أصدرت قوات إيساف البيان الصحفي التالي حول الحادث: عند ما بدأت القوات الأفغانية وقوات التحالف تفتيش المنطقة في مقاطعة نهر الشاهي، صادفت رجلين مسلحين يبديان نوايا عدائية تجاه القوة الأمنية. أصدرت القوة المشتركة لهما تعليمات، من خلال مترجم، بإلقاء أسلحتهما على الأرض فلم ينصاعا وقتلا. استخدم الجنود الأفغان مكبرا للصوت لدعوةالسكان إلى إخلاء المجمعات السكنية. ما أن تم تأمين المباني حتى اعتقلت القوة الأمنية المتمردين المشبوهين للاستجواب."
كذلك ، وكما قال الكاتب، أقرت القوات المشتركة بمقتل 6 مدنيين بسبب خطأ في التصويب، وأطلق تحقيق حول الحادثة.
أما الاستنتاج بأن هذه هي الطريقة التي نتعامل بها في أفغانستان، فهو ادعاء لا أساس له من الصحة ويحتاج للتصويب، كذلك الكلام عن الجنرال بترايوس الذي طلب من الجنود العمل عاى تقليص عدد الخسائر المدنية، وكأنه تصحيح لمقاربة الجنرال مكريستال.
لقد تم انتقاد الجنرال مكريستال. على قواعد الاشتباك التي اعتمدها في أفغانستان، والتي اعتبرها الكثيرون مسئولة عن تزايد عدد الخسائر بين صفوف قواتنا. لقد كان دائم الكلام عن هذا الأمر:" نحن تقارب الأمور بشكل مختلف. إننا نحاول أن نقارب الأمور بطريقة تجعلنا شركاء للشعب الأفغاني... كيف نقود، كيف نطلق النار، كيف نتكلم وكيف نلبس. إذا لم نطبق ذلك، إذا لم نظهره حقيقة لن نحقق النجاح".
ولا تزال إرشاداته التكتيكية متوفرة:" إذا ما وجدتم أنفسكم في وضع تتعرضون فيه لإطلاق النار من العدو... إذا كان هناك أي احتمال للتسبب بخسائر مدنية أو إذا كنتم لا تعلمون إن كنتم ستتسببون بخسائر مدنية، وكان بإمكانكم الانسحاب من هذا الوضع دون إطلاق النار ، إذن فعليكم القيام بذلك."
بل إنه، ومن أجل تشجيع قوات الناتو الذين يخدمون في أفغانستان على عدم إطلاق النار إلا في الحالات الضرورية ، فكر مكريستال بتقديم ميداليات لمكافأة " شجاعة ضبط النفس" . وقد اقترح هذه الفكرة اللواء البريطاني نيك كارتر ، قائد قوات الناتو في جنوب أفغانستان:
لقد تم التأكيد على الأهمية المصيرية لمفهوم الشراكة في منطقة القيادة الشمالية ، حيث تدرب قوات التحالف قوات الأمن الأفغانية. ويقوم أعضاء الأشغال المدنية بالعمل جنبا إلى جنب مع الشعب الأفغاني في بناء المدارس والجسور وأبار المياه والمطار الجديد.
أضاف الجنرال مكريستال :" هناك العديد من المتمردين الذين يؤمنون بنفس ما تؤمنون به،..نريدهم أن يعودوا إلى المجتمع قائلين أن السبب الذي دعاهم للقتال اضمحل".
ويؤكد القياديون الآخرون في إيساف التوجهات نفسها، ويعبرون عن نفس الانشغالات فيما يتعلق بالخسائر البشرية:" لقد كنا واضحين جدا مع الحكومة الأفغانية في إن شراكتنا هي مواجهة التمرد أو حملة كوين" أعلن اللواء الألماني جوزيف بلوتز الناطق باسم الإيساف. وأضاف:" جوهر ذلك كله أن علينا أن نحمي الناس من المتمردين المتربصين بهم ومن الخسائر غير الضرورية التي تسببها القوات الصديقة وهي تقاتل المتمردين".
والآن مع الجنرال بترايوس في قيادة الإيساف فلا داعي للتأكيد على الاختلاف في قواعد الاشتباك العسكرية. فالجنرال كان قائدا للقيادة المركزية التي أفغانستان جزء منها. إضافة لذلك وبخلاف الصورة الخاطئة التي طرحها البعض عن الجنرال بترايوس، فالعكس هو الصحيح. فالمعروف عن الجنرال بترايوس أنه من قام بوضع خطة أشرك فيها الشعب العراقي في مكافحة المتمردين وحمايتهم من عنف وترهيب ما يسمونها "المقاومة" كما أنه أعترف أنه لا يمكن كسب هذه المعركة بقتل الأعداء في ميادين المعارك فقط. وفي أول مهمة له في العراق، قام بترايوس بتعيين فريق من الأكاديميين والخبراء في مجال حقوق الإنسان لإعادة كتابة مفهوم وسياسة مكافحة التمرد المتبعة في الجيش الأمريكي. . وفي كلمته التي ألقاها في حفل تسلم القيادة، أكد بترايوس على أن مهمته في أفغانستان واضحة ، وأكد على أهمية أن نثبت للشعب الأفغاني والعالم أن القاعدة وحلفاءها لا يمكن السماح لهم باستخدام أفغانستان كملاذ لشن الهجمات على الشعب الأفغاني والدول المحبة للحرية في كافة أنحاء العالم. كما يجب أن تعلم طالبان أن القوات الأفغانية وقوات مساعدة الأمن الدولية عازمون على تحقيق النصر.
بالمقابل اختار الكاتب عمدا تجاهل مسؤولية طالبان عن قتل المدنيين. بالأمس فقط قتلوا عددا من الأبرياء الأفغان.
" قتل ثمانية مدنيين وجرح أربعة في عبوة ناسفة في ناد علي في هلمند اليوم . استجابت قوات الأمن الأفغانية ونقلت الجرحى إلى مركز طبي أفغاني قريب للعلاج. وفي حادث منفصل، قتل طفل عمره 4 سنوات في انفجار عبوة ناسفة في ناد علي أيضا.
كما جرح مدنيان عندما تعرضوا لإطلاق نار في منزلهم في زهراي – قندهار اليوم. وقد نقلت قوات الإيساف وعالجت الجرحى.
هذا نموذج من إنجازاتهم. عندما تقتل قواتنا خطأ المدنيين، نعترف بالأمر ونحقق بالحوادث ونقوم بجهود لتفادي تكرار الأمر. متى اعترفت طالبان ، المسؤولة حسب تقرير للأمم المتحدة عن قتل معظم ا لمدنيين الأفغان حتى حزيران 2010، بما تقوم به؟ أم إن طالبان مغفور لها ما تقوم به عن عمد من استهداف الأهالي وترهيبهم، وقواتنا ترشق بالاتهامات عندما تتسبب بالصدفة بذلك؟
صفاء العشري
القيادة المركزية الأمريكية