أخبار عامة لقاء الشيخ المطلق مع صحيفة الناس

أكد معالي الشيخ عبدالله بن محمد المطلق عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي على أهمية أن يكون المفتي متسلحا بالعلم الشرعي وأن يملك أسباب الإجتهاد ووسائله. ونفى الشيخ المطلق التهمة التي وجهت إليه بأنه منحازا للمرأة مؤكدا أنه مع الحق ورأى أن العدد الحالي لأعضاء هيئة كبار العلماء كاف ولايحتاج إلى زيادة

في البداية نود معالي الشيخ ... أن تشير إلى أهمية الفتوى.. وماذا يجب أن يكون عليه المفتي؟

- الفتوى وسيلة من وسائل التزود بالعلم الشرعي للحاجة، فإذا احتاج المسلم إلى الحكم الشرعي في عباداته أو في معاملاته فيلجأ إلى المفتي؛ ليبين له قول الله وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الواقعة المعنية.

والقائم على الفتوى هم العلماء الشرعيون الذين يخبرون الناس بالأحكام الشرعية التي تناسبهم في الأعمال التي يسألون عنها، وقد سمّاهم الإمام ابن القيم -يرحمه الله-(الموقعين عن رب العالمين)، فالمفتي يوقّع عن الله عز وجل ويبيّن للناس حكم الله في كل المسائل، ولابد أن يكون المفتي مطلعاً بالحكم الشرعي ويملك أسباب الاجتهاد ووسائله، وإلا كان ممن يقولون على الله بغير علم، وذلك من أكبر الذنوب؛ لأن مقام الإفتاء وسط بين كبيرتين: كبيرة القول على الله بغير علم، وهذه ذكرها الله عز وجل في قوله تعالى ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير حق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون)، وبين كبيرة أخرى وهي كتمان العلم، والله يقول ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون).. فإظهار الحكم الشرعي للسائل بعد الاجتهاد والتحري ممن يملك وسائل الاجتهاد، تلك هي الفتوى المشروعة التي يبحث عنها المسلم ويؤجر فاعلها من الله تعالى، حيث قدم هذه الخدمة الجليلة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعده يقدمونها للناس.

• كيف يرى فضيلتكم واقع كثير من الدعاة والمشائخ الذين ركزوا جهودهم في الآونة الأخيرة على الظهور في الفضائيات وبشكل كبير؟

- الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة من مرئية ومسموعة ومقروءة هي من مجالات نشر العلم ووسائله؛ ولذلك فإن من الضروري أن يستغلها الدعاة إلى الله والمفتون والذين ينشرون ميراث محمد صلى الله عليه وسلم.

فهذه الوسائل لنشر الحق وبيانه للناس، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في زمنه يستغل هذه الأمور وقد كان يذهب إلى سوق عكاظ، وهو محل يجتمع فيه العرب من كل صوب، فيبين لهم الدين ويعرض عليهم ما بعثه الله به من الهدى والحق، وقد كان عليه الصلاة والسلام يذهب إلى الناس في الحج ويتصل بالقبائل ويعرض عليهم.

فاستغلال الدعـــاة والفقهــــــــاء جميع الوسائل الإعلامية لنشر الحق ومكافحة الباطل وإجابة المسلمين على استفساراتهم التي يحتاجون إليها في عباداتهم وفي معاملاتهم، هذا من فروض الكفاية التي يجب على الأمة أن تقوم بها، وإذا قام من يكفي سقط الإثم عن الباقين..

لكن إن تركها المسلمون جميعاً فإنهم يأثمون؛ لأن تبليغ الدعوة وإيصال الأحكام الشرعية، والناس أحوج ما يكونون إليها؛ لأن حاجتهم إلى زاد التقوى أشد من حاجتهم إلى زاد الأبدان، وحاجتهم إلى لباس التقوى تفوق حاجتهم إلى لباس الأبدان.

• لكن اسمح لي يا فضيلة الشيخ .. هناك من المشائخ غير مؤهل للتصدي للفتوى والإجابة على الاستفسارات الشرعية للمشاهدين؟

- ظهور المشائخ في هذه الفضائيات كله خير، ولانجد شيخاً كاملاً يخرج فيها.. ثم إذا كان يحمل المؤهلات الشرعية وكان ممن يخاف الله ويتقيه ويحذر أشد الحذر من القول بغير علم، فلا بأس من استضافته، وهي من المجالات التي يبلِّغ فيها دين الله ويخبر بما يعرفه من أحكام الله، ولكن مع ذلك يجب على المسؤولين على القنوات الفضائية اختيار من يرضون دينه وأمانته وعلمه، وأن يتحروا في ذلك؛ لأن من دلّ على هدى فله من الأجر مثل أجور من عملوا به، ومن دلّ على ضلالة فإن عليه وزرها ووزر من عمل بها يوم القيامة من غير أن ينقص من أوزارهم شيء.

• عفواً على المقاطعة.. هل ترى ظهور هؤلاء المشائخ في الفضائيات حتى ولو كانت غير محافظة؟!

حتى وإن كانت كذلك! أليس سوق عكاظ كان غير محافظ؟!.. لكن إذا كان خروج المفتي أو الداعية سيستغل استغلالاً سيئاً فلا يجوز له حينئذ الظهور.

• من خلال عملكم مَن أكثر المستفتين، هل هم الرجال أم النساء .. ولماذا؟

- أكثر الفتاوى التي تردنا هي من نصيب النساء، وربما ذلك يعود إلى الفراغ الذي لدى المرأة وهي في بيتها، وأيضاً ربما إلى تدينها وثقافتها ومحبتها للخير وبحثها عن العلم الشرعي، كل ذلك يجعل فتاوى المرأة أكثر من الرجل الذي ينشغل كثيراً في طلب معيشته ومتابعة أمور بيته.

• هذا سؤال يتردد كثيراً .. لماذا لا يكون هناك مختصون في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في دار الإفتاء للاستفادة من خبراتهم في القضايا المستجدة؟

- في نظام هيئة كبار العلماء عندما تدرس الهيئة موضوعات معينة لها تخصصات أخرى تدعو الهيئة وتطلب حضور متخصصين وأكاديميين كخبراء؛ للاستفادة من تجاربهم وخبراتهم ورؤاهم العلمية، والله عز وجل ذكر في كتابه الكريم( فاسأل به خبيراً) وأيضاً (ولا ينبئك مثل خبير)، وفي موضع آخر ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، وأهل الذكر تشمل الخبراء في كل فن؛ ولذا هيئة كبار العلماء تستعين في بعض الأحيان بهؤلاء الخبراء عند الحاجة إليهم. فاستغلال الدعاة والفقهاء جميع الوسائل الإعلامية لنشر الحق ومكافحة الباطل وإجابة المسلمين عن إستفساراتهما التي يحتاجون إليها في عباداتهم وفي معاملاتهم هذا من فروض الكفاية التي يجب على الإمة أن تقوم بها واذا قام من يكفي سقط الأثم عن الباقين ولكن إن تركها المسلمون جميعاً فإنهم يأثمون عليها لأن تبليغ الدعوة وإيصال الأحكام الشرعية الناس أحوج ما يكونون إليها لأن حاجتهم إلى زاد التقوى أشد من حاجتهم إلى زاد الأبدان وحاجتهم إلى لباس التقوى تفوق حاجتهم إلى لباس الأبدان.

• بصفتك خطيب جمعة ما الأولويات التي تسير عليها في إعداد الخطبة؟

- تعلم أن خطبة الجمعة هي موعظة الأسبوع يبدأ الإعداد لها باختيار الموضوع الذي يحتاج إليه أهل جماعة المسجد، وقد تكون الحاجة للظروف الطارئة في المجتمع، وقد تكون أيضاً ناتجة عن خبرة الخطيب، وكذلك قد تكون ناشئة عن العبادات الموسمية المرتبطة بزمن كموسم الصيام أو الحج أو غيرهما، ثم يبدأ وضع العناصر المهمة التي تنفع المتلقين ويستدل لها ويذكر إيجابياتها وسلبياتها، وإذا حدد العناصر بدأ الاستدلال عليها بالنصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية وأقوال السلف الصالح، ثم يبدأ الإشارة بآثار الالتزام الحسنة بها ويكشف السلبيات والأخطاء الناتجة عن عدم الالتزام بها.

• يلاحظ على فضيلتكم... البساطة في محاضراتكم وفتواكم واستخدام اللهجة المحلية البحته هل هذا تعمد منكم؟

- لا أعتقد أنني أتعمد هذا وإنما تأتي عفوية بلا تعمد، وتأتي أيضاً في سياق إن الإنسان يفكر في نفع الناس أكثر مما يفكر في الالتزام بقواعد اللغة العربية، مع أنني أحرص أن ألتزم باللغة العربية وأحاول جاهداً لذلك لكن مع تفاعل الإنسان مع الموضوع ومحاولته أن يقدم للمتلقي ما ينفعه وأود أن أشير هنا أن الذي يتتبع مسائل الإمام أحمد رحمه الله التي حفظها عنه تلاميذه ورووها عنه يجد أنه يحدث منه مثل ذلك

• أيضاً مما يلاحظ على فضيلتكم أن حديثكم لا يخلو من نكتة أو طرفة هل تتعمد ذلك أيضاً؟

- من طبيعتي أني «أحب النكته». وأحياناً يأتي الجواب وفيه النكات البريئة وهو مما لا أتكلفه، وأرجو من الله أن يكون سبباً لإسعاد قلوب الناس، كما أرجو من الله ألا أخطئ على أحد بسبب ذلك.

• ماذا تود أن تقول لهؤلاء الذين ينقلون عنك مثل هذه النكت؟

- أريد منهم التثبيت في نقل الأخبار ومعرفة أن الله سوف يسألهم عن ذلك «ولا تقف ما ليس لك به علم أن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا» كما أنني أعفو عن كل من نسبها إليّ.

• ما صحة ما يقال أن الشيخ عبدالله المطلق ينحاز كثيراً لقضايا المرأة؟

- لست منحازاً لقضايا المرأة وهذا الاتهام ليس صحيحاًِ ونحن دائماً مع الحق الذي يدعمه الدليل من القرآن والسنة كما هو حال مشايخنا وعلمائنا.

• لننتقل إلى محور آخر.. هناك من يدعو إلى زيادة أعضاء هيئة كبار العلماء.. ما تعليقك؟

- هيئة كبار العلماء فيها توجيه سام بأن عدد الأعضاء «21» عضواً وفي اعتقادي أن العدد كاف لدراسة الأحكام الشرعية وتأصيلها ولذلك لا أجد هناك ما يدعو لزيادة أعداد الأعضاء.

• ما آلية الاجتماع في هيئة كبار العلماء؟

- أقل مرات الاجتماع مرتين في السنة، وإذا كانت هناك حاجة للاجتماع أكثر من ذلك فليس هناك سقف أعلى، وقرارات الاجتماع تتخذ بعد الدراسة والمناقشة بالتصويت

• وإذا تساوت الأصوات.. من ترجحون؟

- إذا تساوت الأصوات في القرارات ترجح الكفة التي فيها سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء.

• هل هناك اختلافات حادة بينكم أثناء الاجتماعات؟

- لا أعرف أن هناك اختلافات متباينة، إنما مثل اجتهادات الفقهاء السابقين يكون لبعضهم رأي مخالف للآخر لأن المسألة اجتهاد ليس فيها نص شرعي، ولو أن هناك نصاً شرعياً لم يجرؤ لأحد أن يخالفه وهذا وارد ونشاهده يحدث في المجالس النيابية والبرلمانات التي قل أن تجتمع على رأي واحد.

http://alnaas.com/meetings/4367.html