و أي نور ؟ إنه نور الإسلام و ضياء القرآن و قبسٌ من بهاء الرحمن ! أعلم بأنه قد سبقني بعضًا من الإخوة في الحديث عن هذا الرجل الفذ و المسلم الصادع بالحق , و لكن أعذروني ياأحبتي , فقد أحببته مذ نظرت الى وجهه المكلل بالسكينة و المجلل بنور الإيمان ...
لقد سالت أدمعي , فغسلت روحي من الأدران و أيقظت بعضًا من الإيمان , و لسان حالي يقول:
أحب الصالحين ولست منهم ...... لـعلي أنـال بـهم شفاعـة وأكره من تجارته المعاصي .... ولو كلنا سواء في البضـاعة
و هو كذلك نحسبه و الله حسيبه...
و لن تكفي هذه الكليمات , في التعريف بهذا المسلم الجسور و الداعية الغيور , الذي كان من حملة الصلبان و عابدي الأوثان , بل و مِن منصّري الزمان, فمن الله علية بنعمة الهداية لدين سيد الأنام , عليه الصلاة و السلام.
هل قال : أنا مسلم و كفى ؟
لا...
بل أصبح من الدعاة لهذا النور الذي فاض روحه و غمر من هم حوله , فأسلم على يدية , بتوفيق الله , الكثير من أهل الملل و النِحَل , خاصةً أهل الصليب , و لكأنه يريد يعوّض وقتًا أمضاه في التنصير و الدعوة لدين الرهبان و بدعة الرومان, بالدعوة و الهداية للدين الحق...دين الفرقان.
فتأبى همته العالية و روحه الوثّابة , عن الركون و الخمول , فأصبح من جند الله المنصور, بل من كتيبة النور...
هذه الكتيبة المباركة التي تنشر هذا الوهج الإيماني و الضياء الرباني في مشارق الأرض و مغاربها..
نشأ "جوزيف إدوارد استس" في أسرة نصرانية بروتستانتية متعصبة , من ولاية تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية , و كان يحمل شهادة الدكتوراة في "اللاهوت" و كان يعمل في مجال الفن و العروض التليفزيونية و الموسيقى بجانب عمله كقس و كان قد درس الأديان الأخرى (ما عدا الإسلام , لسبب بسيط , كما سوف يتضح).
كان أباه (رحمه الله - أسلم و توفي عام 2002) ذي شأن رفيع في الكنيسة , و يعتبر من كبار أحبارها و قساوستها , كما كانت زوجته من الإنجيليين الجدد الذين لهم ميول صهيونية .
كان يعاني من الحيرة , و تؤرقه بعض الأمور في دينه مثل عقيدة التثليث و الخطيئة الأساسية و غيرها , و لكن كان الجواب الدائم "تحلى بالإيمان أيها الأخ " ...
ظلام ... و أي ظلام !
و فوق ذلك , مثل الكثيرين غيره في الغرب , كانت لديه معلومات خاطئة عن الإسلام و المسلمين , فيقول :
"قيل لنا: هؤلاء لا يؤمنون بالرب , إنهم يعبدون صندوقًا أسود في الصحراء , و هم يقبّلون الأرض خمس مرات باليوم ! , إنهم ارهابيون , خاطفون"
ثم يضيف: " إذا كنت أمريكيًا نصرانيًا , يجب عليك أن تكرههم , جميعًا ! , كما فعلت أنا."
...........
ثم اضطر جوزيف بأن يتعامل مع رجل مسلم , عامي , في مصلحة تجارية , و كان مرغمًا على هذا الأمر ..
حصل هذا في عام 1991 م ...
و كانت مشيئة الله ..
"في ذات يوم قال لي والدي : إنه سيأتي إلينا رجل من مصر قد نقيم معه تجارة في مجال بيع السلع المختلفة . ففرحت في نفسي وقلت : سوف نتوسع في تجارتنا وتصبح تجارة دولية تمتد إلى أرض ذلك الضخم أعني ( أبا الهول ) ! ثم قال لي والدي : لكنني أريد أن أخبرك أن هذا الرجل الذي سيأتينا مسلم وهو رجل أعمال . فقلت منزعجاً : مسلم !! لا .. لن أتقابل معه . فقال والدي : لابد أن تقابله . فقلت : لا .. أبداً .
وأصرّ والدي على رأيه بأن أقابل ذلك المصري المسلم .. ثم تنازلت أنا عن إصراري لأني كنت أسكن مع والدي في منزله .. وخشيت أن أسبب مشكلة فلا أستطيع البقاء عنده ."
يقول الشيخ "يوسف استس" و هو يحكي قصة إسلامه , بأنه حضر مشحونًا نفسيًا و بشكل عدائي , لهذا "الوثني" أو "المازلِم" , و قد أعد عدته و حضّر أدواته , كي يستفزه و يؤثر عليه , كما عقد العزم على أن يحوله للنصرانية:
"ومع ذلك لما حضر موعد اللقاء لبست قبعة مكتوب عليها : " عيسى هو الرب " وعلقت صليباً كبيراً في حزامي ، وأمسكت بنسخة من الكتاب المقدس في يدي وحضرت إلى طاولة اللقاء بهذه الصورة "
ثم حصل أمر عجيب ...
أدى إلى إسلامه و أباه و زوجته و قس كاثوليكي , على يد هذا المسلم البسيط , محمد عبدالرحمن ....
أترككم مع قصته يرويها بنفسه , إذ أن الإستماع اليها منه أمتع و أفضل و أرق للقلوب ...
هذا المقطع الأول و سوف تجدون المقاطع الباقية (عددها سبعة عشر) في الموقع ...
يقول الشيخ يوسف في موقعه الإسلام غداً , في نهاية حكايته لقصة اسلامة و بدء مسيرة الدعوة إلى الواحد القهّار , وبعد أن ذكر أمثلة عجيبة لإسلام عائلته و نماذج مشرقة لمن خلع رداء الكهنوت و اعتنق الإسلام : Hundreds - Thousands - Still Coming And since my own entrance into Islam and becoming a chaplain to the Muslims throughout the country and around the world, I have encountered many more individuals who were leaders, teachers and scholars in other religions who learned about Islam and entered into it. They came from Hindus, Jews, Catholics, Protestants, Jehovah's Witnesses, Greek and Russian Orthodox, Coptic Christians from Egypt, non-denominational churches and even scientists who had been atheists. المئات - الآلاف - مازالوا يأتون و منذ دخولي للإسلام و عملي كمرشد للمسلمين في البلاد و حول العالم , واجهت أعدادا كبيرة جدا من أشخاص كانوا زعماء, و مدرسين , و باحثين في الأديان الأخرى؛ الذين عرفوا الإسلام و أعتنقوه. كانوا هندوس , و يهود , و كاثوليك , و بوتستانت , و شهود يهوه , و ارثوذكس روس و يونانيين , و أقباط , و من كنائس أخرى , بل و حتى علماء كانوا ملحدين.
جزاك الله عن الإسلام خير الجزاء و بارك لنا في علمك و أطال في عمرك على طاعة الرحمن و مرضاة خالق الأكوان, و كتبك عنده في مقام الأولياء و مرتبة الشهداء , فأنت على ثغر , إن شاء الله.