مصادر: اختراق إيراني لموريتانيا يصل لدرجة "تحالف"

كشفت تقارير صحافية موريتانية عن اختراق إيراني لموريتانيا يصل لدرجة تحالف، وذلك على خلفية زيارة الرئيس محمد ولد عبد العزيز لطهران.
وأوضحت صحيفة "السراج" ذات النزعة الإسلامية أنه تم خلال الزيارة الاتفاق على التعاون في العديد من المجالات، التي كشف عن بعضها ولم يكشف عن بعضها الآخر.
وأشارت إلى تعاون في المجالات العسكرية والأمنية، مدللةً على ذلك بزيارة الرئيس الموريتاني، بعد ساعات من وصوله إلى طهران، معرضًا للصناعات العسكرية الإيرانية.
هذا، ولم يسمح لوسائل الإعلام بتغطية تلك الزيارة، غير أن أعضاء في الوفد الرسمي الموريتاني وصفوا المعرض بأنه مذهل، وبأنه يؤكد تقدمًا إيرانيًا كبيرًا فى مجال الصناعات العسكرية، بحسب الصحيفة.
وكان الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز قد أكد خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الإيراني أن زيارته لطهران كانت "قصيرة لكنها فعالة"، مضيفًا أن "من واجب حكام المسلمين أن يقاربوا بين الشعوب التي يجمعها الدين والعادات وحب العدل"، على حد قوله.
ومن جانبه، توقف الرئيس محمود أحمدي نجاد في كلمة مطولة خلال المؤتمر الصحافي أمام صفة "الإسلامية" المرافقة لاسمي موريتانيا وإيران باعتبارها أهم مؤسس للعلاقات القائمة والمستقبلية بين البلدين.
وأضاف نجاد أنه لاحظ "تطابقًا كاملًا" في وجهات النظر بينه وبين ضيفه الموريتاني قائلاً: "نحن متفقون على ضرورة العمل من أجل تحقيق العدل في العالم، وقد قررنا أن نقوم بتنسيق مواقفنا في جميع القضايا الإقليمية والدولية"، مشددًا على أن "لا شيء يحول دون تطوير العلاقات بين موريتانيا وإيران".
قلق مغربي:
وعلى صعيدٍ آخر، أكدت التقارير أن هذه الزيارة ستثير سخط المملكة المغربية، التي تعتبر الحليف الأول للرئيس ولد عبد العزيز في انقلابه يوم السادس من أغسطس 2008، مشيرةً إلى أنها لن تكون مرتاحة لدخول إيران بهذه القوة إلى جارها الجنوبي بينما يشهد نظامه السياسي بدايات التشكل، خاصةً وأنها أعلنت استنفارًا بعدما ضبطت كتب إيرانية تدعو للتشيع في أحد أسواقها الشعبية.
وأضافت التقارير أن الإيرانيين أعدوا بدقة لزيارة الرئيس الموريتاني لطهران، التي حققت مكاسب سياسية لطهران؛ بتمكينها إيران من فتح بلد مغاربي جديد بعد أقل من سنة من طرد سفارتها من المملكة المغربية، فضلًا عن أهمية العلاقة الإيرانية بموريتانيا المتصلة جغرافيًا وديمغرافيًا وجيوسياسيًا بالسنغال الذي حقق فيه الإيرانيون الكثير من المكاسب خلال العقد الماضي.
دور الغرب:
ومن جهةٍ أخرى، قالت صحيفة "أقلام" الموريتانية: "حينما كانت الدول الغربية تتظاهر برفض الانقلاب كان من المعقول أن تتوجه السلطات الجديدة نحو ما يعرف بمحور الشر، غير أنه في ظل القبول الغربي للمشروع الانقلابي يصبح المضي قدمًا في توثيق العلاقات مع هذا المحور أمرًا مثيرًا للاستغراب".
وأضافت: "فمن كاراكاس، باريس، مدريد وأنقرة تحط الدبلوماسية الموريتانية رحالها أخيرًا في طهران لتتمسح بتراب قبر الراحل الخميني وتتحدث عن هيمنة الأشخاص على مجلس الأمن الدولي ولتتعهد بالوقوف إلى جانب إيران في المحافل الدولية وبتعزيز العلاقات معها لدرجة إلغاء تأشيرات الدخول".
ثلاث اتفاقيات هامة:
هذا، وأفادت مصادر صحافية بأن الرئيس الموريتاني أبرم، خلال زيارته لإيران، ثلاث اتفاقيات وصفت بالهامة، تضمنت هبات سخية بعضها لحل مشكلة النقل في العاصمة نواكشوط، ووعود بتمويل مشاريع مهمة بعضها معلن وبعضها غير معلن.
وشملت الاتفاقيات مجالات التنمية والتعاون الجيولوجي والاستثمار في الميدان المصرفي، حيث تقدم إيران بموجبها دعمًا لعدد من المشاريع التنموية فى موريتانيا، من بينها تمويل عدد من السدود وتشييد طريق النعمة باسكنو في أقصى الشرق الموريتاني.
ويسمح أحد المشاريع التنموية التي تعهد الإيرانيون بتمويلها برنامجًا استعجاليًا لحل مشكلة النقل في نواكشوط، وستقدم إيران في سياق هذا البرنامج خمسمائة سيارة أجرة ومائتي باص، ويتوقع أن يتم تنفيذ البرنامج قبل منتصف السنة الجارية.
هذا وتنص فقرة في إحدى المذكرات التي تم توقيعها في طهران خلال الزيارة على منح نظام الأفضلية للبضائع والسلع الإيرانية في السوق الموريتانية، وهو أمر يدخل ضمن توجه إيراني لإيجاد سوق في غرب إفريقيا يسمح بتشجيع الصناعات الإيرانية الناشئة.


http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2010/01/30/94260.html