بحيث نخاف من القول الصريح ونضع العراقيل إن كنا في موقع إعلامي ما ، رغم وجود عشرات المواقع الأخرى ، تزلفاً "للسلاطين " من الحكام مروراً بالمتزلفين والحاقدين والمتخلفين والموتورين .. إلا إن كل ذلك يحكمه الجهل والأنانية .
لنستعمل سلاح المال كما فعل اليهود مع الغرب:
والمعادلة بسيطة للعلاج والنصر بتحرير القدس وفلسطين . عندنا عدو رئيسي هو سبب تخلفنا وعدم نهضتنا ، وهو الغرب بأكمله لانحيازه للصهيونية العالمية ، وبشكل خاص أمريكا التي تدعم إسرائيل عسكرياً وفي المحافل الدولية بإعاقة تنفيذ قرارتها إن كانت لصالح فلسطين والعرب ، مما يجعلنا نتساءل عن هذا الإنحيازالصارخ لإسرائيل والإستهانة بنا على حساب مصالح الشعب الأمريكي حاضراً ومستقبلاً ؟
إن عدنا إلى القرن الماضي نجد أن اليهود الذين بدأت طلائعهم منتصف القرن التاسع عشر بالنزوح والهجرة من أوروبا ، بما يملكون من مال ومفاسد ، نحو القارة الأمريكية، قد سيطروا مع نهاية الحرب العالمية الثانية على كل المفاصل المالية والإقتصادية والإعلامية والقضائية والقانونية والصناعية والتجارية ، والقمار والدعارة فيها ، كما امتهان حقوق المرأة بشكل لااخلاقي للعمل في المواخير واستحداث القوانين للترفيه عن الرجل بامتهان كرامتها .. وبالتالي التمدد في كل أمريكا والغرب ، ساعدهم في ذلك زوال التغطية الذهبية عن النقد بفعل إتفاقية برايتون وودز المعروفة ، بترافق مع الفساد والرشوة التي تجلت سافراً في عهد جورج بوش دون حياء أو خجل بعقود النهب لثروات العراق التي أعقبت إحتلاله ولازالت بتواجد جيشه ، في وقت كانت اليهود مع صعود العملاق الصيني الإقتصادي تسرب الأموال من نيويورك لاستثمارها في الصناعة الصينية لإعادة بيع منتجاتها في الأسواق الأمريكية وباقي أسواق الغرب والعالم بأسعار إغراقية ، وحكام أمريكا لاهون غافلون ومتغافلون وغارقون في الفساد بحيث لم يعبأوا لحالة التردي الإقتصادي والتقهقر الذي طالهم مع إغلاق المصانع وتنامي البطالة لديهم إلا متأخرين ، فعمدوا وقد عميت القلوب والأبصار إلى رفع أسعار البترول إلى مالايطاق لمصالح شعوبهم بالدرجة الأولى كمن يلحس المبرد ، وتلك من إحدى أهداف حملتهم الرئيسية عل العراق للتحكم بأسعار النفط بما يشتهون ،إلا أن حساب الحقل لم ينطبق على حساب البيدر ، وقد اتصفوا بغباء "مثقفي المقاهي ومنظريهم " كالحمار يحمل أسفاراً ، إذ كيف لمصنع متعثر في الإنتاج والبيع أن نزيد كلفة مصاريفه لعدة أضعاف أمام سلع إغراقية واردة من الصين ؟ هذه التدابير الغبية أدت بآلية حتمية إلى إنفجار الأزمة المالية لديهم التي أضحت أزمة إقتصادية ساحت على الغرب بأجمعه بحيث لايدرك كيفية التخلص منها . والصين ساهمت في التعجيل بالأزمة بأسعارها الإغراقية ، وكذلك ألمانيا لتمايز صناعاتها الثقيلة والخفيفة بمتانتها . ومع ذلك نتساءل كيف أن الإقتصاد الأوروبي لازال على حاله ولم يصبه ماأصاب أمريكا ؟ والجواب بسيط لأن اليهود يرفدونه بالدعم المالي المحول من أمريكا لدعم صناعاتها ومجتمعاتها وهم الذين يملكون معظم المؤسسات المالية الغربية ويديرونها .
ومع هذا الضعف والتقهقر والعجز الذي يسود الإقتصاد الأمريكي فإين هم العرب الذين يتمتعون بكل الإمكانيات لإحدى أهم عناصر القوة في الأرض وهو المال ، سلاح اليهود الأساسي الذي الذي سادوا فيه على القرارات البريطانية في وقت سابق فكان وعد بلفور، ومن ثم على الأمريكان الذي أوجدوا إسرائيل كعمل مؤذ لإعاقة النهوض العربي .
فلماذا يقفف العرب اليوم عاجزين عن إغتنام الفرصة لتصحيح هذا الخطأ التاريخي ! ألقصور في الإدراك والفهم ؟ أم لغياب الجرأة على المواجهة ؟
كفى دعماً للغرب ضد القدس بأموالنا :
أن أبسط مبادىء الإقتصاد لنهوض الدول تقوم على " الإنتاج المستدام " وعلى " التصدير " وهما أمران مترابطان إن اختل أحدهما فقد أهمية وايجابية الإثنان معاً . والعرب اليوم هم أفضل وأوسع سوق لتصريف البضائع الغربية بما يملكون من مال ، بحيث إن توقفوا عن الشراء وعدم التعامل المالي بشراء مؤسسات الغرب المفلسة في معظمها وشراء سندات مصانعهم والتوقف عن إيداع اموالهم في بنوكهم فستغلق معظم المصانع الغربية وتستشري البطالة فيهم بما لايحتمل ، ولكن هل أن "المفكرين العرب " من المتشدقين يدركون هذا الأمر ، مع عجز أولي الأمر ؟ أشك في ذلك على بساطته لأنهم في الأصل ليسوا جادين في المواجهة ، باعتمادهم على " المقرقعين " من الجهلة وحملة السيوف من أصحاب اللحي المستجدين والمؤقتين بما يقتضي السوق ، وقد وضعوا فيهم كل أملهم بالنصر والتحرير مخادعة ؟! رغم خروجهم عن طاعة الإمة والشريعة والإجماع الفقهي باعمال التفجير والتفخيخ على هواهم لعامة المسلمين .
إنها سياسة النعامة القائمة على الخوف حتى من الكلمة الصريحة فكيف بمواجهة البندقية ؟ إن فلسفة المقاومة أو الجهاد التي لاتعتمد على الأسس التي وضعها لنا الإسلام منذ فجره باتباع النصوص القرآنية وسنة الرسول الكريم ، كمعلم وقائد ومفكر ومخطط ، فإنها ليست سوى خداعاً للنفس ومذلة ؟ فأي مقاومة يمكن أن تنتصر دون استعداد أو شورى ، سوى للتفاخر والتسلط وبسط النفوذ مع فهمنا العميق لوقعة الحديية ونصوصها ، التي نتجاهلها تماماً في سعي دنيوي زائل كما نتجاهل النص القرآني الصريح " وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة ".
وأشكال القوة عديدة ، نملك أشدها مضاء ، وهو سلاح المال المسلم بمواجهة المال اليهودي لإصلاح وتقويم انحراف القرارات والمواقف الغربية في وقت سابق لصالح اليهود في الإستيلاء على فلسطين وتشريد شعبها ، فهل نستعمله ، ونجيد استعماله ؟
إنها فرصتنا التاريخية لمواجهة الغرب مع حالة الضعف والضياع التي يعانيها بفعل الأزمة الإقتصادية التي تسوده ، فهل نستغلها في عملية مقايضة لإنهاء المأساة الفلسطينية وتحرير القدس والعودة إلى حدود الرابع من حزيران ، أم نبق على التشدق بالكلام كما التشدق بالعلك الأمريكي مثل النساء والصبية .
رد: آن الوقت لتحرير القدس ، فهل نقدم ؟
يا ويلك
هل تصف المجاهدين الذين تركوا ديارهم بالخوارج
رد: آن الوقت لتحرير القدس ، فهل نقدم ؟
إن التسرع في القراءة وعدم التأني في الفهم هي حالة سائدة أدت إلى انكسار العرب والمسلمين وتخلفهم بحيث أن العامة يفتون عن علماؤهم ويتخذون القرات الفردية مما يزيد من تشتت الأمة .
سامحك الله هل أن المجاهد هو خارجي؟
رد: آن الوقت لتحرير القدس ، فهل نقدم ؟
كلامك لم يأت بجديد
وكل كلامك لا يمد للعرب بصلة أقصد
أن العرب لا يبالون بما تكتب ..
رد: آن الوقت لتحرير القدس ، فهل نقدم ؟
أعجبني جل كلامك وحماسك , وخاصة الجزء الذي فسرت فيه تعاطف بعض العامة في صمت مع الخوارج الجدد وكأنهم يضعون الحمل عن أوزارهم ليناموا مرتاحي البال .
لكن المال ليس السلاح , فمالنا يخضع لأمريكا بلد الدولار , وما لدينا هو المواد التي يجب أن نسخرها لخدمة مجهودنا الحربي والفكري ..
ما ينقصنا منذ أن سقطت الخلافة هو الإرادة .. الرغبة .. (الناس أغلبهم مش عايزين يصلحوا الوضع) .. فعلا !!
لو وصل للحكم عندنا من لديه الرغبة الحقيقية في التغيير لتغير الحال للأحسن في بحر شهور .. مجرد شهور.
تخيل حاكما يعلن العداء للغرب وللنصرانية واليهودية .. مجرد هذا الفعل قد يحرك أفعالا أخرى كثيرة ستضعنا في مواجهة مباشرة مع قوى الشر .. وهو ما يجب أن نريد .. فننفض حلة التماوت والنوم.
لم يعجبني في آخر مقالك أن وضعت أقصى أمانينا حدود 4 يونيو .. فالمسلمون يستحقون أكثر بكثير :)
رد: آن الوقت لتحرير القدس ، فهل نقدم ؟
كيف تقول للمجاهدين بأنهم خوارج ؟؟
هذا خطأ كبير اخي الكريم
رد: آن الوقت لتحرير القدس ، فهل نقدم ؟
اعرف قدر نفسك قبل ان تتكلم عن غيرك,فهؤلاء من تصفهم بالخوارج والجهلة حملة السيوف من اصحاب اللحى نحسبهم خرجوا للجهاد في سبيل الله والدفاع عن اعراض اخواتنا فاتق الله فيما تقول والزم حدودك..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد السويسي
إنها فرصتنا التاريخية لمواجهة الغرب مع حالة الضعف والضياع التي يعانيها بفعل الأزمة الإقتصادية التي تسوده ، فهل نستغلها في عملية مقايضة لإنهاء المأساة الفلسطينية وتحرير القدس والعودة إلى حدود الرابع من حزيران ، أم نبق على التشدق بالكلام كما التشدق بالعلك الأمريكي مثل النساء والصبية .
ما اخذ بالقوة لا يرجع إلا بالقوة والدم ووالله مانقبل بحدود 1967 او ماشابه ففسلطين جميعها ارضاً اسلامية خالصة وستحرر ان شاء الله على ايدينا او ايدي من بعدنا.
تقبل مروري
رد: آن الوقت لتحرير القدس ، فهل نقدم ؟
مقال جميل ،لكن السؤال من يستطيع أن يضغط على أصحاب الأموال في العالم العربي وعلى الأخص الحكومات الخليجية لتوجيه الأموال بشكل يخدم مصالح الأمة ؟.
الإخوة الذين يستنكرون على الأخ محمد بحثه عن "العودة إلى حدود الرابع من حزيران" ،أعتقد أنه إذا تمكن العرب من إسترداد الأراضي العربية المُحتلة ما بعد الرابع من حزيران 67،فحينها لن يصعُب عليهم إسترداد فلسطين بالكامل !!.
رد: آن الوقت لتحرير القدس ، فهل نقدم ؟
أشكر الأخ كريس لأنه قرأ المقال بتمعن . ويبدو أنه على ثقافة إسلامية واسعة . ولو أنني لاأتفق معه في كل ماقاله في أعتباري من الخوارج بأنني قد دعوت إلى الخروج على الحكام وذلك ليس صحيحاً ...ولكنه أصاب في تعريف المجاهدين في العراق وأفغانستان وفلسطين والشيشان الذين لاتألو أمريكا وإسرائيل في خلق مجموعات إرهابية تعمل قتلاً بالمسلمين لتشويه سمعتهم ، التي تجلت بفرق الموت في العراق وأمثالها ن فهل نستطيع أن نعتبر أمثال هؤلاء مجاهدين ؟ هل نعتبر أن ذبح 28 جندياً من الجيش اللبناني كانوا يحمون المخيم ، هو من أعمال المجاهدين ؟ أم إساءة للمجاهدين .
كما وانني اشكر الأخ سلامة المصري الذي اتهمني بالحماس وهو إتهام أشكره فإذا لنتحمس لقضيتنا كيف نجاهد في سبيلها . والجهاد على أنواع آخره المال إحدى أدواته ، بل وأهمها لصناعة السلاح وبناء الجيوش . وإذا كنا لانملك المال لبناء الإنسان والمجتمع العربي للإقدام على تحرير فلسطين فجهودنا لاطائل منها سوى العواطف كما يعلق البعض من حديثي السن على مايبدو دون على مقالي أن يعوا مايقرأون بحيث تأخذهم حمية الجاهلية دون فهم ، والعدو يترصدنا على حدودنا ويسعى إلى تشتينا وسلب ثرواتنا . وانا أسعى إلى حوار نحو الأفضل والصوب لأن ليس من الضرروري أن يكون رأيي صائباً بل وضعت كل اجتهادي ومعرفتي .، ولايعيني من هو أفضل مني رأياً وهذا هو القصد من مقالي .
أرجو ممن لايعرفون سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام ومقاصد الشريعة ، ومتمكن من فحوى القرأن الكريم وتعاليمه أن لايضيع الوقت بالشتم أو الإنتقاد فيما لايعرفه .
وأنا لازلت مصراً ومقتنعاً أنه آن الأوان مع الضعف الحالي لأمريكا قادرون على استرداد القدس ولاعودة إلى حدود الرابع من حزيران . أما أن تلك حدود مطامحي فآسف على من اتهمني بذلك وأدعوه إلى عرض البديل لتحرير كامل الأرض العربية ووحدتها وإعادة الخلافة الإسلامية ؟
ومن يلم بالتاريخ فلا شك أنه يعلم أن إسرائيل هي وضع مؤقت وانها سوف تزول عاجلاً أم آجلاً ، ولكن لناشر لتقريب المدة . أشكركم جميعاً وسامح الله لكل من سعى ويسعى للإساءة بما يخالف الخلق الإسلامية .