70 % من الأميركيين يرون أن قتل بن لادن أو إلقاء القبض عليه حيا ضروري لإعلان النصر
ترضخ الولايات المتحدة تحت ضغوط متزايدة لملاحقة كبار قادة حركة طالبان وتنظيم «القاعدة» في باكستان، في الوقت الذي تحولت الحرب في أفغانستان إلى عملية استخباراتية لملاحقة أعداء يعدون على أصابع اليد الواحدة . و تقول فاينانشيال تايمز ورغم النصر السريع والحاسم الذي حققته واشنطن ضد نظام طالبان، فان القوات الأميركية تواجه مهمة خطيرة وصعبة تكمن في ملاحقة قادة الحركة. ويقول عضو مجلس الشيوخ بوب جراهام، رئيس لجنة الشؤون الاستخباراتية في المجلس: « من المرجح أن زعيم حركة طالبان الملا عمر وأسامة بن لادن المتهم بالتخطيط لأحداث « 11» سبتمبر عبرا الحدود باتجاه باكستان ويجب أن يلاحقا هناك »، ويضيف: « أن رمز النصر بالنسبة لنا في هذه المرحلة من الحرب ضد الإرهاب هو القضاء بشكل نهائي على حركة طالبان وتنظيم القاعدة، وجلب بن لادن إلى العدالة، وحتى نحقق هذه الأهداف، فاننا لن نستطيع القول بان عملنا في أفغانستان قد انتهى». وقبل شهر تقريبا وخلال زيارته لحاملة الطائرات «انتربرايز» قدم الرئيس الأميركي جورج بوش تصوره لمصير قادة أعدائه الذين كان يعتقد انهم محصورون في بعض كهوف إقليم تورا بورا، ويقول: «ما زال الكثير من الإرهابيين مختبئين في ملاجئ محصنة داخل مناطق بالغة الوعورة، ويقال انهم اعدوا أنفسهم للإقامة تحت الأرض لمدة طويلة». ويضيف بوش موجها حديثه لطاقم السفينة: «ولكنهم مضطرون الآن لتغيير خططهم بشكل فجائي لأننا سنقبض عليهم واحدا تلو الآخر وسنمزق شبكتهم الإرهابية إربا إربا». ولكن يبدو ان بن لادن نجح خلال الشهر الماضي في الفرار من طوق الرقابة الأميركية مع باقي قادة طالبان، ورغم ان المسؤولين الأميركيين كانوا متفائلين قبل فترة بسيطة بامكانية القبض على الملا عمر الذي تحدثت تقارير عن وجوده في اقليم هلمند إلا ان القوات الأميركية والافغانية لم تعثر الا على عدد بسيط من جنود طالبان بعد حملة بحث استمرت خمسة أيام، ويطالب الرأي العام الأميركي الآن باعتقال قادة الاعداء في اسرع وقت ممكن، حيث بين استطلاع للرأي قامت به محطة «اي.بي.سي» التليفزيونية ان ثلثي الأميركيين يرون ان قتل بن لادن أو إلقاء القبض عليه حيا ضروري لاعلان النصر في هذا الصراع. ومن الملاحظ إن استراتيجية القوات الأميركية في المنطقة تغيرت بشكل حاد خلال الشهر الماضي لتتواءم مع حاجة القبض على المطلوبين، فقد رُفع عدد القوات الأميركية البرية إلى حوالي أربعة آلاف جندي، ولاشك إن ارتفاع عمليات البحث في بعض المناطق التي توصف بالمعادية، سيعرض الجنود إلى اخطر أنواع الهجمات الأفغانية التقليدية: الكمائن،وبالنسبة للكثير من المحللين، فان مقتل العقيد ناثان شابمان بنيران قوات معادية، يكشف حجم هذا الخطر، كما انه يوضح كيف إن الصراع في أفغانستان محكوم حاليا بالقدرات الاستخبارية، والحاجة إلى الحصول على مصادر يعتمد عليها لتفادي الأخطار المحتملة والقاء القبض على قادة طالبان والقاعدة في اسرع وقت ممكن. ويقول الجنرال تومي فرانك، قائد القوات الأميركية في المنطقة: «المؤكد اننا لا نعرف مكان بن لادن» ويضيف: «وكل ما نفعله الآن هو الاستجابة للمعلومات الاستخبارية التي تصلنا من مصادرنا المختلفة»، ومن الملاحظ ان الاعتماد الأميركي على المقاتلين المحليين في الحصول على المعلومات الاستخبارية والسرية ينطوي على قدر كبير من الخطر والمجازفة، حتى وان كان ذلك قد ادى في الماضي إلى القضاء على قوات طالـــــبان باقل قدر ممــــكن من الخــــسائر الأميركية. ،مع غياب حركة طالبان التي كانت تشكل العدو المشترك فان المقاتلين المحليين يتصادمون مع بعضهم البعض بشكل متزايد وخطر. وقد دفع احتمال هرب قادة تنظيم «القاعدة» إلى خارج أفغانستان القوات الأميركية إلى تركيز جهودها على ما يعتقد انه سيكون المرحلة الثانية من الحرب ضد الإرهاب، والمقصود هنا الصومال. فقوارب الحراسة التابعة للبحرية الأميركية تقوم حاليا بمراقبة وتفتيش السفن ومراكب الصيد في بحر العرب في محاولة للعثور على الفارين، ولكنها لم تحقق أية نتيجة تذكر حتى الآن، وفي الوقت ذاته تقوم طائرات المراقبة والاستطلاع الأميركية بطلعات يومية فوق الأجواء الصومالية في محاولة لمراقبة بعض المواقع التي يشتبه في إنها تتبع تنظيم «القاعدة». ويقول الجنرال فرانكز: «لقد كانت الصومال في الماضي بؤرة للنشاطات الإرهابية، ونحن نقوم اليوم بعمل جاد لنتأكد بان هذا الأمر لم يعد قائما». ويضيف: «ولكن إذا ثبت أنها لا تزال ملجأ للإرهابيين فسنتعامل معها بنفس الطريقة التي نتعامل بها مع الدول التي تؤوي الإرهابيين وتدعمهم».