دعوة أوباما إلى زيارة القدس بصحبة القادة العرب
قال زبجنيو بريجينسكي مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر: إنه لتحقيق السلام في الشرق الأوسط لا بد للرئيس الأمريكي باراك أوباما من القيام بزيارة تاريخية جريئة إلى المنطقة مصطحبا معه القادة العرب إلى الكنيست في القدس والمجلس التشريعي في رام الله.
وأشار بريجينسكي وهو مستشار مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في مقال مشترك مع عضو الكونجرس الأمريكي السابق عن ولاية نيويورك ستيفن سولارز نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه دايان قال قبل أكثر من ثلاثة عقود إنه يرغب في الحصول على بلدة شرم الشيخ المصرية بوصفها منفذ إسرائيل إلى البحر الأحمر دون سلام لا أن يحصل على السلام بدون السيطرة على تلك البلدة.
ومضى الكاتبان إلى القول: إن التاريخ يعيد نفسه، مشيرين إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتمثلة في رغبته الإبقاء على القدس عاصمة موحدة لإسرائيل إلى الأبد دون سلام لا أن يحصل على السلام دون كامل المدينة.
وقال بريجينسكي وسولارز: إن المعادلة الإسرائيلية غير عقلانية وغير منطقية، ذلك لأن السلام الشامل هو أمر حيوي ويعد من صالح جميع الأطراف، وهو يعني الإسرائيليين والفلسطينيين والأمريكيين على حد سواء.
وأوضحا أن استمرار احتلال إسرائيل للضفة الغربية الفلسطينية واستمرار محاصرتها وعزلها لقطاع غزة الفلسطيني من شأنه أن يزيد من غضب المسلمين وامتعاضهم إزاء السياسات الخارجية الأمريكية، وبالتالي وضع العراقيل أمام إمكانية إدارة أوباما لتحقيق أهدافها السياسية والعسكرية في المنطقة.
ومضا الكاتبان إلى أن أي مبادرة سلام أمريكية لا تعد كافية ما لم تسبقها أو تصاحبها زيارة تاريخية جريئة يقوم بها الرئيس الأمريكي للمنطقة.
واقترحا أن يبادر أوباما بزيارة الكنيست في القدس والمجلس التشريعي الفلسطيني في رام الله وأن يدعو الطرفين إلى استئناف المباحثات ومناقشة المرحلة الأخيرة لاتفاقية كامب ديفد للسلام.
ويرى بريجينسكي وسولارز ضرورة أن يقوم الرئيس الأمريكي بهذه الزيارة التاريخية مصطحبا معه القادة العرب وأعضاء اللجنة الرباعية التي تتكون من (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، والتي أنشئت في مدريد عام 2002).
كما اقترح الكاتبان أن يكون حصاد الزيارة خطابا يلقيه الرئيس الأمريكي في مدينة القدس القديمة يوجهه إلى شعوب المنطقة ويسترجع فيه محاور خطابه الأخير في القاهرة الذي وجهه إلى العالم الإسلامي في يونيو 2009.
ويمضي الكاتبان إلى القول: إن أوباما إذا قام باصطحاب القادة العرب وأعضاء اللجنة الرباعية إلى القدس ورام الله فإنه سيحقق نصرا سياسيا ويضرب مثلا على حسن وقوة القيادة التي استطاعت وضع حد للصراع الطويل في المنطقة.
وإذا ما رفض أحد الطرفين أو كليهما مبادرة السلام الأمريكية فيرى بريجينسكي وسولارز ضرورة قيام الولايات المتحدة باللجوء إلى مجلس الأمن الدولي من أجل توفير ضغط دولي أوسع لإجبار الطرفين على قبول المبادرة وتطبيق بنودها بكل الوسائل الممكنة.
