تحليل خاص لصور الأسرى

هذا تحليل خاص لصور أسرى الحرب الدائرة حاليا في أفغانستان والمسجونين في كوبا
كما نشرت في وسائل الإعلام العالمية .
تضاربت الأخبار في كيفية نشر هذه الصور ففي حين أشارت بعض الإذاعات إلى أنها
التقطت خلسة من خارج السجن وأن الإدارة الأمريكية تحقق في كيفية خروجها
أشار آخرون إلى أن الإدارة الأمريكية هي التي نشرتها...
وقد نشر موقع البي بي سي صورة عامة للقاعدة الأمريكية وذكرت أنها في جوانتانامو
وتذكر الإدارة الأمريكية أن الأسرى هناك.
وبغض النظر عن صحة مكان تواجد الأسرى فإن من المرجح أن خروج هذه الصور
كان بعلم من الأمريكيين.
ويدرك البعض أن الإدارة الأمريكية ترغب بإعطاء انطباعات معينة حول هذه القضية
من خلال هذه الصور التي تنشر في كافة وسائل الإعلام.
وذلك مثل إرهاب الآخرين والتلويح بأن مصيرهم سيكون مثل مصير هؤلأ إضافة إلى عنصر التشفى
الذي يحرص الأمريكيون على إظهاره في كل مناسبة إلى درجة بلغت أن يتركوا هؤلاء
الأسرى في مقاعدهم لأكثر من يوم ونصف بلا أي حراك ومن دون تمكينهم من استخدام
دورات المياه ثم يعلنون هذا لمجرد التشفي والتهكم والسخرية من هؤلاء الأسرى
وما يمثلونه.
وقد نقلت جريدة الشرق الأوسط هذا الخبر الأخير بالطريقة الأمريكية ذاتها
لتوضح بجلاء الجانب الذي تقف فيه دائما.
ومع أن هؤلاء الأسرى لازالوا غير معروفين إلا أنه من الواضح أن غالبيتهم
من صغار السن وقد نشرت بعض وسائل الإعلام أن الجندي الأمريكي يحمل الأسير لوحده
ليرميه في باصات مخصصة لنقلهم،وأكدت أن ذلك يرجع لصغر سنهم.
وذكرت بعض مصادر المجاهدين أنهم يرجح أن يكونوا ممن قدموا لباكستان
أخيرا لهدف الجهاد فلم يتمكنوا من دخول أفغانستان
أو دخلوا ولم يشاركوا في الحرب لعدم استكمال تدريبهم.
وتوضح الصور أن الأمريكيين حرصوا على تعطيل كافة الحواس:
السمع والبصر وحتى الفم والأنف وضع عليها أغطية كثيفة،.
وبتأمل الصور تشعر بأن الأسرى يفتقدون حتى الإحساس بالمكان وربما الزمان
فقد يكون هذا راجع لتعطل الحواس المذكورة وقد يكون آسريهم
استخدموا وسائل أخرى لهذا الغرض ،ومن الواضح من خلال تصريحات المسؤلين الأمريكيين
أنهم لن يترددوا في استخدام أي وسيلة يتم من خلالها إهانة وتحطيم هؤلاء الأسرى
وبضمن ذلك رسالة إلى من ورائهم ممن يحمل نفس التوجهات.
وهذه الصور توضح عدة أمور:
1ـ ليتضح للجميع أنه لايوجد قانون أو دستور أو أمة يمكن أن تعامل ألأسرى
أحسن من المعاملة الشرعية المبينة في دين الإسلام،والسبب أن أمم ألأرض أجمع
التي خلقها الله من طينة واحدة والتي تتشابه في النزعات والعواطف والمشاعر
قد يغلب عليها الحقد ومشاعر الكراهية في وقت من الأوقات فلا ترى بأسا في
تغيير قوانينها التي تخالف أهوائها ورغباتها في الانتقام وذلك من أجل إشباع هذه الرغبات
كما يحدث تماما في الوقت الراهن في الدول الغربية ومن ضمنها الولايات المتحدة.
وكما يحدث في كثير من البلاد حتى التي تنتسب إلى الإسلام وهي لاتطبقه .
أما الأمة المسلمة فليس لها أن تحكم عواطفها ومشاعرها في بل هي أحكام مقننة وواضحة وغير قابلة للتحوير بل إن الإسلام
نهى عن التمثيل بالقتلى ولو أن العدو فعل ذلك فالمسلم ملزم بهذه القوانين التي ليس له مجال لتغييرها
وفق نزواته كما يفعله بالضبط الغرب مع قوانينه.
ومن ذلك يعرف من يسمون دعاة حقوق الإنسان أن ليس لهم أرض ثابتة يقفون عليها
إن كانوا صادقين في دعاواهم إلا أرض الإسلام وإلا فبأي مرجعية يعتبرون حقوق الإنسان هذه؟
بمعنى من هو الذي يحدد حقوق الإنسان ويقول هذا من حقوقه وهذا ليس منها؟.

2ـ توضح هذه الصور أيضا مدى غطرسة الإدارة الأمريكية في التعامل مع هذه القضية وهي من وجه آخر
توضح مقدار الرعب الذي يكتنفهم من هؤلأ الضعفاء الأسرى ،فالمشاهد يلاحظ
عدد الجنود الذين يحيطون بالأسير الواحد حيث بلغوا في بعضها
أربعة عشر جنديا أمريكيا مدججين بالأسلحة وأنظارهم جميعا متجهة صوب الأسير المقبوض
عليه من الجانبين والمغطى رأسه بعدد من الأغطيه للأذنين والعينين والفم والأنف!وهذا فقط ماتسمح الصور بإظهاره .

3ـ من خلال مشاهدة الصور يتضح بجلاء تعرض الأسرى للضرب الشديد
وربما إلحاق الإصابات بهم ويؤكد هذا ما أعلنته الإدارة الأمريكية أن كثيرا منهم جرحى،
ومما يؤكد الأهداف القبيحة للإدارة الأمريكية في قضية هؤلأ الأسرى هذا التكتم الشديد
على وضعهم وأخبارهم.

4ـ أيضا نشر هذه الصور يؤكد أن الإدارة الأمريكية لاتقيم أي وزن لمشاعر العالم الإسلامي
ولا للإسلام الذي يجرم مثل هذه الأفعال وينهى المسلمين عنها.
بل تقوم بنشرها زيادة في الإذلال والإهانة وكأنها تقول هؤلأ أبناؤكم وفلذات أكبادكم في أيدينا
نفعل بهم مانشاء من غير أن يجرؤ أحد منكم على المطالبة بهم .

وقفة:
تأملت ماذا يستطيع مسلم ضعيف مثلي أن يفعل في مواجهة هذا الظلم الكبير؟
فلم أجد ـ في الوقت الحالي ـ أقل من ألا أشتري شيئا صنعوه أو تذهب أمواله إليهم مادامت البدائل موجودة.
ترى:
يامليار مسلم كم من المليارات بأيديكم تقدمونها طوعا لعدوكم لتظل ماكينته تطحنكم وتدوسكم؟

والله جزاك الله الف خير على هذا الكلام ..........