يديعوت أحرنوت : ارتفاع هائل في أعداد المرضى النفسيين اليهود

مفكرة الإسلام : يستدل من المعطيات الرسمية السنوية التي نشرتها الجمعية الإسرائيلية لتقديم الاستشارة النفسية،"عيران"، أن هناك ارتفاع هائل في عدد المتوجهين لطلب الاستشارة النفسية . وبلغ عدد المتوجهين للجمعية في العام الماضي 99,000 شخص أي بزيادة تقدر بنحو 10.000 شخص عما كانت عليه خلال العام 2000. ويقول المسؤولون في الجمعية إن هذا الارتفاع ناجم أساساً عن الأوضاع الأمنية من جهة وتردي الوضع الاقتصادي العام من جهة أخرى.
سجل العام 2001 زيادة بنسبة 12% في عدد المتوجهين لطلب المساعدة النفسية، والذين عانوا أساساً من الخوف بسبب تردي الأوضاع الأمنية. ويقول المدير العام للجمعية، دافيد كورن: "إن عدد المتوجهين لطلب المساعدة يزداد بعد كل عملية تفجير وخصوصاً في أوساط المواطنين القاطنين في منطقة حدوث العملية. فالأمهات مثلاً يعربن عن خوفهن على أولادهن جراء إرسالهم إلى المدرسة بدون مرافق، سواء كان ذلك مشيا على الأقدام أم بالباصات. ومن الأمهات من يتصلن ليعربن عن خوفهن على أنفسهن بإدعاء من سيرعى أبنائي اذا مسني سوء، وقسم من الامهات يقلن بإنهن يخشين من رؤيتهن لابنائهن ستكون للمرة الأخيرة".
ويتبين من المعطيات التفصيلية للجمعية أن المواطنين الذين يقطنون في المناطق الأكثر عرضة من غيرها للمخاطر الأمنية، يتوجهون بطلب المساعدة أكثر من غيرهم. كما إن الوضع الإقتصادي السيء هو احد مسببات الضائقة النفسية. وقد ارتفع عدد المتوجهين على هذه الخلفية بشكل كبير.
ويستعمل كورن تعبير جمهور جديد في حديثه عن هؤلاء، ويقول :" المقصود هو اولئك الناس الذيت كانوا يعيشون حياة إعتيادية وهادئة، نسبياً وفجأة وبسبب الأوضاع الاقتصادية أصيبوا بحالة من الخوف الوجودي تقريباً، وهم بحاجة في بعض الأحيان إلى مساعدة نفسية. إذ تؤثر البطالة على مجمل افراد الاسرة وليس فقط على الشخص العاطل عن العمل، فهي تغير مبنى العائلة كلياً فالوالد يقبع في البيت فيما تخرج الام الى العمل، ولا يعرف الأبناء كيف عليهم التعامل مع هذا الوضع . كما تولد البطالة التوتر الدائم بين الزوج والزوجة، ويشعر العاطل عن العمل بأن كرامته قد امتهنت وأن زوجته التي كان هو يتكفل بإعالتها تخرج للعمل الآن لإعالته, وغير ذلك من المشاكل.
توجه الى "عيران" في السنة الماضية نحو 3900 شخص أعربوا عن أفكار وتوجهات انتحارية. وفي 2% من الحالات قال المتوجهون إنهم كانوا عرضة لتنكيل الجسدي والجنسي أو الكلامي. والحديث عن التعرض لتنكيل هو الأكثر شيوعاً بين الشبان (4%) من التوجهات. إلى ذلك يصل إلى عيران نحو 15 توجه يوميا تتضمن التهديد بالانتحار وتقديم الشكاوي عن التعرض للتعذيب والاعتداءات المختلفة. وتعالج طواقم "عيران" بكثرة شكاوى عن الشعور بالوحدة والعزلة (10%) ومشاكل بين الاباء وأبنائهم (15%) والإكتئاب (14%).
تعمل جمعية "عيران" منذ العام 1971 بهدف تقديم المساعدة النفسية لكل شخص يعاني من ضائقة. ويتم تقديم هذه المساعدة من خلال محادثات هاتفية على الرقم 1201 على مدار 24 ساعة. ويتواجد في مراكز الجمعية نحو 800 متطوع تم تأهيلهم لتقديم المساعدة الأولية وسط المحافظة على سرية تامة